سبوتنك 1 هو أول قمر صناعى فى التاريخ الإنسانى يسبح فى الفضاء، أطلقه الاتحاد السوفييتى السابق فى مثل هذا اليوم عام 1957م، يوم ضمن سلسلة الأقمار الصناعية السوفييتية، واعتبر هذا القمر الصناعى سبقًا حققه الاتحاد السوفييتى ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية فى إطار الحرب الباردة بينهما، التى لم تكن تشمل إظهار القدرة العسكرية فقط، بل تعدت ذلك إلى إظهار القدرة التقنية والبحثية لكلا الدولتين، وكان إطلاق هذا القمر الصناعى بداية لسباق الفضاء بين القوتين العظميين. كان سبوتنك -1 يدور حول الأرض فى مسار شكله شكل قطع ناقص، أيضًا تدور الأرض والكواكب حول الشمس فى مسار شكله أيضًا شكل القطع الناقص تشكل الشمس إحدى بؤرتيه. الصاروخ الذى استخدم لإطلاق سبوتنك-1 كان من الصواريخ ذات المراحل الثلاث، وكان هذا القمر على شكل كرة قطرها 58 سنتيمترًا، ووزنها 83,6 كيلوجرامًا، كما أن المرحلة الثالثة ومقدمة الصاروخ كانا يسبحان مع القمر بسرعة 28,8 ألف كيلومتر فى الساعة الواحدة، وكان القمر يكمل دورة كاملة حول الأرض كل 96.2 دقيقة. فى أسفل نقطة فى مسار القمر -240 كيلومترًا- كان هناك كمية من الهواء فى الطبقات السميكة فى غلاف الأرض الجوى، وكانت هذه الكمية كافية لمقاومة حركة سبوتنك-1، مما سبب انحرافًا فى مساره، وبدأ القمر يهبط فى حركة لولبية مقتربًا رويدًا رويدًا من سطح الأرض، وعندما اقتربت المجموعة المكونة من مقدمة الصاروخ والمرحلة الثالثة وسبوتنك-1، دخلت هذه المجموعة فى طبقات الجو السميكة، احترقت المجموعة بفعل الاحتكاك، وسقط حطام المرحلة الثالثة فى أول ديسمبر 1957م.. وبهذا انتهت رحلة أول قمر صناعى يغادر الأرض، ويسبح فى الفضاء، وكان هذا القمر أول خطوة نفذها الإنسان فى طريقه لغزو الفضاء. زود سبوتنك-1 العلماء بمعلومات عن كثافة الطبقات العليا من الغلاف الجوى، وزودت الإشارات الراديوية التى اخترقت طبقة الأيون سفير العلماء بالبيانات الأولية الضرورية لتصميم أجهزة اتصالات فعالة مع المركبات الفضائية، وتوصل العلماء إلى إمكانية تطوير معدات تتحمل الظروف السائدة فى الفضاء، مثل انعدام الوزن والتغير المفاجئ فى درجات الحرارة، وهى معلومات كانت ضرورية لرحلات الفضاء التالية.. ثم جاء بعد ذلك سبوتنك 2، وهو ثانى الأقمار الصناعية التى تسبح فى الفضاء، وأطلقه الاتحاد السوفييتى فى 3 نوفمبر1957م بنجاح بواسطة الصاروخ (R7) ذى الثلاث مراحل، وكان سبوتنك 2 هو مرحلته الثالثة، وهو حامل لأجهزة لقياس الأشعة الكونية والأشعة فوق البنفسجية، والمدهش أن هذا القمر حمل أيضًا كائنًا حيًا هو كلبة من كلاب الإسكيمو، إنها الكلبة "لايكا" أول مخلوق اجتاز الفضاء الخارجى، وقد وضعت هذه الكلبة فى غرفة مكيفة الهواء، واستخدمت أجهزة لقياس ضربات الكلبة وضغط دمها، وكانت المستشعرات موصلة بجهاز إرسال يرسل البيانات التى تتلقاها هذه المستشعرات إلى محطات المراقبة الأرضية.. وقد ماتت هذه الكلبة خلال الرحلة، ولكن كان لابد من تلك التجربة لاستيضاح المزيد عن حالة الكائن الحى والإنسان عندما يكون فى الفضاء، وهو ما تم بعد ذلك بحوالى عشر سنوات حينما تم إرسال يورى جاجارين كأول إنسان اجتاز الفضاء فى التاريخ.