قال الدكتور يسري الجمل، إن الإسكندرية تجذب 11% فقط من السياحة الآتية إلى مصر، ومشددًا على أهمية وجود جذب سياحي في الإسكندرية والساحل الشمالي، حيث إن السياحة تقوم بتشغيل 70 صناعة أخرى. جاء ذلك خلال احتفالية بمناسبة يوم الملاحة البحرية العالمي، أمس والذي يُقام هذا العام تحت شعار "المنظمة البحرية الدولية: مئة عام على غرق السفينة تايتنك". وقال إنه يجب الاهتمام بسياحة اليخوت، والتي يمكن أن تجذب عددًا كبيرًا من السائحين لزيارة الإسكندرية بشكل خاص ومصر بشكل عام. وشدد على أهمية وجود "مارينا" لليخوت لاستقبال السياح في مصر. وتحدث الجمل عن الأنشطة التي يقدمها نادي اليخت؛ وهى نشاط الشراع، ونشاط الصيد، ونشاط السباحة. وأكد أن النادي يتمتع بتاريخ عريق، وتقاليد قديمة ومتوارثة مستمرة حتى الآن. وتضمنت الاحتفالية عروضًا تقديمية لكل من قطاع النقل البحري، وهيئة قناة السويس، والأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ونادي اليخت المصري. وضمت الاحتفالية أيضًا معرضًا لبعض الصور وخرائط الملاحة البحرية والأجهزة الملاحية، واختتمت فعاليات الافتتاحية بعرض بحري للقوارب الشراعية في البحر المفتوح أمام مكتبة الإسكندرية، شارك به نادي اليخت المصري. وقالت منار بدر، مدير إدارة المكتبة الرئيسية بقطاع المكتبات بمكتبة الإسكندرية، إن مكتبة الإسكندرية كانت دومًا ساحة للالتقاء، بين العالمية والمحلية، بين الشرق والغرب، بين العلماء والسائحين، وأيضًًا بين مختلف العلوم والفنون. وأوضحت أن كل ذلك يتجسد في الاحتفالية، حيث إن يوم الملاحة البحرية العالمي هو أحد الأيام العالمية التي تحتفل بها الأممالمتحدة، ولما كانت مكتبة الإسكندرية وثيقة الصلة بالأممالمتحدة ومختلف المنظمات الدولية المرتبطة بها، منذ قيام منظمة اليونسكو بدعم مسابقة التصميم المعماري للمكتبة، وحتى إنشاء مكتبة الإيداع التي تستقبل إصدارات المنظمات الدولية بفعل اتفاقيات الإيداع المبرمة معها، فإن مكتبة الإسكندرية تحرص على الاحتفال بالعديد من الأيام العالمية التي تنشر الوعي بالكثير من القضايا المهمة على المستويين العالمي والمحلي. وأشارت إلى أن يوم الملاحة البحرية هذا العام يركز على الاهتمام بقضية السلامة البحرية، وتتضمن هذه القضية جوانب عديدة منها ما يدخل في نطاق الهندسة، ومنها ما يدخل في نطاق الجغرافيا، ومنها ما يدخل في نطاق علم الإدارة، وعلم النفس، بل والطب. وأضافت أن المكتبة اختارت التركيز على الجانب الجغرافي، حيث قامت بالإعداد للاحتفالية مكتبة الخرائط، المفتتحة منذ حوالي عامين ونصف بمكتبة الإسكندرية، وقد حرصت مكتبة الخرائط على مد جسور الصداقة والتعاون مع مختلف الجهات التي تعمل في مجال الخرائط بصفة خاصة، والجغرافيا بصفة عامة، بهدف تعريف جمهور المكتبة بالجهود التي تقوم بها هذه الجهات في المجال المهني، وأيضًا في مجال البحث العلمي والنشر والتدريب وغير ذلك. من جانبها، قالت عبير مصطفى؛ مسئولة مكتبة الخرائط بمكتبة الإسكندرية، إن المكتبة تضم أكثر من 7000 خريطة تجمع بين المجموعات الحديثة والخرائط التاريخية، وهى تغطي جميع أنحاء العالم بالتركيز على مدينة الإسكندرية وسائر مدن جمهورية مصر العربية والدول العربية والإفريقية ودول أوروبا المطلة على البحر المتوسط. وأشارت إلى أن المكتبة تحتوي على أكثر من 500 أطلس، و200 كتاب، بالإضافة إلى كرات أرضية سياسية، ومناخية، وطبيعية، ومنها ما يوضح توزيع المعادن والأحجار الكريمة، وغيرها. وأضافت أنه يعد من أهم مقتنيات مكتبة الخرائط خريطة "صورة الأرض" للشريف الإدريسي؛ وهى صورة طبق الأصل لخريطة العالم التي رسمها العالِم العربي "الشريف الإدريسي"، أحد كبار الجغرافيين ومؤسسين علم الجغرافيا في التاريخ، بناء على طلب الملك الصقلي روجر الثاني عام 1154، وقام بنشرها المجمع العلمي العراقي عام 1951. وتتضمن المكتبة أيضًا نسخة طبق الأصل لخريطة مخطوطة للخليج العربي وبلاد ما بين النهرين، ويعود أصل هذه الخريطة إلى القرن السابع عشر. وأوضحت أن المكتبة تضم جميع أنواع الخرائط من خرائط سياسية وطبيعية وطبوغرافية وجيولوجية وملاحية "للملاحة البحرية والجوية" وخرائط للطرق وخطوط المواصلات، وخرائط للعالم، بالإضافة إلى الخرائط المتخصصة موضوعيًا كالخرائط الزراعية، والصناعية، وخرائط المواقع السياحية والأثرية وغيرها.