كشفت "المصريون" عن تفاصيل خطة حزب النور السلفي الذراع السياسية للدعوة السلفية لإثناء بعض القيادات عن تشكيل حزب جديد، وغلق الطريق أمام محاولة الانشقاق، وضمان ولاء شباب الحزب لقيادته وإقناعهم بالقرارات التى يتخذها القيادات تجاه القضايا السياسية الحساسة. وقالت مصادر في تصريحات خاصة في حزب النور إن الحزب لن يكرر الأزمة التى مر بها من قبل، وسيحتوى الخلافات الشخصية الداخلية بشكل عقلاني بدون أن تصل الخلافات إلى درجة الانشقاق أو محاولة تشكيل حزب جديد وبقاء حزب النور ثاني أقوى الأحزاب المصرية والحزب السلفي الأول في مصر صاحب القاعدة الشعبية العريضة. وكشفت المصادر عن أن قيادات في الحزب والدعوة السلفية اتفقت على عدة أمور تستطيع من خلالها محاولة إحكام السيطرة على الحزب ومنع محاولة الانشقاق من قبل أحد قيادات الحزب، وجاء أول المهام التى بدأت القيادات تفعيلها ربط الحزب والدعوة السلفية بنظيرتها العالمية خاصة العربية لمحاولة تثبيت أقدام الحزب بوصفه الحزب السلفي الأول في مصر وقطع الطريق على محاولة الانشقاق وتجميع قيادات حول المنشقين. وبدأ الحزب في تفعيل هذا البند بلقاء قيادات سلفية بالسعودية وفلسطين والأردن، ومن المقرر أن يواصل قيادات الحزب لقاءات تنسيقية أخرى لنقل الخبرة والتجربة وتفعيل التواصل بين الدعوة والحزب في مصر والعالم الخارجي فيما وصفه المصدر ب"عالمية الدعوة والحزب" لإكسابه مزيدًا من الشرعية السلفية. وأشار المصدر إلى أن البند الثاني الذي تم الاتفاق عليه بين قيادات الحزب هو زيادة التواصل مع قاعدة الحزب والدعوة السلفية في جميع المحافظات لضمان الولاء للحزب ومنع تواصل الشخصيات التى تريد شق الصف مع أبناء الحزب والدعوة بالإضافة إلى التواصل مع ما سماه المصدر "السلفية السائلة" وهى كم الأعداد الكبيرة المنتشرة في محافظات مصر وغير منتمية لأى من الأحزاب حتى الآن من أجل زيادة قاعدة الحزب الشعبية والاستفادة من مجهوداتهم خلال الفترة المقبلة. فيما كان البند الثالث من بنود خطة النور لإحكام السيطرة على قاعدة الحزب ومنع الانشقاق هو عقد دورات تثقيفية لأبناء الحزب في المحافظات المختلفة من أجل التعرف على آخر رؤى الحزب وتوجهاته نحو القضايا المختلفة بالإضافة إلى توصيل مفاهيم السمع والطاعة لقيادات الحزب ولكن بشروط حتى لا تكون طاعة عمياء بالإضافة إلى ترسيخ مفاهيم الثقة المتبادلية مع قيادات الحزب في القرارات التى يتخذها تجاه القضايا المختلفة، وإيصال مفاهيم العمل التنظيمي والسياسي والذي من أهم مقوماته الالتزام بقرارات الحزب الخاصة بموقفه تجاه القضايا المصيرية لإظهار ثقل الحزب في العمل السياسي. وأخيرًا لفت المصدر إلى أن قيادات الحزب أسرعت في عقد لقاءات موسعة مع قاعدة الحزب في المحافظات لتنقل إليهم رؤية الحزب من تطبيق الشريعة وآخر التطورات حول المناقشات حول مسودة الدستور حتى لا يخدعهم الإعلام بأن رأى الحزب في عدم المشاركة في مليونية الشريعة أنه تخلٍ عن موقفه تجاه القضية الرئيسية للحزب والذي قام من أجلها. من جانبه، نفي الدكتور يسرى حماد المتحدث الرسمي لحزب النور وجود أزمة في الحزب مفسرًا ما يحدث بأنه مجرد خلاف في وجهات النظر سرعان ما تنتهى بالتفهمات وإقناع كل الأطراف، مشيرًا إلى أن أى تنظيم سياسي كبير لابد أن يمر بإشكاليات ولكن قوته تجعله سرعان ما يتخطاه، مؤكدًا أنه عند نشوب أى خلاف شخصي بين قيادات الحزب يسرع الحزب في احتوائه. ونفى حماد حدوث تصادم من قبل قاعدة الحزب في المحافظات نحو قضية تطبيق الشريعة والدستور الجديد، مؤكدًا أن الحزب رأى أن النقاشات والحوارات هي الوسيلة الفعالة حاليًا وتسبق التظاهر والاعتصامات، وينتظر ما ستنتهى إليه النقاشات حول مسودة الدستور، مشددًا على أن كوادر الحزب في المحافظات يتفهمون القرار بحكمة. وكان الحزب قد دشن أمس الأول الأربعاء حملة بعنوان "الدستور والشريعة"، في جميع المحافظات، من أجل تعريف قواعده بالمحافظات بالدستور، وأهم قضاياه وماذا يريد منه فيما يتعلق بالشريعة ومقومات الدولة والحقوق والحريات ونظام الحكم والأجهزة الرقابية. وأكد الحزب في بيان له أن الحملة تستهدف الرد على استفسارات قواعد الحزب وبيان المبادئ العامة التي على أساسها سيتخذ الحزب موقفًا من التصويت على الدستور بنعم أم لا، وسيشارك في الحملة عدد من ممثلى الحزب في الجمعية التأسيسية على رأسهم الدكتور يونس مخيون عضو لجنة المقومات الأساسية بالجمعية وعضو الهيئة العليا لحزب النور.