جددت الحكومة الإسرائيلية مزاعمها حول وجود شبكة لتنظيم القاعدة تنشط في شبه جزيرة سيناء ، مشيرة إلى أن السلطات المصرية تعلم بذلك ، لكنها تفضل أن تتوخى الحذر لأنها تخشى مواجهة مع القاعدة يمكن أن تؤدي إلى موجة اعتداءات في مصر، وهو ما نفته القاهرة جملة وتفصيلا، وجددت تأكيدها بعدم وجود أي صلة بين تنظيم القاعدة وبين سلسلة التفجيرات التي وقعت في سيناء خلال الأشهر الماضية . وزعم رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أهارون زئيفي فركش في تصريحات خلال اجتماع للحكومة الإسرائيلية أن تنظيم القاعدة أقام قاعدة له في سيناء ، وأن مصر كانت على علم بوجود مثل هذه القاعدة التابعة لشبكة إسامة بن لادن على أراضيها وحاولت تفكيكها. وأضاف فركش أن سلطات القاهرة تفضل أن تتوخى الحذر لأنها تخشى مواجهة مع القاعدة يمكن أن تؤدي إلى موجة اعتداءات في مصر. وواصل المسئول الإسرائيلي مزاعمه ، قائلا إن ناشطي القاعدة الذين جاؤوا من مصر تمكنوا من جهة أخرى من التسلل إلى قطاع غزة وإقامة فرع في مدينة غزة. وردا على هذه المزاعم ، نفى مسئول أمني مصري تصريحات الجنرال الإسرائيلي ، مؤكدا أنه لا توجد في سيناء أي قاعدة لتنظيم القاعدة وان السلطات المصرية قد استبعدت وجود أي علاقة بين مرتكبي تفجيرات سيناء وتنظيم القاعدة . وأعرب المسئول المصري عن اعتقاده بان الجنرال فركش كان يشير في كلامه إلى منطقة جبل حلال حيث تختبئ عدة عناصر لها ضلع في اعتداءات سيناء وتحاصرهم قوات الشرطة المصرية منذ بضعة أسابيع ، مشددا على إصرار قوات الأمن المصرية على أن تنفذ عملية اعتقال المشتبه فيهم بأقل عدد من الإصابات . في المقابل ، اتهم المسئول المصري جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلي " موساد " بتقديم أسلحة ودعم لمجموعة من البدو المسلحين ، الذين ينشطون في مجال تهريب المخدرات والأسلحة والرقيق الأبيض بين مصر وإسرائيل ، وذلك من أجل زعزعة الاستقرار في سيناء . وقد وقعت اعتداءات في الآونة الأخيرة في سيناء. وفي 23 يوليو قتل حوالي 70 شخصا في اعتداءات شرم الشيخ. وفي 15 أغسطس أصيب عسكريان كنديان من قوة المراقبة المتعددة الجنسيات في انفجار قنبلة في الجورة ، وفي أكتوبر 2004 قتل 34 شخصا بينهم 11 سائحا إسرائيليا في هجمات في طابا. وتنصح السلطات الإسرائيلية بين الحين والأخر رعاياها بتجنب الزيارات السياحية إلى سيناء. وفي السياق ذاته ، انضم اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة للحملة الإسرائيلية الرامية لتصعيد الضغوط على القاهرة ، حيث طالبت المنظمة الصهيونية في الولاياتالمتحدة إدارة الرئيس جورج بوش بالضغط على الرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس لتصعيد الحرب ضد خلايا تنظيم القاعدة في سيناء وقطاع غزة. وأوضح البيان " أن المنظمة الصهيونية في أمريكا وجهات أخرى كان دوما يساورها القلق من تزايد عمليات تهريب الأسلحة وتزايد تسلل الإرهابيين إلى داخل قطاع غزة بعد انسحاب إسرائيل.. إننا ندعو إدارة بوش لممارسة ضغوط قصوى على الرئيس المصر حسني مبارك ورئيس السلطة الفلسطيني محمود عباس لاستئصال عناصر القاعدة الذين تسللوا إلى داخل قطاع غزة منذ الانسحاب الإسرائيلي ". وحمل رئيس المنظمة مورتون كلاين الجانبين المصري والفلسطيني مسئولية وقف عمليات التهريب في قطاع غزة ومحاربة ما أسمته الأنشطة الإرهابية هناك. ونقل بيان المنظمة عن الجنرال يسرائيل تسيف، رئيس قيادة إدارة عمليات قوات الجيش الإسرائيلي، قوله إن لجنة عمليات مصرية-إسرائيلية مشتركة، من المقرر أن تتولى مراقبة الحدود بين سيناء وقطاع غزة وتنسيق ردود الفعل المصرية والإسرائيلية على عمليات التسلل والإرهاب، سوف تبدأ في ممارسة نشاطها الأسبوع المقبل. وأضاف تسيف أنه رغم تراجع عمليات التسلل منذ نشر القوات المصرية على الحدود مع قطاع غزة، فإن عمليات التهريب لا تزال مستمرة. وذكر البيان نقلا عن مصادر عسكرية إسرائيلية أن السلطة الفلسطينية استلمت شحنات أسلحة وذخيرة بلغت قيمتها مليون دولار من سيناء ، زاعمة أن نقل هذه الأسلحة إلى داخل قطاع غزة تم بالتعاون مع السلطات المصرية. وأضاف رئيس المنظمة الصهيونية أن الانسحاب من غزة سمح لإرهابيي القاعدة وكميات كبيرة من الأسلحة بالدخول إلى القطاع. ويقلفنا إلى حد كبير أن الترتيبات التي تم الاتفاق عليها لتأمين الحدود بين مصر والقطاع قد فشلت منذ أول يوم.. وجاء بالبيان قوله: تسلل إرهابيي القاعدة كان متوقعا. فمنذ أشهر حذر الجنرال ياكوف أميدرور، الرئيس السابق لقسم أبحاث الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، من أن الانسحاب من قطاع غزة سوف يتسبب في خطورة أن توفر حماس ملاذا للقاعدة في غزة سواء من حيث الدعم اللوجيستي أو المالي. ولسوء الحظ يبدو أن ذلك يحدث الآن. وكان وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان قد صرح قبل يومين بأن مصر لا تتخذ إجراءات كافية لمنع تدفق الأسلحة من أراضيها إلى السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال معبر رفح المجاور لقطاع غزة. وذكر شالوم أن إسرائيل منزعجة للغاية لهذا التطور، وأعرب عن أمله في أن تعمل مصر بعزيمة أكبر.