دعا الأزهر منظمة التعاون الإسلامي لعقد قمة طارئة لوزراء خارجية الدول الإسلامية؛ من أجل اتخاذ قرارات حاسمة حيال ما يتعرض له المسلمون في ميانمار، والضغط على حكومة بورما لوقف عمليات القمع والتنكيل حيالهم، وحلِّ الأزمة، كما دعا مجلس الأمن لعقد جلسة عاجلة لإصدار قرار ملزم بوقف العنف. وقال الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر في بيان له، إن الأزهر الشريف وهو يُتابع بألمٍٍ ما تناقلته وسائل الإعلام من أخبار عن المذابح المروِّعة التي يتعرض لها مسلمو بورما، ونذكُر منه على سبيل الذِّكر لا الحصر ما أكَّدَتْه مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، من تدمير أكثر من خمسة آلاف منزل في منطقة (كياو كيبو) بإقليم راخين غرب ميانمار، منذ يوم 21 أكتوبر الجاري، وتدمير ثلاثمائة منزل آخر في مدينة (بوكتار) منذ أمس الأول، وهروب أكثر من خمسة آلاف مسلم بالقوارب ما زالوا عالقين بأحد الأنهار على الحدود مع بنجلاديش دون غذاء، وتشريد أكثر من مائة ألف من المسلمين في معسكرات اللاجئين منذ شهر يوليو الماضي، كل هذا يحدث أمام أعين الشرطة البورمية التي تدعم هذا السلوك الفج الذي يتنافى مع كل الأعراف والأديان، يُطالب الأزهر المجتمع الدولي بضرورة التدخل الفوري والعاجل وتحمُّل المسئولية الكاملة لوقف هذه المذابح والتهجير المتكرِّر. واعتبر الأزهر أن ما يتعرض له المسلمون في بورما هو من أشد أنواع الاعتداءات الوحشية والأعمال الإرهابية التي تتعارض مع القوانين الدولية والمبادئ الأخلاقية والإنسانية؛ مما يتطلَّب وقفها فورًا، مشددًا على تحمُّل حكومة ميانمار مسئوليتها السياسية والقانونية تجاه وقف أعمال العنف والقتل. وقال الطيب إن "الأزهر إذ يستنكر هذا السلوك المنافي للأديان والحضارات الإنسانية الرفيعة، يُناشد المجتمع الدولي بالتدخُّل العاجل والفاعل؛ للحِفاظ على أمن المواطنين المسلمين وسلامتهم في بورما؛ صيانةً لكرامة الإنسان، وحفظًا لحقوقِه الإنسانيَّة". ودعا حكومة ميانمار إلى ضرورة البدء في عملية إعادة التأهيل والمصالحة في المنطقة، والسعي لإعادة دمج المجتمعين المنفصِلين، وإعادة توطين النازحين في منازل جديدة واتخاذ التدابير من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية على المدى الطويل في تلك المنطقة. وتوجَّه الأزهر برسالةٍ إلى مسلمي العالم جاء فيها: إنَّ إخوانكم في ميانمار بحاجةٍ ماسَّة إلى الدعم الذي يرفع عنهم بطش الأكثرية الباغية، وإلى الإغاثة بكل صورها الطبية والغذائية وغيرها من سائر الاحتياجات الضرورية، داعيًا المؤسسات الإسلامية كان الأزهر قد أصدر بيانين في يونيو وسبتمبر الماضيين، والعديد من النداءات محذِّرًا فيها من عمليات التطهير العرقي والتهجير القَسري لمسلمي بورما، داعيًا المؤسسات الدعوية والخيرية والإغاثية الشعبية والرسمية إلى مد يد العون لإخوانهم المضطهدين في غفلة من ضمير العالم النائم.