دعا رونى بار أون رئيس لجنة الخارجية والأمن بالكنيست الإسرائيلي إلى إعادة النظر فى اتفاقية السلام مع مصر، وذلك على خلاف موقف حكومته الرافضة إجراء تعديل على الملحق الأمنى للاتفاقية الموقعة عام 1979، بما يسمح بنشر قوات مصرية فى المنطقة الحدودية. ونقلت صحيفة "معاريف" قوله: "إنه فى ظل الرغبة المصرية لتغيير الاتفاقية سيكون تعديل الملحق الأمنى فرصة للحصول على اعتراف من قبل الإخوان المسلمين"، وتابع: "فى رأيى تعديل اتفاقية السلام فرصة كبيرة لإسرائيل لأن الإخوان بذلك سيصدقون على الاتفاقية وتتحول مصر إلى أول دولة إسلامية تدعم السلام مع إسرائيل". وبحسب الصحيفة، فإن هذا الرأى يأتى على خلاف يخالف الموقف الرسمى للحكومة والجيش الإسرائيليين، بعد أن رفض المنتدى التساعى أكبر مجلس أمنى فى إسرائيل برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أى تعديلات فى اتفاقية السلام، وهو نفس الرأى السائد فى الجيش، لكن هناك أصوات تقترح التفكير فى إمكانية تعديل الملحق العسكرى لها، بشكل يخدم المصلحة الإسرائيلية. وقال عوديد عيرين رئيس مركز أبحاث الأمن القومى السابق "على إسرائيل أن تستعد لمفاوضات مع مصر حول الملحق العسكرىلاتفاقية السلام، وإذا كانت مطالب القاهرة معقولة، فإن تل أبيب ستتصرف بحكمة إذا وافقت على الأمر"، كما أن آفى جايل مستشار الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز يوافق على إجراء تعديل فى الاتفاقية. إلى ذلك، كشفت التحقيقات التى أجراها الجيش الإسرائيلى حول الهجوم الذى شنه مسلحون على الحدود المصرية الإسرائيلية وأسفر عن مقتل جندى إسرائيلى والثلاثة منفذى الهجوم. وأظهرت التحقيقات أن إحدى مجندات كتيبة المشاة "كركل" وهى الوحدة العسكرية التى اشتبكت مع المسلحين هربت واختبأت بين الأشجار، ما جعل قياداتها العسكرية تعنفها على ما فعلت، واتهمتها بأنها لم تتصرف وفقا لما هو متوقع منها، لكن زملاءها دافعوا عنها وغضبوا من نظرة القيادة لها وقالوا إنها مقاتلة ممتازة. وذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية نقلاً عن التحقيقات أن المجندة هربت عندما وقع إطلاق النيران على قوات الجيش الإسرائيلى على الحدود المصرية، حيث ظل الجنود يبحثون عن زميلتهم لمدة ساعة تقريبًا بعد انتهاء الحادث. وأضافت أن التحقيقات العسكرية كشفت أيضًا عن قيام مجندة "كركل" بالاختباء طوال كل هذا الوقت بين الأشجار للتمويه ولكى لا يعرف أحد مكانها، وعندما سئلت لماذا فعلت هذا؟، أجابت بأنها خافت أن تفتح النيران على المهاجمين وتتحول إلى هدف لهم، وأشارت إلى أن خلال عملية الاشتباك ساد الاعتقاد أن المجندة تم قتلها أو خطفها. وذكرت أن المجندة تعرضت لتعنيف من قيادتها العسكرية لكنها ردت بأنها لم تكن لديها أى فرصة أمام المهاجمين، مشيرة إلى أن زملاءها أعربوا عن غضبهم من تعامل القيادة معها، وقالوا إن الحديث يدور عن مقاتلة ممتازة ولم يكن هناك أى حاجة لإحراجها وإنما كان يجب دعمها". من جانبها، سخرت صحيفة "جلوبز" العبرية من الأمر بقولها "فى الوقت الذى يتفاخر فيه الجيش الإسرائيلى بمحاربى كركل، اتضح أن إحدى مجندات تلك الكتيبة هربت واختبأت بين الأشجار خوفاً من إطلاق النيران"، لافتة إلى أن أحد القيادات العسكرية الإسرائيلية قال أثناء تعنيفه للمجندة "أنت لا تحتاجين إلا لصفعتين على وجهك ثم تتلاشى وينتهى كل شىء".