قال خبراء إقتصاديون ودبلوماسيون، إن أزمة الريال الإيراني قد تطيح بالرئيس محمود أحمدي نجاد من منصبه الرئاسي خاصة مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد جراء العقوبات الغربية. وأشار هؤلاء في ندوة الكترونية نظمها اليوم "الثلاثاء" مركز الدراسات العربي-الأوروبي ومقره باريس وأديرت حواراتها من عمان إلى أن إصرار إيران على المضي في برنامجها النووي وعدم وجود علاقات حسن جوار المتواكبة مع العقوبات الاقتصادية أمور تجتمع لتؤجج الواقع الداخلي قبل موعد إنتخابات الرئاسة القادمة منتصف العام المقبل والتي قد تعيد الإصلاحيين للسلطة على حساب المحافظين. من جانبه ، أعرب نائب رئيس الوزراء الأردني الأسبق الخبير الاقتصادي الدكتور جواد العناني عن اعتقاده بأن الانتخابات الرئاسية القادمة في إيران لن تعود بالرئيس نجاد لمنصبه لعدة أسباب منها الخلافات الدولية مع إيران ثم التطور الاقتصادي الجديد في إيران من خلال أزمة الريال الإيراني. وقال العناني "إن أمام القيادة الإيرانية خياران ،إما نوع من المهادنة مع الغرب وهذا يصعب تغيره، والأمر الثاني والذي سوف يمس قوت المواطن الإيراني وهو الانعكاس الاقتصادي نتيجة أزمة الريال"، معربا عن اعتقاده بأن الأزمة الاقتصادية سوف تطيح بالرئيس الإيراني نجاد ولن يعود للحكم مستقبلا. وبدوره، رجح الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني الدكتور نصير الحمود أن تتفاقم الأزمة الداخلية في إيران التي تعاني من سوء علاقاتها بدول الجوار والعالم الخارجي، وقال" إن علاقات طهران المحدودة مع روسيا والصين والهند وروسيا لن تسهم في درء الأزمات الاقتصادية المتعددة التي تعانيها إيران بفعل العقوبات الاقتصادية الغربية التي ساهمت في إستنزاف الاحتياطي النقدي البالغ حاليا 60 مليار دولار". وأضاف الحمود" إن سعر صرف الريال الإيراني تهاوي بواقع 40\% خلال الأسبوعين الأخيرين وفشلت جهود الحكومة لتطويق الأزمة من خلال تحديد سعر صرف رسمي حيث يباع الريال بثلث القيمة المحددة رسميا". وقال الخبير الاقتصادي والسياسي الأردني الدكتور نصير الحمود، إن إيران لاتحظى بحجم صادرات كبير يمكنها من الحصول على العملة الأجنبية التي من شأنها تعزيز تلك الاحتياطات، مشيرا إلى أن الإيرانيين باتوا يشعرون كل لحظة بوطأة تدهور الواقع الاقتصادي المترافق مع غياب الإصلاحات السياسية وقمع الحريات. ورأى الحمود، أنه من غير المستبعد حصول تطورات في الشارع الإيراني يقودها الشعب قبل موعد الانتخابات ما قد يضطر بالمرشد الأعلى لاتخاذ قرارات حاسمة حيال نجاد. من ناحيته ، أعرب سفير البوسنة والهرسك بالكويت ياسين رواشده (الأردني الأصل) عن اعتقاده بأن الأزمة في إيران هى أكبر من مسألة إنهيار الريال والتي تعد إحدى النتائج السلبية لجملة الأوضاع الاقتصادية الصعبة جدا في إيران، مشيرا إلى أن هناك أزمات متلاحقة وصعبة للغاية النظام هناك يتستر عليها لكن إلى حين. وتوقع رواشده حدوث إحتجاجات واسعة في إيران قد تصل إلى حد الاضطرابات العرقية في بعض الأماكن داخل البلاد، وقال "إن الإنسان قد يقبل الفقر والحرمان لكنه لايقبل الظلم والازدراء "، معربا عن إعتقاده بأن الشعب الإيراني قد إقترب من الوصول إلى هذه المرحلة.