عجبت لمن يكتب بالعربية وينطقها، لِمَ يتمحك ويتمسح بالغريب الأجنبى طالما يخاطب العرب؟! ولماذا تكتب منتجاتنا التى تباع داخل مصر وعليها عبارة صنع فى مصر بلغة أجنبية (Made in Egypt)؟!. وعجبت لمنتخبنا القومى الفاشل طالما لا يشاهدنا إلا العرب، بل ربما لا نشاهد إلا أنفسنا؛ فلماذا فنلات اللاعبين والإداريين وحتى بعض المشجعين مكتوب عليها Egypt) )، فليس هذا اسم بلدى، فبلدى اسمها (مصر)؛ أرض الخير والبركة والأمن والأمان؟! ومن لا يعرف ما أقول فليسأل القرآن الكريم عن بلدى، وإن لم يفهم فليسأل رسول رب العالمين الصادق الأمين سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- عن بلدى، فليسأل صحابته صلى الله عليه وسلم وآله عن بلدى؛ فليسأل الفاروق عمر رضى الله عنه، وعامله عمرو بن العاص عن بلدى، وليسأل السيدة نفيسة والسيدة زينب بنت بنت النبى صلى الله عليه وسلم عن بلدى. وأقول لمن لا يعرف بلدى: اسأل عنها صلاح الدين الأيوبى، وقطز، وبيبرس، أبطال التحرير والاستقلال الذى يريد زميلنا السبهللة أن يكف المصريون عن ترديد أسمائهم، هكذا بسبهللة!. لقد ملك حب بلدى مصر جوانحى وملأ فؤادى، فأحبها من كل روحى ودمى، فكتبت ونحن نجهز لحفلات الصيف بقريتى قبريط مسرحية بعنوان (مصطفى كامل أخى)، فقد أحببت جهاد ونضال الثائر الحر مصطفى كامل حبًا كثيرًا لما بذله من تضحيات تكيد الحاسدين الكارهين للبطولة والأبطال، فكتبت – وكنت تلميذًا بمدرسة دمنهور الثانوية الصناعية آنذاك، تلك المسرحية وكان على أن أحل مشكلة تمثيل وتجسيد شخصية مصطفى كامل، فالرجل قد مات، فكيف لى أن أجسده على المسرح؟!.. هكذا كان توجهى فى ذلك الوقت، وخاصة عندما قام هذا الرجل المحترم (لا أتذكر اسمه) بإنتاج وتمثيل شخصية مصطفى كامل فى فيلم بذات الاسم من إنتاجه ورفض الظهور بعد ذلك فى أى عمل فنى، فالشخصيات المحترمة لا يجب أن ينتقص من هامتها ومقامها أن يجسدها ممثل أو فنان موتور منحرف المزاج والتوجه الثقافى جهلاً أو متاجرة - بوعى أو بدون وعى -، فقررت أن أقوم بدور فتى ثائر حر آلمه ما تلاقيه بلاده فى كل فترة من عمرها من ظلم الطغاة الظالمين، فأكون أنا على المسرح، ويأتى صوت مصطفى كامل من وراء الستار. وكان مما كنت أقوله له: مصطفى كامل أخى.. مصر تموت يا أخى.. وكان يجيبنى من وراء الستار قائلاً: لا يا أخى.. لن تموت مصر أبدًا، فمصر بلدى ووطنى.. أدافع عنه فى قبرى.. وتاهت منى النسخة الأصلية الوحيدة، فمازلت أبحث عنها كما أبحث عن قصتى (شدوان) بلا طائل. وليعلم من لا يعرف أن اسم بلدى أشهر من أن تلوكه الألسنة، فبلدى العزيزة (مصر) فى خاطرى وفى فمى نبضًا يسرى مع الروح فى الجسد، وأنشودة وطن. مصر اسم علم على ذات مصونة مكنونة بارك الله تعالى أرضها وشرفها بأن ساق الأنبياء عليهم السلام إليها حاملين راية الدين ودعوة التوحيد يمشون فى كل بقاعها ينثرون البركة والخير والنماء على أرضها وشعبها، فأرضها مباركة وشعبها شعب ميمون؛ أرض الخصب والنماء، وجندها كما قال سيدنا خير أجناد الأرض. بلدى مصر أرض الكنانة.. ما رماها رامٍ وعاش كريمًا!. اسمها مصر؛ وهكذا هو فى القرآن الكريم مصر؛ وفى جميع الكتب السماوية اسمها مصر. وقد كنت خاطبت الأستاذ أنيس منصور - غفر الله لنا وله - برسالة بينت له فيها أن اسم بلدنا هو مصر، ويجب على حكوماتنا أن تخاطب الأممالمتحدة ودول العالم لتصحيح الاسم، فتكتب مصر باللغات الأجنبية بحروفها؛ فتنطق مثلاً بالإنجليزية كما تنطق بالعربية MISSR، فهى هكذا أسهل، ونكون نحن معروفين للعالم الخارجى باسم el-misryoon أو almesryoon! ومع ذلك لم يرد على ولم ينوه فى عموده مواقف - المشهور حينذاك، بل ألف كتابًا بعنوان (نحن أبناء الغجر)، خصص فيه مقالاً بذات العنوان يبدو أنه سيرة ذاتية. وعمومًا، لقد قلت له فى رسالتى إن الغرب يشتموننا كل لحظة عندما يتشاجرون مع أنفسهم فيقول الواحد منهم للآخر (YOU ARE EGYPION)، كان ذلك منذ زمن أيام ناصر وظافر وقاهر وبلاد تركب الأفيال، وما زلنا نطالب! كان ذلك منذ زمن طويل، كنت أجلس للتليفزيون أتفرج على فيلم أمريكى... وإذا بالزوجة تصرخ فى وجه زوجها وتتوعده بيديها قائلة: YOU ARE EYGPTION وفزعت فزعًا شديدًا لأن ما فهمته من الكلمة ( EGYPTION) وجدته مكتوبًا بالترجمة العربية بمعنى (غجرى)..! المرأة تشتم زوجها وتصفه بأنه غجرى.. يعنى كما تقول هى: ُEGYPION)). ولم أفكر طويلاً.. فأرسلت رسالتين: 1- الأولى للأستاذ أنيس منصور - غفر الله لنا وله - لعلمى بأنه يجيد لغات عدة.. وكذا لما له من خبرة بعادات الشعوب.. فهو يعد من كتاب الرحلات.. وقد يفيدنا شىء لا نعرفه عن بذاءات الشعوب.. وطالبته بأن يخاطب الرأى العام.. ومجلس الشعب بأن يطالبوا بكتابة اسم مصر باللغات الأجنبية بحروف تلك اللغات، فتنطق مصر كما ننطقها نحن بالعربية ( MISR أو MESR)... وكذا كلمة مصريون كما هى بحروفها almesryoon ) al) كما هو الحال فى أسماء الصين والصينيين، وغيرها من بلاد العالم كروسيا واليابان. 2- والرسالة الثانية أرسلتها لمجلس الشعب آنذاك ويبدو أنها لم تصل. ومن هنا فإننى أتوجه برسالتى هذه المرة للجمعية التأسيسية لوضع الدستور برئاسة المستشار الدكتور الغريانى، لتؤكد أن اسم مصر فى المحافل الدولية والمكاتبات الرسمية وغير الرسمية (مصر ... not Egypt ). وأقترح أن يكون النص فى المادة الأولى من الباب الأول من الدستور كما يلى (جمهورية مصر العربية - بلفظها ونطقها بجميع اللغات مصر- دون ترجمة قديمة أو حديثة أو لاحقة فمصر هو اسمها العلم) ونظامها، وعلى أعضاء الدستورية أن يكملوا باقى المادة بما يتوافقون عليه.. ولهم أن يصيغوها بما يتوافقون عليه. والخلاصة أنه لا مناص من إخطار الأممالمتحدة ودول العالم والمنظمات العالمية المعنية بذلك سواء كانت رسمية أو إعلامية بمنتهى الوضوح، والتشديد عليه، فلا تقبل مكاتبات أو اتفاقيات أو معاهدات إلا بهذا. (والله غالب على أمره). [email protected]