رأى جون ألترمان مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية في واشنطن أن التغيير السياسي في مصر لم يحدث في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 7 سبتمبر الماضي كما أنه من المستبعد حدوثه في الانتخابات البرلمانية المقررة في شهر نوفمبر المقبل. أكد ألترمان الذي عمل مساعدا لنائب وزير الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط أن النظام المصري تعامل مع الانتخابات الرئاسية على أنها خطر يهدد وجوده في ظل السماح للعديد من المصريين بالإطلاع علي ما يدور حول العالم، وفي ظل الثورة التكنولوجية والإعلامية التي سمحت بظهور حقائق جديدة على سطح الحياة السياسية المصرية. واستبعد الخبير الأمريكي في مقابلة أوردها تقرير "واشنطن ريبورت" أن تنجح الضغوط الأمريكية على النظام المصري في إنهاء الحكم الشمولي في البلاد.. معتبرا هذه الضغوط كخطوة في سبيل التغيير المطلوب. اعتبر جون ألترمان أن الولاياتالمتحدة تجنبت التدخل المباشر في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الأهم الآن هو التركيز على الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في نوفمبر من هذا العام. وقال إن للولايات المتحدة اليوم سفيرا جديدا في مصر مما يسمح برؤية أمريكية مباشرة لما سيحدث في مصر. وعن سؤال حول قوة المعارضة أجاب ألترمان بأن المعارضة في مصر لا تمثل أي تحد حقيقي للرئيس مبارك ونظامه الذي استفاد من تجربة رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس الذي خاض الانتخابات كأهم مرشح بين عدة مرشحين غير مهمين. رأى المسئول الأمريكي السابق أن الحركة المصرية من أجل التغيير "كفاية" هي حركة جيدة وائتلاف يضم العديد من القوى السياسية المصرية المختلفة، وهي تدعو إلى التغيير، ولن ينادي بالتغيير ملك فيلسوف بل المواطنون، وهو ما يتطلب تحريكهم وتفعيلهم بفعل قوى تدفعهم للاهتمام بالقضايا السياسية. وقال: إن حركة كفاية لا تزال حركة صفوة ولا اعلم إذا ما كانت قد وصلت إلى المواطنين العاديين، ما أعلمه هو إنها عندما تصل فإنها ستصل بعمق عميق. مشيرة إلى أن الأهم في حركة كفاية هو دعوتها للمواطنين العاديين للمشاركة في العملية السياسية. وما لم تبزغ قوة جديدة تقنع الفلاحين والعمال المصريين بأنها تعبر عن مصالحهم وحقوقهم لن يوجد تحد حقيقي للرئيس مبارك. وعن الوزن السياسي لجماعة الإخوان المسلمين قال ألترمان، الذي سبق وأن عمل أيضا في إدارة التخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية، إنه من الصعب تخيل ديمقراطية في الشرق الأوسط مع استمرار تهميش القوى السياسية الإسلامية. ومن الطبيعي أن يشارك الإخوان المسلمون في العملية السياسية في مصر. مؤكدا في الوقت نفسه أن هناك أصواتا عديدة من داخل الإدارة الأمريكية تطالب بضرورة فتح قنوات اتصال مع الجماعة ، غير أنها قضية حساسة جدا للحكومة المصرية. وفي معرض إجابته عن سؤال حول ما إذا كان الضغط الأمريكي على الحكومة المصرية لإرساء قواعد الديمقراطية والإصلاح سيدفع المصريين إلى حب الولاياتالمتحدة، قال جون ألترمان: لا على الإطلاق، لن يقدم المصريون أي شكر للولايات المتحدة لضغوطها من اجل مزيد من الحرية في مصر، وما تنساه الحكومة الأمريكية هو أن للحكومات المحلية مميزات دائما على الحكومات الأجنبية (مثل مميزات اللعب على أرضك ووسط جمهورك في مباريات الكرة) وفكرة أن تتوقع الشكر من المصريين هي فكرة غير منطقية. قد يزداد العداء والكراهية للولايات المتحدة حتى مع وجود ديمقراطية في مصر.