كمال حبيب الصيام هو ركن من أركان الإسلام ، فحديث " بني الإسلام علي خمس .." ، فيه أن الصيام المفروض في شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام ، وسمي النبي صلي الله عليه وسلم شهر الصيام بشهر البركة ، ففي الحديث " لما حضر رمضان قال صلي الله عليه وسلم " قد جاءكم شهر مبارك افترض عليكم صيامه ، تفتح فيه أبواب الجنة " ، فلماذا تفتح فيه أبواب الجنة .. رغم أن أحداً لم يدخلها بعد ، هو تعبير عن استعدادها ومشاركتها للصائمين في فرحتهم بالصيام والعبادة . فأبواب الجنة تهل منها رائحة تعين الصائمين علي العبادة ، فالسماء بالذات تتزين لهذا الشهر الكريم ، الذي كرمه الله فذكر اسمه في القرآن الكريم ، ولم يذكر إلا اسمه " شهر رمضان " هو وحده من جميع الشهور في القرآن الكريم ، إن الله يفرح لعبده الصائم ، فهو رب كريم ينظر بعين الرضا لفعل عبده الذي يبتغي به وجه ، ففي الحديث القدسي " والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي " فتخيل معي كيف أن ربنا رب رحيم يجزي عباده جزاء المحسنين فهو سبحانه يقسم أن رائحة فم الصائم أطيب عنده من ريح المسك وكأنه سبحانه وهو المنان الحنان الذي وسعت رحمته السموات والأرض ، يقدر ويعظم جهد عبده من أجله رغم أنه هو الذي وفقه لهذا الجهد . تخيل معي أن الصيام الذي تصومه يمنح الحياة يوم القيامة ويشفع لك عند الله ، والقرآن الكريم الذي تقرؤه يشفع لك يوم الحساب ويدافعان عنك وينافحان عند الله سبحانه وتعالي ، فيقول الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ، فهو العمل الصالح الذي يكون رفيقاً لك مدافعاً عنك ، وهذا معني قوله تعالي " والعمل الصالح يرفعه " أي يرفعه الله إليه ، وهو يرفع من قام به بالمنافحة عنه والمجادلة من أجل زيادة حسناته ومحو سيئاته . والقرآن يقول أي رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، ومعني ذلك أن هذا القرآن هو الذي يقرؤه المسلم في قيام الليل . نحن نتحدث عن الأخوة الإسلامية وأهميتها ، ونتذكر قول الله تعالي " إنما المؤمنون أخوة " ، لكن الجديد هنا هو التآخي بين المسلم وبين عمله الصالح ، فتجد العمل الصالح يحب صاحبه ويكون شاهداً له في القبر ينوره ويوسعه ويؤنسه ، وفي الحساب ينتصب للدفاع والمدافعة عنه . أي أن المسلم في الزمن الصعب الذي نعيشه اليوم حين يبذر بذور الأعمال الصالحة فإنه يغرس غراس الأخوة والصداقة مع هذا العمل الصالح . وشهر رمضان الكريم هو شهر الأعمال الصالحات بلا منازع ، فهو شهر الخيرات والطاعات ، وشهر البركات والطيبات . إنه شهر تتفتح فيه أبواب الجنة ، وتتحرك ريحها فنشمها نحن الصائمين فتنفتح أرواحنا للأعمال الطيبة . فرصة الشهر الكريم لا تدعها تفوتك فاغتنمها . [email protected]