تساءلت صحيفة (جلوبال بوست) الأمريكية اليوم السبت عن شكل مستقبل العلاقات بين الولاياتالمتحدة ودول القارة الأوروبية فى ضوء انتخابات الرئاسة الأمريكية المقرر إجراؤها الشهر المقبل بين الرئيس الأمريكى مرشح الحزب الديمقراطى باراك أوباما وغريمه الجمهورى ميت رومنى. وذكرت الصحيفة - فى سياق تعليق أوردته على موقعها الإلكترونى - أن أحداث الربيع العربى على مدار العامين الماضى والجارى والأزمة المالية العالمية وتعثر الولاياتالمتحدة فى حربها على أفغانستان، جميعها أحداث ألقت بظلالها على العلاقات الأمريكية-الأوروبية الآنية وأثارت التساؤلات حول مدى تأثير حجم النفوذ والسياسات التى تنتهجها الولاياتالمتحدة فى مختلف أنحاء العالم على القارة الأوروبية. وأعادت إلى الأذهان الخطاب الذى ألقاه الرئيس أوباما أمام الجماهير المحتشدة فى العاصمة الألمانية برلين عام 2008، بعد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة، حينما قال "أتعهد بإعادة رسم الخارطة العالمية مرة أخرى"، مشيرة إلى أن ذلك الخطاب شكل نقطة تحول إيجابية فى المواقف الأوروبية حيال الولاياتالمتحدة. وأوضحت صحيفة (جلوبال بوست) أن حلفاء واشنطن من الأوروبيين قد ضاقوا ذرعا بخطابات الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش وحربه "المزعومة" على الإرهاب مما دفعهم الى الترحيب بالوافد الديمقراطى الجديد إلى البيت الأبيض اعتقادا منهم إنه سيسطر لفصل جديد فى التاريخ الأمريكى، تتقارب فيه القيم والمبادىء بتلك التى تتبناها بلدان القارة العجوز. وقالت "إن التحولات والمتغيرات التى عايشتها القارة الأوروبية على مدار الأربعة أعوام الماضية على رأسها أزمة منطقة اليورو التى تنذر بتفكيك وحل الاتحاد الاقتصادى القائم بين بلدان القارة وتدشين لعصر جديد من التقشف ومراجعة الذات، قد ولدت لدى أبناء القارة عزوفا عن الأمور والقضايا التى تقع خارج حدودهم". ولفتت الصحيفة - فى ختام تعليقها - إلى أنه برغم من انخفاض شعبية الرئيس أوباما نسبيا داخل أوروبا والآمال المثبطة بسبب تحركاته الخارجية المتعثرة، بيد أن نسبة قليلة من الأوروبيين فقط هى من تريد له الخسارة فى الانتخابات الأمريكية المقبلة أمام مرشح الحزب الجمهورى ميت رومنى لاسيما بعد الجولة الأوروبية "غير الموفقة" التى قام بها الأخير شهر يوليو الماضى.