يبدو أن أمام اللاعب المصرى سنوات طويلة لكى يجيد التعامل بعقلية المحترف, وكنا نظن أن ميدو "ابن بطوطة" وهو أحد المحترفين المصريين الذى صال وجال فى ملاعب أوروبا، وارتدى شعار عدد كبير من أندية هولندا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا النموذج لأى لاعب مصرى إذ ظل ميدو يعطى تصريحات متزنة على مدار مشواره الرياضى، الذى أسدل الستار عليه أخيرًا فى نادى بارنسلى بدورى الدرجة الثانية الإنجليزى، ولكن تفاجأ الكثير من محبى ميدو يوم الجمعة الماضى بصدمة قوية بعدما نشر اللاعب على "تويتر" أنه مصاب بمرض خطير، كان السبب فى زيادة وزنه المستمرة, وان مدرب نصحه من قبل بالاعتزال ثم زاد ذهول محبيه وصدمتهم فى نجمهم المحبوب عندما قال إن صديق له هو الذى بث هذا التصريح على سبيل الدعابة, وأنه يعتذر لكل الجماهير وفات ميدو أن الخبر انتشر بسرعة البرق فى المواقع المصرية والعربية ونقلته بعض المواقع الدولية وأن تكذيبه له يصيب سمعته فى مقتل لأن تبريره "عذر أقبح من ذنب" ويكشف هذا الموقف عن أن لاعبينا يتميزون بالسطحية وأنهم يتوهمون أن الجماهير مازالت بلهاء وتصدق كل كلامهم وتصرفاتهم, وتناسوا أن معظم الجماهير من الشباب، أصحاب ثقافة إلكترونية، ومطلعون بشكل كبير على ما يدور حولهم، وأن تبرير ميدو لا يمكن أن تستقبله عقولهم دون تدقيق وتمحيص. وأتساءل لو أن صديق ميدو كتب تصريحًا لميدو يسب فيه الرسول أو الرئيس أو يورطه فى مصيبة.. هل كان وقتها سيقول صديقى السبب؟ .. ياعم ميدو .. استعادة البريق والنجومية لا تكون بالكذب وافتعال مواقف من خيال مريض . وبعدما حظى ميدو بتعاطف كبير على مدار ليلة الجمعة تحولت هذه الحالة إلى نقد وهجوم لاذع على اللاعب، الذى استنفد ما تبقى له من رصيد لدى الجماهير المصرية عمومًا والزملكاوية خاصة .. وأظن أن الدرس الذى سيناله ميدو بعد هذه السخافات سيكون قاسيًا وربما يدفعه فعلاً للاعتزال، لا كما يدعى أن المرض هو السبب .. كما لم أفهم هجوم ميدو على زملائه المحترفين فى بلجيكا وتركيا ودول الخليج، وقال إن اللعب بهذه الدول ليس احترافًا.. وهو هجوم غير مبرر على لاعبين مميزين مثل عمرو زكى وحسنى عبد ربه وشيكابالا، وأظن أن هذا الثلاثى على وجه الخصوص ليس بحاجة لتقييم ميدو فهم أصحاب عطاء كبير على الصعيدين المحلى والدولى.