دعت جبهة الإصلاح القبطى الأنبا باخوميوس القائممقام البطريرك لعقد اجتماع مع شعب الإسكندرية باعتباره البابا القادم أسقفا لهم، والعمل بمبدأ "من حق الشعب اختيار راعيه"، الذى أعاد البابا شنودة إحياءه. وأكدت الجبهة فى مؤتمر عقده بالإسكندرية مساء الجمعة تحت عنوان "رسامة أسقف الإسكندرية حق أصيل لشعب الأسكندرية"، على ضرورة تأجيل الانتخابات لحين الانتهاء من معركة الدستور باعتبار أن الأقباط لا يستطيعون الجمع بين معركتين، وحتى تكون مشاركتهم فعالة، وتشكيل لجنة محايدة من المتخصصين فى القانون الكنسى على ألا يكون فى تشكيلها الأساقفة المرشحون، وأيضا الأساقفة الذين أعلنوا صراحة تأييدهم لأساقفة مرشحين، واستبعادهم من أى لجنة تتكون من أجل وضع لائحة. علاوة على عقد مناظرة تتبناها إحدى الفضائيات حول الخلاف على ترشح الأساقفة بين المنادين باستبعادهم والمتمسكين بوجودهم بناء على أعمال لائحة 1957 التى هى موضع خلاف أيضا. وقال كمال زاخر المفكر القبطى فى كلمته إن الكنيسة القبطية تؤمن أن البطريرك أسقف للإسكندرية بالدرجة الأولى حسب طقس الكنيسة، لأنها المدينة التى بدأت منها كرازة مرقس الرسول. وأوضح زاخر رؤيته للجدل الدائر حول عدم ترشح الأساقفة أن هذا أمر تقوله القوانين الكنسية وغير مشكوك فى صحته والدليل على ذلك الواقعة التاريخية التى جرت خلال انتخاب البابا كيرلس السادس عام 1959، حيث كان الأنبا أثناسيوس قائممقام، والذى قام بدوره بجمع جميع المطارنة والأساقفة وقال لهم ما نصه: "اللائحة تعطيكم الحق فى الترشح بينما قوانين الكنيسة تمنعكم، فهل تريدون إطاعة اللائحة أم الكنيسة؟ فاجتمعت كلمتهم على أن يطيعوا الكنيسة، فترشح وقتها خمسة رهبان فقط كان من بينهم البابا كيرلس السادس. وأضاف زاخر: نعترف أن اللائحة لا تمنع ترشح الأساقفة، لكن قوانين الكنيسة تمنع، وهنا نترك الأمر إلى ضمائرهم ونذكرهم بقول الرسول بولس: "هذه الكرامة لا يأخذها أحد بل تعطى له من الله". وشدد زاخر على أن الأنبا شنودة – وقد كان أسقفا عاما للتعليم وتم تجليسه على الكرسى الباباوى بحسب اللائحة – فرفضنا اليوم لتكرار هذا، ويأتى فى ظل الظروف المرتبكة المحتقنة بالبلاد، مؤكدا أنه - البابا شنودة - شخص غير قابل للتكرار ونموذج تاريخى فريد. وأضاف: إنى لا أعيب على أشخاص، ولكن أعيب على الجيل ذاته. وضرب زاخر مثلا ببطاركة الأجيال السابقة الذين كانوا يرفضون مجد المناصب ويفضلون الحياة فى ظل الرهبنة والتعبد لله، فكانوا عندما يختارون الراهب للرسامة بطركا ويرفض، يحضرونه مربوطا بالحبال لتنصيبه بطركا رغم أنه لم يوافق، لذلك فإن هناك صلاة تصليها الكنيسة للبطرك تسمى "صلاة فك القيد"، والقيد يرمز للحبال التى يقيدون بها المرشح الفائز، والأمر ليس سهلا فهى مسئولية جسيمة على عاتق من يتولاها، فتقول الكنيسة فى صلواتها للبطرك الجديد: "ارع رعية الله، التى أقامك الروح القدس عليها. ومن يديك يطلب دمها". وردا على رفض البعض لتولى راهب المنصب بحجة أن المرحلة السياسية التى نمر بها تحتاج إلى شخص متعايش مع المجتمع ومتفاعل معه على العكس من حياة الرهبنة، قال زاخر: "ربما كان الأقباط فى مرحلة سابقة يحتمون داخل الكنيسة، ويحتاجون من يعبر عنهم ويمثلهم أمام الدولة، أما الآن وبعد ثورة 25يناير وخروج الشباب القبطى للتعبير عن نفسه أصبحت الكنيسة مخففة من هذه الحمل، ولكن يبقى عليها عبء وطنى فقط.