تستعد أكبر عاصفة عملاقة لضرب مساحات ضخمة من الساحل الشرقي للولايات المتحدة قبل 8 أيام من تصويت الأمريكيين لاختيار رئيسهم، وقد تسبب الإعصار "ساندي" في إلغاء العديد من اللقاءات الانتخابية ويمكن أن يحرم ملايين الأمريكيين من الكهرباء وهم يستعدون للادلاء بأصواتهم. وسيولد الإعصار رياحا قوية ويتسبب في هطول أمطار غزيرة من كارولينا إلى نيويورك في الأيام المقبلة وفقا لما يتوقعه خبراء الأرصاد الجوية، حيث من المرجح أن تشعر بالعاصفة منطقة المحيط الأطلسي في الولاياتالمتحدة وحتى كندا، مما يثير مخاوف الناخبين الأمريكيين وسط جو تغمره الإعلانات السياسية قبل الانتخابات التي ستعقد في السادس من نوفمبر القادم. وعقب اجتماع مع مسئولي مركز مواجهة العواصف التابع للحكومة الاتحادية، وصف الرئيس الأمريكي باراك أوباما الإعصار ساندي بال "عاصفة الخطيرة والضخمة"، وأهاب بسكان الساحل الشرقي للولايات المتحدة مراعاة الأوامر الصادرة من مسئولي الولايات والمحليات درءا للخطر. وقال أوباما "هذه عاصفة جدية وضخمة.. ورسالتي إلى جميع المواطنين عبر الشواطىء الشرقية وبالقرب من المحيط الأطلسي وإلى الشمال منه أن عليهم أن يأخذوا الإعصار بجدية ويستجيبوا إلى الارشادات على مستوى الولايات والمحليات حول كيفية التعامل مع هذه العاصفة في الايام المقبلة". وأعلنت السلطات في نيويورك عن إلغاء مئات الرحلات الجوية وتعليق العمل بوسائل النقل العام، وخاصة مترو الأنفاق، تحسبا لوصول الإعصار إلى الساحل الشرقي للولايات المتحدة، حيث أعلنت العديد من الولايات والعاصمة واشنطن حالة الطوارىء. ويتوقع خبراء الأرصاد الجوية أن يحدث الإعصار ساندي دمارا هائلا مصحوبا بسيول بسبب أمطار سيصل ارتفاعها إلى 30 سنتيمترا في أقل من يوم واحد، مما سيتسبب في اقتلاع الأشجار، إضافة إلى قطع التيار الكهربائي في مساحات شاسعة. وأشاروا إلى أن النقطة التي سيضرب فيها الإعصار بشدة ستكون في نيو جيرسي وتمتد حتى ديلاوير وحتى مدينة كونتيكت شمال نيويورك، وقد ارتفعت قوة الإعصار - الذي يتحرك ببطء في دائرة قطرها يزيد عن 1600 كيلومتر - إلى الدرجة الأولى، مصحوبا بسرعة رياح قد تتجاوز 160 كيلومترا في الساعة. وقد تم إجلاء حوالي 350 ألفا من نيويورك الذين يقيمون في المنطقة "أ" بالنسبة للاعصار. وقد أدت توقعات خبراء الإعصار إلى مسارعة الناخبين في الولايات التي سيضربها الإعصار بالتصويت، كما تم فتح باب التصويت في فلوريدا وميريلاند وكولورادو وواشنطن العاصمة، حيث شوهدت طوابير طويلة من الناخبين. وقدر تعداد أجرته جامعة جورج ميسين أعداد من أدلوا بأصواتهم فيما يعرف بالتصويت المبكر بأكثر من 11 مليون أمريكي، وسط توقعات بأن يحطم التصويت المبكر هذا العام الأرقام التي حققها في انتخابات 2008 وهو ما وصل إلى 30 \% من إجمالي عدد الناخبين. وبينما ألغى الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني لقاءات حملتيهما الانتخابية في ولاية فرجينيا الحاسمة التي بدأ فيها التصويت المبكر بالفعل، قال سيناتور فيرجينيا الديمقراطي مارك وارنر في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" اليوم الأحد إن إعصار ساندي سيؤثر على السباق الانتخابي في الولاية .. مشيرا إلى أنه كان من المفترض أن يكون مع أوباما والرئيس الأسبق بيل كلينتون غدا الإثنين، ولكن تم إلغاء هذا التجمع بسبب الإعصار، إلا أنه أشار إلى أن الناس في فرجينيا مستعدون للتوجه إلى صناديق الاقتراع. من جانبهم، قال مسئولو حملة أوباما إن تركيز الرئيس ينصب على حماية الأمريكيين الموجودين في مسار الإعصار ساندي، وفقا لما أفادت به ستيفاني كتر نائبة مدير حملة أوباما في مقابلة اليوم مع شبكة "إيه بي سي نيوز". وقالت كتر "نأمل أن لا يتسبب الإعصار في عواقب ضخمة على سلامة الشعب الأمريكي.. لقد اتخذنا كل ما في وسعنا من احتياطات.. وقد ألغى الرئيس توقفين في إطار حملته حتى يتمكن من متابعة تطورات الإعصار.. ونحن سنرى كيف ستسير الأمور". وأضافت "في كثير من الحالات، نتفوق على ميت رومني بنسبة 3 إلى 1 في التصويت المبكر.. ونشعر بالرضا عن التصويت في ولاية أوهايو، ونشعر بأننا سنفوز بها". من ناحية أخرى، قال السيناتور الجمهوري روب بورتمان من ولاية أوهايو في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن رومني يواصل تقدمه "واستطلاعات الرأي تشير إلى التعادل وتقارب النتائج.. والزخم والحماس في صالحنا هذا العام". وردد نفس الرسالة رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينجريتش خلال مقابلة مع برنامج "هذا الأسبوع"، وقال "لقد حقق الجمهوريون زخما واضحا في ولاية أوهايو.. أشك كثيرا في أن أوباما سيفوز بولاية فيرجينيا".