يعد جيمس كوك من أحد أهم المستكشفين الأوروبيين فى عصر التوسع الاستعمارى، قام بثلاث رحلات فى المحيط الهادى، وقام برسم الكثير من الخرائط لهذه المنطقة، وقام بالعديد من الاكتشافات مثل اكتشاف الساحل الشرقى لأستراليا، وجزر هاواى، ونيوزيلندا، برز بعد مقتل الرحالة ماجلان عام 1768، حيث قام بثلاث رحلات: الأولى فى الفترة ما بين عامى 1768 و1771، والثانية فى الفترة ما بين 1772 و1774، والثالثة كانت عام 1776 حيث اكتشف أرخبيل هاواى، ووصل إلى أطراف ألاسكا فى المحيط المتجمد الشمالى الذى يعد حاجزًا جليديًا لا يمكن اختراقه. وُلد جيمس كوك فى مثل هذا اليوم عام 1768، بقرية مارتون الصغيرة فى يوركشاير بإنجلترا، وكان ثانى سبعة أطفال لفلاح أسكتلندى، ألحق وهو فى الثانية عشر ببائع خردات، فلما لم يجد فى بيع الملابس الداخلية ما يشبع شوقه للمغامرة التحق بالبحرية.. وعمل "ملاحظًا بحريًا" على طول سواحل نيوفوندلاند، وذاعت شهرته رياضيًا، وفلكيًا، وملاحًا.. وبعد تعليم ابتدائى قصير، أصبح مساعدًا لبقال ثم بائع خردوات فى قرية ستيثيس الساحلية.. وفى سنة 1746م، تدرّب تدريبًا مهنيًا فى ويتبى. وفى سنة 1755م، وبينما كانت بريطانيا تُعد عُدّتها للحرب، تطوع جيمس كوك فى البحرية كبحار عادى، وأظهر كوك مهارة كبيرة فى مسح نهر سانت لورنس، ورسم خريطة له، وقد أدى ذلك العمل دورًا مهمًا فى استيلاء الجنرال جيمس وولف على كويبك، كما لفت انتباه قيادة القوات البحرية له.. وقامت جمعية لندن الملكية بنشر تقريره عن كسوف الشمس وخسوف القمر. فى سنة 1767م، كانت الجمعية الملكية تقوم بعمل ترتيبات واسعة لمراقبة كوكب الزهرة عبر واجهة الشمس فى يونيه عام 1769م، وكان الملك جورج الثالث مهتمًا شخصيًا بالمشروع، فأمر الأدميرالية بتوفير سفينة لحمل البعثة العلمية إلى تاهيتى، ولهذا رُقّى كوك إلى رتبة ملازم وأعطى قيادة السفينة، وقد كانت هذه الرحلة إلى البحار الجنوبية هى بداية مهنته مكتشفًا. وفى 1768، حين بلغ الخمسين، اختير لرئاسة بعثة تسجل مرور كوكب الزهرة، وتقوم بأبحاث جغرافية فى المحيط الهادى الجنوبى.. فأبحر فى 25 أغسطس على السفينة "إندفر" بصحبة عدة علماء، جهز أحدهم وهو السير جوسف بانكس السفينة من ماله الخاص.. وشوهد مرور الزهرة فى تاهيتى فى 3 يونيه 1769، ومنها أبحر كوك باحثًا عن قارة كبرى (تيرا أوستراليس) زعم بعض الجغرافيين أنها تختبئ فى بحار الجنوب، فلم يجد شيئًا، ولكنه ارتاد جزر سوسايتى وسواحل نيوزيلندا، ورسم لها خرائط بعناية، ثم واصل رحلته إلى أستراليا (التى عرفت يومها بهولندا الجديدة)، واستولى على ساحلها الشرقى لبريطانيا العظمى، وأبحر حول إفريقيا، ووصل إلى إنجلترا فى 12 يونيه 1771. كانت إنجازات كوك خلال رحلته الأولى عديدة ومتنوعة، فقد قام كوك إلى جانب نقل البعثة العلمية إلى تاهيتى، برسم خرائط دقيقة لسواحل نيوزيلندا وأستراليا الشرقية.. كما أثبت أن أستراليا وغينيا الجديدة منفصلتان، كما أن إبحاره فى المحيط الهادى الجنوبى أثار الشكوك حول وجود قارة جنوبية كبيرة. وفى 13 يوليو 1772، ركب البحر من جديد بحثًا عن القارة الجنوبية المزعومة، وقد حرث البحر شرقًا وجنوبًا بين رأس الرجاء الصالح ونيوزيلندا، وعبر الدائرة القطبية الجنوبية إلى خط الطافية على العودة، وزار جزيرة إيستر وكتب وصفًا لتماثيلها العملاقة. ورسم خرائط لجزر ماركيزا وتونجا، وعبر المحيط الهادى الجنوبى شرقًا إلى رأس هورن، وواصل الرحلة عبر الأطلنطى الجنوبى إلى رأس الرجاء الصالح، ثم أبحر شمالاً إلى إنجلترا، فرسى على برها فى 25 يوليو 1775 بعد رحلة قطع فيها نيفًا وستين ألف ميل و1107 أيام. أما بعثته الثالثة والأخيرة فقد التمست طريقًا مائيًا من ألاسكا عبر أمريكا الشمالية إلى الأطلنطى، وطاف حول رأس الرجاء الصالح، ووصل بر تاهيتى ثانية، ومضى شمالاً بشرق، ووقع على أعظم كشوفه، هى جزر هاواى (فبراير 1778)، وبعد أن واصل كوك الرحلة إلى الشمال الشرقى وصل إلى ما نسميه الآن بولاية "أوريجون"، ومسح ساحل أمريكا الشمالية إلى مضيق بيرنج ووراءه حتى الحدود الشماليةلألاسكا، وهناك لقى مصرعه فى 14 فبراير 1779، وكان فى الحادية والخمسين من عمره.