عندما وصفت المحامي ممدوح نخلة ب"التطرف و الطائفية" ، عاتبني الرجل في رسالة مهذبة نشرتها له "المصريون" و أشار إلى أنه يلتمس لي العذر ، لأني بحسب رأيه ضحية الإعلام المصري "الوهابي" ..! و توقع بأننا سنكون "أصدقاء" بعد "تحرير" مصر من الإعلام "الوهابي" ! عندما قرأت الرسالة استلقيت على ظهري من الضحك ، و قلت و الله هذا اكتشاف عظيم ، إذ لأول مرة نعلم أن إعلام صفوت الشريف و أنس الفقي من بعده ، و تليفزيون "هز الوسط " من أتباع الداعية الإسلامي الكبير الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى ، و أن روبي و نانسي عجرم من أتباعه ، و إن الست "فيفي" و أخواتها من أئمة الوهابية في مصر و العالم العربي !. تذكرت هذه الرسالة ، عندما علمت أن وزير الإعلام المصري "الوهابي" بحسب ممدوح نخلة زعلان و غاضب ، من حكم القضاء الإداري ، لأنه قضى بأحقية المذيعات المحجبات بالعودة إلى الظهور على الشاشة ، و كان الوزير "الوهابي" قد طرد كل من ارتدت الحجاب من "تكيته" الإعلامية ، لأن الحجاب "بدعة" دخيلة على "وهابية" الإعلام المصري ، الأصيلة النقية .. ! و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار . الطريف أن الفقي ، وريث "وهابية" الشريف ، زعم في طعنه على حكم المحكمة ، أن ظهور المحجبات على شاشة التليفزيون المصري ، "يهز" من مكانة الإعلام المصري و ريادته في العالم العربي ! طبعا يأتي استخدم كلمة "يهز" استخدانا موفقا .. إذ إن للهز مدارس و مذاهب .. و "هز" عن "هز" يفرق .. و الوزير لن يقبل بأي نوع من "الهز" إلا النوع الذي يحفظ لمصر "الهيافة" الإعلامية . و لولا أن بعض الصحف نشرت نصوصا من عريضة الطعن الذي تقدمت بها وزارة الإعلام على حكم القضاء الإداري ، لأعتقد الناس أن الوزير "يمزح " في جلسة مزاجه فيها رايق. لأنها بحق "نكتة" جميلة لا تقل طرافة و خفة دم و خفة عقل طبعا عن نكتة ممدوح نخلة ، فالوزير مذعور و خائف على " الريادة " من الحجاب و ليس من العبط و التخلف و الدجل و الجهل الذي يتلذذ التليفزيون المصري بتقديمه للناس آناء الليل و أطراف النهار ! وزير "الهيافة" الإعلامية فيما يبدو و بصفته "وهابيا" كما اتهمه العبقري ممدوح نخلة ، هارب مع قيادات تنظيم القاعدة في جبال تورابورا ، و معزول عن العالم ، بدليل أنه لايعرف أن فضائيات عربية كثيرة توالدت و تكاثرت ، بعضها أطلقتها "دويلات" لا يكاد الناس في مصر يعرفون مكانها على الخريطة فضحت "ريادة" تليفزيون الشريف و الفقي من بعده ، و تركته في ظلمات الجهل محصورا مذموما ، فيما انطلقت هي تلفت الانتباه و الأنظار و تنتزع آهات الإعجاب و الريادة بعد أن احترمت عقل المشاهد ، و بات عندها دم و إحساس و ووعي بالتطورات التي حدثت في العالم ، و لم تكترث إلا بالمعايير المهنية لا يهمها حجاب المذيعة أو تبرجها . الوزير "الوهابي" لا يعلم فيما يبدو أنه توجد قناة فضائية اسمها "الجزيرة" في حجم علبة الكبريت كما وصفها الرئيس مبارك في إحدى وزيارته للعاصمة القطرية الدوحة ، تفوقت على تليفزيون الريادة و تألقت مهنيا و حرفيا و زادت تألقا و احتراما عندما ظهرت على شاشتها مذيعات محجبات ، غير أن من تلقوا فن إدارة المؤسسات في مدارس صلاح نصر سئ السمعة و على يد تلاميذه ، و من اهتدوا بهديهم و استنوا بسنتهم بات من الصعب عليهم أن يقتنعوا أن "ثقافة الجسد" لا تصنع إعلاما محترما ، و إنما "علب ليل" تعتمد على التعري الرخيص لاستقطاب الزبائن . sultan@almesryoon,com