كان أول أمس يومًا مشهودًا فى تاريخ الرياضة المصرية فهو يوم التخبط والعشوائية فبداية اليوم كانت بمسيرة رياضية دعا إليها أحمد حسن وشوبير وبعض الإعلاميين والرياضيين ووضع لها الصقر خارطة طريق مميزة تبدأ من أمام إستاد القاهرة حتى قصر الاتحادية بمصر الجديدة من أجل عودة الدورى العام الذى تم تأجيله إلى أجل غير مسمى كل ذلك مشروع وجائز طالما أنها مظاهرات سليمة, ولكن فجأة ودون مقدمات اختمرت فكرة شيطانية فى عقول بعض البلهاء من اللاعبين غير المدركين لتصرفاتهم وانحرفوا عن المسار الذى جاءوا من أجله وذهبوا إلى قصر البارون مقر إقامة فريق "صن شاين "النيجيرى الذى يقابل الأهلى فى نفس اليوم فى مباراة الدور قبل النهائى وأراد هؤلاء المجانين محاصرة الفريق الضيف وتفويت الفرصة على الأهلى ومصر فى الصعود إلى النهائى الإفريقى وكانت بداية حرب جديدة بين اللاعبين وجماهير الألتراس الذين كانوا أكثر وعيًا من هؤلاء الرياضيين ودارت حرب بينهم فى مشهد مؤسف ومخزٍ لم نعرفه من قبل وهو إنذار خطر بأن القادم أسوأ بكثير وكانت نهاية اليوم نهاية سعيدة بفوز المارد الأحمر بهدف على ضيفة صن شاين والوصول إلى نهائى البطولة الإفريقية للمرة التاسعة فى تاريخه ولكن هذا الأمر مقلق وعير عادى ويجب محاسبة كل مَن شارك فى هذا الجرم الخطير. ...الرياضة المصرية تعيش فصلاً من فصول العك والعشوائية التى تميزنا بها فى السنوات الأخيرة فبعد أحداث بورسعيد التى استشهد فيها 74 من جماهير الأهلى والأمور تسير نحو المجهول فلا جديد, عقب الأحداث مباشرة جاءت شروط النيابة العامة لعودة النشاط الرياضى وهى عشرة شروط خاصة بتأمين الملاعب والجماهير, وكان وقتها يدير شئون الرياضة المجلس القومى للرياضة قبل إنشاء الوزارة مع حكومة قنديل الجديدة ووقف المجلس مكتوفى اليدين ولم ينفذ أو يدخل أى شرط حيز التنفيذ، وأيضًا تغافل الإعلام الرياضى عن متابعة الأمر ثم جاءت انتخابات اتحاد الكرة والتى شهدت جدلاً لم يحدث فى العالم بداية من السادة المرشحين مرورًا بالسادة المستبعدين وانتهاءً بالسادة المنسحبين ثم تدخل الاتحاد الدولى فى الأمر وكان له دور فعال, ولا نغفل الخطاب المعجز الذى حاول كل علماء الجبلاية الاجتهاد فى تفسيره والاختلاف إلى فرق شيع فى التفسير كل حسب ما تقضيه مصلحته, ثم جاءت حرب التربيطات والقوائم، وبعدها اكتشف الجميع أن أعضاء الجمعية العمومية لم يعرفوا أن مصر حدث بها تغيير وكأنهم يعيشون فى السودان وجاءت الوجوه القديمة مرة أخرى إلى إدارة الأمور باستثناء ثلاثة أو أربعة فقط، وسنّ الصحفيون والنقاد أقلامهم على رئيس الجبلاية إذا وصفوه بالدوبلير أو الرئيس بالصدفة لهم كل الحق فلم يسمع عنه أحد قبل ذلك، واستطاع أبوريدة أن يجعله يعتلى سُدة الحكم فى الجبلاية بعد أن أقصى إيهاب صالح وأسامة خليل, وجاءت أول قرارات علام الصادمة لكل الرياضيين "وهو تأجيل الدورى إلى أجل غير مسمى" وإن كان محقًا فى اتخاذ القرار بعد تخاذل المسئولين الذين ملأوا الدنيا تصريحات من نوعية "آخر كلام الدورى فى موعده" عامر حسين يؤكد: وزير الداخلية فى اجتماعه برئيس الزمالك قال لا نية لتأجيل الدورى, العامرى فاروق فى تصريحات فضائية "الجميع استعد والدورى فى موعده" وما شابه ذلك من أقوال عشوائية من مسئولى الصف الأول. على الجانب الآخر، جاء كلام محمد حافظ، رئيس لجنة الشباب بمجلس الشورى فى أكثر من مكان أن "الدورى معلق برقبة الألتراس"، وشاركه سيف زاهر وحسن فريد والشامى وكانت النهاية مثل نهاية كل كلام المسئولين وتأجل الدورى ولا عزاء للرياضيين, وأختم بكلام عصام العريان "مفيش مباريات كوره قبل انتهاء المباريات السياسية" وهو ما يعنى أن الدورى لن يعود إلى الأبد لأن دورى السياسة لن ينتهى.