إى والله "ع المفتاح"، كتابتها صحيحة فصيحة، رسماً ومعنى، لغة وشعرا. وهذا الصنف من الدعاة أو المشايخ ليس جماعة بعينها، وإنما أفراد بعيونهم وذواتهم وشحومهم ولحومهم، ولن أسمى فيهم أحدا، ولا أستثنى منهم أحدا، ينال أحدهم لقب الشيخ مع أول بكائية، ثم هو الواعظ أو الداعية فى أول تظاهرة شبابية، ويلعب دور المصلح الاجتماعى فى صريخ الفتنة الطائفية، وأحيانا الأستاذ أو الدكتور لزوم الوجاهة الاجتماعية ولو من جامعة أوروبية غير معتمدة لدى الجامعات العربية، وفجأة يلعب الوسواس فى يافوخه ويخيل إليه أنه المحلل السياسى الذى تهفو إليه أفئدة الأمة المصرية! وقديما قالت العجائز: "اللِّى على راسه بطحة يحسس عليها"، وأنا أقول: لا يحسس عليها، بل يعالجها ويداويها. تستمع إلى أحدهم مليا، يأخذ عقلك ووجدانك بحديثه عن أحكام دخول الحمام والخروج منه، مرورا بأحكام الحيض والنفاس، ولا بأس أيضا بأحكام الرقية والمس والسحر، وحاجتك وفتياك فى أحكام الحج والعمرة لديه موجودة، وأما أحكام الربا – وما أدراك ما الربا - فهذه لُعبته، يجيدها أكثر من حُبِّه نفسَه، ولزوم الشيء أحكام الجهاد والقتال، وكفى الله المؤمنين شر القتال؛ ولن تعدم من أحدهم حثًّا وحضًّا على الجهاد خارج البلاد، ولا يأتيه! وأما القصص – وما أدراك ما القصص - فقد بزَّ نظراءه وأقرانه، بل فى نفسه فاق تميما الدارى أشهر قصاص فى الإسلام؟! وثمة صفة أخرى هى تلك القدرة السياسية المشهودة، والمواقف والأقوال المحمودة المنشودة، التى صدعوا بها السلطان الجائر- حيث لا سلطان - فيهم حكمة ذى الحلم الذى قرعت له العصا، وبلاغة قُس بن ساعدة، وفصاحة سحبان وائل، إذا رأيتهم حسبتهم عمرو بن كلثوم أو عمرو بن موسى، حنكة وسياسة وقبولا (كاريزما أعني). وملبسه – وما أدراك ما ملبسه - تارة بالثوب (الجلباب) الأبيض – يا حبذا القصير- وثانية ب "البدلة" (الجاكيت والكرافت والبنطال الطويل!)، وثالثة بلباس لا إلى الأول ولا إلى الثانى، أقرب ما يكون إلى لباس أهل باكستان، يعنى "ثلاثة فى واحد" بلغة الإعلان. له سمت بديع، ومن فرط الإعجاب بمظهره، تقول له: أستاذ.. يا وديع! يُنادَى فى مسجده الذى ما بناه، وبرنامجه الذى اعتلاه، من مغرديه ومحبيه ومعجبيه ومفتونيه، وأبنائه الذين ليسوا من نسله ولا نسل أبيه: بأن الفِقهَ لُعْبتُه، والحديثَ شُغْلته، وأحكام الحلال والحرام منطقَتُه وحِتَّتُه. م الآخر: أحكام الدين والدنيا يتقنها غزوة غزوة، وصندوقا صندوقا. وهذا الصنف نسى، بل تناسى ما كتبه الأولون وما نُعِتَ به العلماء السابقون، فى آداب طلب العلم وحَمَلَته، ولو قرأ أحدهم تصنيف ديوى العشرى للعلوم والفنون، لعلم أن لكلٍّ اختصاصا وفنًّا، ومن قال فى غير فنه أتى بالعجب العجاب. واعذرني، نسيتُ، فثمة مهارة تُضاف إلى السابقات، نحو اشتغاله بمهنة طبية أو هندسية أو ادعاء المحاماة، وما اشْتُهر على مسمع من الناس بقضية، أخرج المتهم فيها زى الشعرة من العجين. لكن العجين له ناس، والطنين له أكثر الناس. هل عرفت؟ فاحذر! وعليك بقول ربك: "مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُم الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِى هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ". [email protected]