عندما يصرح أحد أبناء مبارك أنه ذهب للاتحادية لإسقاط مرسي وجماعته "كما فعلوا مع أبيهم المظلوم مبارك"، وفي نفس الوقت يصرح أخ ثوري – يهتف بجانبه – بأنه ذهب للاتحادية لإسقاط مرسي وجماعته، "لأنهم ليسوا ثوارًا وركبوا فوق الثورة"!. منتهى التناقض أن يؤكد أحد الثوريين على قناة فضائية أن مظاهرات الاتحادية ليست لإسقاط الرئيس – كما يروج الإخوان -, وإنما هي لإسقاط الإعلان الدستوري وإلغاء الاستفتاء على الدستور, وفي المقابل على نفس القناة تسمع متظاهري الاتحادية يهتفون "ارحل.. ارحل.. الشعب يريد إسقاط النظام"، وقبلها بليلة يرسل لي صديقي الاشتراكي الثوري رسالة هاتفية:"يوم الثلاثاء هنخرج مرسي من قصر الرئاسة "ملط"!. منتهى التناقض أن يصرح دائمًا التيار المدني – كما يسمون أنفسهم – أنهم ليسوا ضد الإسلام وإنما هم ضد مستغلي الدين من أجل مكاسب سياسية، في حين أشاهد متظاهري الاتحادية يهتفون: "تسقط تسقط الدولة الإسلامية"!. منتهى التناقض أن يقال إن متظاهري الاتحادية ضد الرئيس وصلوا إلى 25 مليون مواطن، ثم يرفضون الاستفتاء، لأن الإخوان سيمررونه بالحشد والزيت والسكر والجنة والنار!. منتهى التناقض أن يحمل البرادعي الرئيس مرسي مسئولية الاشتباكات أمام الاتحادية، رغم أننا لم نسمع له صوتًا عندما اقتحم مؤيدوه مقرات الحرية والعدالة وأحرقوها في معظم المحافظات.. رغم أن الثورجي الكبير أحمد سبايدر يكتب على صفحته، داعيا الشباب الثوري إلى اقتحام القصر الرئاسي وخلع مرسي وإلقاء بيان الثورة وإعلان مجلس رئاسي مدني يقوده محمد البرادعي!. منتهى التناقض أن يبدي البرادعي استعداده للحوار،"ولكن بشرط إلغاء الإعلان الدستوري والاستفتاء على الدستور الجديد"، فعن ماذا يكون الحوار إذن؟! منتهى التناقض أن يبدي البرادعي استعداده للحوار مع نظام نعته بالنظام المستبد الذي لا يختلف عن سابقه الذي تم إسقاطه!. منتهى التناقض أن يتكلم البرادعي باسم جبهة الإنقاذ "الوطني" ويقول إن النظام بدأ يفقد شرعيته "بدليل أنه أصبح مدانًا على المستوى الخارجي"!. منتهى التناقض أن يتم منع صحفي له كامل الحرية من التعبير عن رأيه في مؤتمر الإنقاذ الوطني الذي يقوده من يدعي حرية الرأي والتعبير، فقط لأنه يرى أن عمرو موسى فلول!.. عجبًا لمعارضة لا تتحمل أن يعارضها أحد!. منتهى التناقض يصول ويجول داخلي حتى مزق قلبي وهز كياني وعطل قلبي.. فمن كان بالأمس يحميني صار اليوم يحرقني ويكويني.! أرسل مقالك للنشر هنا وتجنب ما يجرح المشاعر والمقدسات والآداب العامة [email protected]