تذكر وزير الإعلام "أنس الفقى" أنه "أنس" ونسى أنه "فقى" رافضاً تخصيص قناة تليفزيونية للثقافة الإسلامية على غرار إذاعة القرآن الكريم! الرفض جاء فى رسالة وجهها الوزير لمجلس الشعب رداً على انتقاد النائب "على لبن" للوزير لتقاعسه عن الاستجابة لإحدى التوصيات التى جاءت في تقرير للجنة الشؤون الدينية في البرلمان مطالبة بتخصيص قناة تليفزيونية خاصة يتم بثها للثقافة الإسلامية. الوزير تعلل فى رسالته بأن التليفزيون المصرى يخصص مساحات واسعة للثقافة الإسلامية على قنواته الفضائية والأرضية، وهو كلام لا معنى له ولا يساوى شيئا، فالتليفزيون يخصص مساحات واسعة للأخبار، ومع ذلك خصص قناة للأخبار، وكذلك الحال مع الرياضة والدراما والثقافة والمنوعات وغيرها من الفروع التى يفسح لها التليفزيون مساحات واسعة ومع ذلك أفرد لها قنوات متخصصة. كما أن الوزير وبناء على رده يجهل، أو يتجاهل، فلسفة إنشاء قنوات النيل المتخصصة، التى أنشئت أساساً لتقديم خدمة نوعية معمقة فى المجالات التى تحتاج إلى مثل هذه الخدمة، ولا شك فى أن "الدين الإسلامى" مجال خصب للمعرفة المتعمقة، على الأقل هو مجال أكثر خصوبة من "المنوعات" التى أفردت لها قناة متخصصة، ومن المنطقى أن نرى "النيل الإسلامية" مع "النيل الرياضية" و"النيل للمنوعات"...الخ أيضاً فإنه على الوزير أن يدرك أن التليفزيون المصرى، أصبح متخلفاً عن ركب المنافسة فى مجال البث الإسلامى، فقد سبقته قنوات: اقرأ، المجد، المجد3، الفجر، الأنوار، وفى الطريق قناة "روتانا إسلامية" وكلها قنوات ناجحة استأثرت بقطاع كبير من المشاهدين لا نصيب لمصر فيهم، ما يجعلنا نصاب بمزيد من التراجع الإعلامى، الذى يؤدى إلى مزيد من التراجع السياسى والاقتصادى. ولا شك فى أن طريقة التفكير العقيمة التى تبناها الوزير فى رسالته تتعارض مع فكر التنمية، وعلى الوزير والحكومة أن يدركوا أن التنمية فكر كلى لا يتجزأ، وكذلك التخلف، وأنه لا يمكن تحقيق التنمية فى أى مجال طالما هناك وزراء مثل "أنس الفقى" غائبون عن الوعى يتبنون فكرا متخلفاً ولا يتابعون ما يجرى حولهم من متغيرات. ثم هل من المعقول أن تصبح "روتانا" إسلامية، و"النيل" لأ؟