ربط محللون سياسيون بين انتحار وزير الداخلية السورى " اللواء غازي كنعان" 63 ظهر أمس الأربعاء بمكتبه، وبين نتائج التحقيقات فىاغتيال "رفيق الحريرى"، التى شارك فيها "كنعان" قبل أسبوعين كشاهد، وسط تساؤلات تشكك فى دوافع الانتحار الذى يشير تصريح الوزير الذى أدلى به قبيل انتحاره قائلا إنه "تصريحه الأخير" إلى أنه كان انتحارا مخططا له، فيما يثير الاختفاء الغامض للوزير وإغلاقه هاتفه المحمول قبل ساعات من العثور على جثته تساؤلات حول حقيقة الحادث وهل كان انتحاراً فعلاً؟ وهل أجبر على قتل نفسه؟ "كنعان" فى الثالثة والستين، وقد نصب وزيراً للداخلية منذ عامين، وسبق أن تولى منصب "مسؤول الأمن والاستطلاع فى لبنان"، وفى كل الأحوال لا يمكن استبعاد جريمة اغتيال "الحريرى" من خلفية مشهد انتحار "كنعان"، ويكفى أن معظم المعلقين على حادث انتحار الوزير السورى كانوا من اللبنانيين! وقد أثار نبأ انتحار وزير الداخلية السوري اللواء غازي كنعان حالة من الذهول على الساحة السياسية اللبنانية لمفاجأة النبأ. وفي الوقت الذي أحجم فيه كثير من السياسيين عن التعليق على حادثة انتحار كنعان انتظارا لاستشراف الحقيقة حول أبعاد هذه الحادثة, أعرب زعيم التيار الوطني اللبناني الحر ميشال عون عن استغرابه لهذا الحادث المفاجيء. وأوضح انه بوفاة كنعان ستغلق ملفات كثيرة .. معتبرا أن ملفات كثيرة كانت تقف عند غازي كنعان وبانتحاره يكون قد انتهى الحديث عن هذه الملفات. وأشار عون إلى أنه لا يمكن الحديث عن حالة انتحار إلا بعد الإعلان عن ذلك صراحة وأن يصدر بيان قضائي يؤكد ذلك ولا يمكن الاستناد في ذلك الى مجرد خبر صحفي يشير إلى أن هذه حالة انتحار. وعندما سئل رئيس مجلس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة لدى مغادرته مجلس النواب اثر جلسة المساءلة حول تعليقه على النبأ أجاب .. ليس عندي أي معطيات لأدلي بها, وليرحمه الله . ومن جهته, قال نائب رئيس مجلس النواب اللبناني السابق ايلي الفرزلى أنه لا يمكنه الحديث عن الظروف التي أدت الى عملية الانتحار..معتبرا أن كنعان كان يشعر بالألم في الفترة الماضية للظروف التي وصلت اليها العلاقات السورية اللبنانية وتحول الساحة اللبنانية الى ساحة لاجتهادات شتى. وأعرب الفرزلى عن عدم اعتقاده بوجود علاقة بين انتحار كنعان وتقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. وكان كنعان أجرى اتصالا باذاعة صوت لبنان قبل نحو ساعتين من اعلان نبأ انتحاره في مكتبه علق فيه على ماأوردته محطة نيو.تي.في أمس عن تورطه في ملفات مالية وقال: يا للأسف, دأبت بعض وسائل الاعلام المغرضة على ضخ أكاذيب بغية تضليل الرأي العام ومنها ما ورد في نشرة الأخبار مساء أمس عما افترضوه من لقاء مع أعضاء اللجنة فيما يخص المساعدة السورية في التوصل الى الحقيقة بشأن عملية اغتيال الحريري, ونحن لنا مصلحة كبرى في ذلك. وطلب كنعان من الإعلامية في صوت لبنان وردة الزامل ان تعمل على توزيع تصريحه الى محطات ال بي سي والمستقبل والآن بي ان وكل وسائل الإعلام مختتما بقوله لها: لأنني اعتبر هذا آخر تصريح ممكن أعطيه. واعتبر النائب اللبناني بطرس حرب أن الخبر كان مفاجأة حقيقية..ولم يكن متوقعا سماع مثل هذا الخبر لما هو معروف عن شخصية اللواء غازي كنعان وقوة شخصيته. ورفض حرب الربط بين عملية انتحار كنعان وبين ما يتضمنه تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري..مشيرا الى أنه ما من أحد يعرف ما يتضمنه تقرير ميليس لهذا الربط. وقال ان هناك أقاويل عديدة وليس هناك مضمون يمكن أن يتم الاستناد اليه في تحليل أسباب هذه الحادثة ..مضيفا ان لهذا الحادث دلالات على أن هناك أحداثا جساما يمكن أن تشهدها المنطقة في الفترة المقبلة. وأعرب حرب عن اعتقاده بأن تسفر الساعات المقبلة عن مزيد من التفاصيل وإيضاح الصورة بشكل يتيح التعرف على حقيقة ما حدث. وكانت الأنباء الواردة من دمشق قد أشارت إلى أن صوت إطلاق رصاص سمع في مكتب اللواء غازي كنعان وعلى اثر ذلك تم الإعلان عن انتحاره.. كما أشارت المعلومات إلى أن كنعان كان قد أغلق هاتفه المحمول لفترة طويلة صباح اليوم قبل الإعلان عن انتحاره.