هنأت وزيرة الخارجية الأميركية الوكالة الذرية ود. محمد البرادعي على نيل جائزة نوبل للسلام ، وقالت في بيان لها أن الولاياتالمتحدة عازمة على العمل مع الوكالة من أجل تفادي انتشار تكنولوجيا السلاح النووي. ورحب الرجل الثاني في لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس توم لانتوس بمنح الجائزة للوكالة الذرية، معربا عن أمله في أن تشجع هذه الجائزة مجلس الحكام في الوكالة على إحالة الملف النووي الإيراني رسميا إلى مجلس الأمن. أما الصحافة المصرية فقد تعاملت مع هذه المسألة بتسطيح نموذجي لا يضع أية وزن للإعتبارات السياسية التي تستند إليها دائما لجنة نوبل في قراراتها. و أما محمد البرادعي ، فقد أوضحت من قبل أنه مازال صامدا أمام ضغوط الأمريكيين المطالبة بتحويل ملف إيران إلى مجلس الأمن ، وهو الأمر الذي يتطلب تقارير ممهورة بتوقيعه كمدير الوكالة الدولية تتهم إيران بالخروج على القانون الدولي كما اتهمها بوش في خطابه الأخير وتوصي بإحالة ملفها إلى مجلس الأمن لتوقيع عقوبات . رفض البرادعي الضغوط وتعامل مع القضية بحيدة وموضوعية ، وكتبت في هذه الزاوية عن تخوفي من أن تلجأ أميركا إلى حليفها الأول في المنطقة السيد حسني مبارك لكي يقوم مع البرادعي بما عجزت هي عنه. ثم جاءت جائزة نوبل والتي يبدو توقيتها دالا على ما تتجه إليه نية القائمين عليها. لقد إعتبر مراقبون في النرويج مقر لجنة نوبل أن اختيار البرادعي ووكالته لنيل الجائزة لا يخلو من دلالات سياسية حيث أن البرادعي يشتغل حاليا في الملفين النوويين الإيراني والكوري ، وأن الحاجة التي تتطلبها المرحلة المقبلة تدعو إلى دعم الجهود الدولية لمنع انتشار السلاح النووي وخاصة إنهاء الملف النووي الإيراني. وتساءل هؤلاء عن السبب الذي لم يمنح فيه البرادعي والوكالة جائزة العام الماضي رغم أنه كان أبرز المرشحين. لماذا الآن ؟ ويقول مراقب لشؤون جائزة نوبل للسلام كما جاء في موقع الجزيرة إن اللجنة باختيارها البرادعي ووكالته هذا العام, إنما تريد تحقيق مصالح سياسية أخرى. وكان رئيس لجنة نوبل للسلام أولي ميوس قد نفى في تصريحات صحفية أن يكون اختيار وكالة الطاقة والبرادعي جاء للضغط على إيران، وإنما "جاء متماشيا مع دعم الجهود الرامية للحد من الأنشطة النووية ومنع انتشارها بصورة تخل بأمن العالم." الأمر المؤكد بغض النظر عن نفي رئيس لجنة نوبل ، هو أن الجائزة ستفاقم من حدة الأعباء النفسية التي يستشعرها البرادعي ، خاصة وأنه منح الجائزة لهدف محدد : "منع انتشار السلاح النووي وإنهاء الملف النووي الإيراني". لم يكن شيمون بيريز نائب شارون مبالغا عندما علق على قرار لجنة نوبل بقوله : "إن القرار هو بمثابة تحذير لإيران وإعترافا بجهود البرادعي ، التي لم تكتمل بعد ، للحد من انتشار الأسلحة النووية. إن إمتلاك إيران للسلاح النووي سيكون بمثابة كارثة على العالم." أضف إلى ذلك ما قاله توم لانتوس أشد أعضاء الكونجرس صهيونية عن أمله في أن يؤدي القرار إلى إحالة الملف الإيراني إلى مجلس الأمن ، والإحساس الذي سيزرعونه بلا جدال في وجدان محمد البرادعي بأنه منح الجائزة لسبب وأن عليه رد الجميل ، يتبين كم أن قرار لجنة نوبل هو نقمة على المسلمين أكثر منه نعمة. [email protected]