حذرت مديرة المرصد الاوروبي لمراقبة العنصرية وكراهية الأجانب في الاتحاد الأوروبي بياتا فينكلر من تصاعد انتشار ظاهرة العداء والكراهية للاسلام والمهاجرين المسلمين في القارة الاوروبية. وقالت فينكلر في تصريح صحفي مقتضب بعد انتهاء الاجتماع الذي استضافته العاصمة النمساوية والذي انعقد تحت شعار (العنصرية والعداء للآخر ودور الاعلام) أن المرصد الأوروبي سيصدر في أوائل شهر يونيو المقبل تقريره الاول حول انتشار ظاهرة العداء للإسلام والمسلمين في أوروبا. وكان المشاركون في اجتماع فيينا، وبينهم مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي السيدة بينيتا فيرارو فالدنر، وممثلون عن دول تقع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط التي ترتبط بعلاقات شراكة اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، بينها مصر وسورية ولبنان وتونس والمغرب والجزائر وليبيا، ناقشوا العديد من المسائل والقضايا ذات الاهتمام المشترك والتي اندرج معظمها حول واقع ومستقبل المهاجرين في أوروبا، والسبل الكفيلة لتعزيز التصدي لنقلهم بطريقة غير مشروعة، ودعم الحوار بين مختلف الثقافات والأديان. وجدير بالذكر أن إسرائيل قاطعت هذا الاجتماع لأن مسألة معاداة السامية لم تكن مدرجة في جدول اعماله، بل تم التركيز على مناقشة مسائل أساسية أخرى من بينها ظاهرة العداء للإسلام وكراهية المسلمين في دول الاتحاد الأوروبي التي ترتبط مع العالمين العربي والإسلامي بعلاقات صداقة وتعاون متميّزة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وأعربت السيدة فينكلر عن قلقها البالغ إزاء ارتفاع معدل مناهضة الإسلام والمسلمين على خلفية العنف والإرهاب، وكراهية الأجانب في عدد من الدول الأوروبية خلال السنوات القليلة الماضية. وطالبت وسائل الاعلام الأوروبية بضرورة التحلي بقدر أكبر من المسؤولية والحياد المهني عندما تتناول قضايا سياسية وفكرية أو دينية أو عرقية أو ثقافية حساسة من شأنها أن تؤذي مشاعر الآخرين. وذلك في اشارة الى ما أثارته الرسوم المسيئة للنبي محمد من موجة غضب عارمة في العالمين العربي والإسلامي . هذا ويتوقع المراقبون أن يتضمن التقرير الأوروبي الأول عن ظاهرة العداء والكراهية للإسلام والمسلمين الكثير من المسائل والقضايا التي تهم العالمين العربي والإسلامي في أوروبا. ولا يُستبعد أن تنظر إليه الأوساط السياسية والدبلوماسية والاجتماعية في أوروبا والعالمين العربي والإسلامي بأنه سيكون مثيراً للجدل، مع الأخذ في الاعتبار بأنه سيمثل وجهة نظر دول الاتحاد الأوروبي. كما لا يستبعد المراقبون أن يتطرق التقرير الأوروبي إلى مسائل فكرية وثقافية ودينية مهمة قد يشكل الإعلان عنها إحراجا لعدد من الحكومات الأوروبية، وخصوصاً لجهة تبرير الإساءة إلى المعتقدات والرموز الدينية بأنه يندرج في اطار حرية التعبير المطلقة واللا محدودة .