بداية ظهور السينما فى العالم كان فى باريس على يد الأخوين لوميير فى 28 ديسمبر عام 1895، وبعد ذلك بأربعة أيام شهدت مصر أول عرض سينمائى فى أوائل يناير1896 تم فى مقهى بالإسكندرية، وفى 28 يناير شهدت القاهرة أول عرض سينمائى فى العالم أقيم فى قاعة سانتى بفندق شبرد القديم، ثم أقيم عرض سينمائى بعد ذلك فى بورسعيد. أول دار للسينما توغراف أقيمت فى مصر عام 1897 كانت بالإسكندرية، وكانت الصفوف العشرة الأولى مخصصة للأجانب أما المصريون فكانوا يجلسون فى مقاعد الترسو. أول فيلم سينمائى مصرى ظهر عام 1907، سجل زيارة الخديو عباس حلمى الثانى للمعهد العلمى فى مسجد المرسى أبو العباس، وقامت بإنتاجه شركة إيطالية، وتم عرضه فى سينما "فون عزيز"، وكان بدون صوت، أما أول فيلم روائى مصرى ناطق فكان "ليلى"، وظهر عام 1927، ومن بعده بدأت عجلة هذا الفن تدور فى مصر. كان كل شىء متدهورًا فى مصر فى تلك الحقبة، فمصر كانت محتلة من الإنجليز، ويقوم عليها حكام فاسدون، ولم يكن هناك تعليم، ولا مستشفيات، ولا مصانع أو مزارع، وأكثر من 90% من الشعب ينام بدون عشاء، الغرب كان قد صنع الطائرات والدبابات ونحن كنا مازلنا نركب الدواب، وصنع التليفون واللاسلكى، وبثت المحطات الإذاعية، ويبنى الجامعات والصروح العلمية، ويشق الطرق والترع ويبنى الجسور، ومحطات توليد الكهرباء وتنقية المياه، ونحن فى ظلمات العصور الوسطى، لكن مجالاً واحدًا فقط كان مشتعلاً بالنشاط والحركة والعمل الدءوب، ويتم تطويره ودعمه وهو النشاط الفنى، الذى كان ترتيب مصر فيه الثانى عالميًا (!!)، والملفت هنا أن أغلب القائمين على هذا النشاط من اليهود، فالذى أسس المسرح فى مصر هو يعقوب صنوع، وهو يهودى من جذور إيطالية اسمه الحقيقى "يعقوب روفائيل صنوا" من مواليد عام 1831، وكان يصدر مجلة اسمها "أبو نظارة" حتى عرف هو نفسه بهذا الاسم. ولما ظهرت السينما تلقف اليهود هذا الفن الجديد وقاموا عليه فى مصر، فمن خلاله ستتحقق كل مخططاتهم فى نشر الانحلال الأخلاقى بين المسلمين، بعدما انتشر فى كل بقاع الأرض، وظهر فى تلك المرحلة "وداد عرفى" وهو يهودى تركى قدم إلى مصر عام 1926، وكان يريد عمل فيلم عن حياة الرسول عليه الصلاة والسلام، واتفق على أن يقوم يوسف وهبى بتجسيد شخص الرسول فيه، وقام يوسف وهبى بالاستعداد لتجهيز نفسه فى الشكل الذى تخيله عن أشرف الخلق، واستقر أن يكون أقرب لشخص الراهب الروسى الشهير "راسبوتين"، وكان الأمر يخفى نوايا سيئة خاصة أن الحدث يواكب سقوط الخلافة الإسلامية، فثار علماء الأزهر ضده، ونددت بعض الأقلام بما يجرى، وبعدها قرر الملك فؤاد سحب الجنسية عن يوسف وهبى إذا قام بتمثيل شخص الرسول.. لكن وداد عرفى لم يرحل عن مصر معلنًا أنه مسلم، فى حين أنه أكد لأحد كبار التجار اليهود فى مصر، أنه اضطر إلى ادعاء الإسلام، فما كان من التاجر "إيلى درعى" إلا أن ساعده على تولى منصب مدير فنى فى شركة "كوكب مصر"، التى تملكها فاطمة رشدى ثم اتجه إلى السينما، حيث أقنع المنتجة والممثلة عزيزة أمير بإنتاج أول فيلم روائى فى السينما المصرية باسم "نداء الله"، لكن سرعان ما توقف العمل وتنحية وداد عرفى لضبطه فى وضع شذوذ جنسى مع مساعده اليهودى جوزيف سوانسون، وأكمل الفيلم بعد التعديل وتحول إلى "ليلى"، وأخرجه استيقان روستى اليهودى النمساوى الأصل من أم إيطالية وأب كان بارونًا نمساويًا. ومع فاطمة رشدى بدأ عرض إخراج فيلم "تحت سماء مصر"، لكنها أوقفت تصويره بعد اكتشافها أن الفيلم تغلبه المشاهد الخلاعية المخلة بالآداب؛ لذا فضلت خسارتها عن اتهام الناس لها بالفجور، كما يؤكد المؤرخون للسينما، وله أيضًا فيلم "غادة الصحراء"، و"مأساة الحياة" للراقصة التركية اليهودية "افرانز" منعته الرقابة لخلاعته المفرطة. توجو مزراحى، هو ثانى الأشخاص اليهودية فى تاريخ السينما المصرية بعد المحتال وداد عرفى وأكثرها أهمية فى تأثيرها، قدم نفسه للفن باسم مستعار "أحمد المشرقى"، وهو يهودى مصرى من أصل إيطالى، مواليد الإسكندرية 1901، أسس شركة للإنتاج السينمائى وقدم أفلام:"الهاوية "و"الكوكايين"، وأعلن عن هويته اليهودية الحقيقية من خلال تقديمه لسلسة أفلام بطلها يهودى مصرى، بدأت بفيلم حمل عنوانه: "شالوم" اليهودى الذى يتصرف وفقًا لهويته وطقوس ديانته، ثم "'شالوم الرياضى" عام 1933، ثم "شالوم الترجمان" فى العام التالى، وأخرجه "كاميليو مزراحي" ومعه مساعدان يهوديان، هما: "سليمان مزراحى" و"ل. ناحل". ثم تخلى عن شخصية "شالوم" ليطرح الشخصية اليهودية مواربة، خلال معظم إنتاجه مع "على الكسار"، ودليل ذلك ارتداء سكرتيرة على لنجمة داود المميزة كحلية ذهبية فى فيلم "عثمان وعلى" لعلى الكسار عام 1939، ثم تبنيه للوجه الجديد ليلى مراد التى كانت يهودية وقتها وجعل منها أسطورة سينمائية، ورغم رواج أفلامه، إلا أنه قام بتصفية أعماله فى مصر وهاجر إلى روما، فور إعلان قيام الكيان الصهيونى عام 1948، وظل بها حتى وفاته عام 1986. كان ألمع نجوم السينما ومخرجيها والقائمين على صناعتها فى مصر من اليهود، ومن هؤلاء على سبيل المثال: عمر الشريف (ميشيل شلهوب)، ليلى مراد، ومنير مراد، إلياس مؤدب، استيفان روستى، راقية إبراهيم (راشيل ليفى)، نجمة إبراهيم، نجوى سالم (نينات شالوم)، كاميليا، بدر لاما، بهيجة المهدى، عباس رحمى، زكى الفيومى، فيفى يوسف، كيتى، يوسف ساسون، وغيرهم كثيرون، وكان الإنتاج السينمائى موجهًا بشكل غير مباشر لخدمة قضاياهم السياسية، وبشكل مباشر لخدمة أهدافهم فى نشر البغاء والسكر والانحلال الأخلاقى.. ولذا نجد أن السينما قد أقرت فى أذهان الناس صورًا ذهنية معينة، فرجل الدين أو معلم اللغة العربية دائمًا ما يكون مثيرًا للضحك والاستهزاء، وأن يدخل رجل وزوجته مكان عام كنادى أو ملهى فمن الطبيعى أن يأخذها منه أى شخص ويلف يديه حول خصرها ويتراقص معها، وإذا حلت بأى إنسان مشكلة فعليه أن يتجه نحو البار ويشرب كام كاس ليتغلب على مشكلته، وإذا ذهب رب أسرة إلى شاطئ للاصطياف فعليه أن يترك زوجته وبناته بدون ملابس يلهون مع الغرباء من الشباب اللاهين!!. الفن المصرى قدم للعالم المجتمع المصرى على أن كل بيت فيه بار، وكل شارع به ملهى، وكل نسائه متبرجات سافرات، وكل بنات مصر يرتدين الثياب الضيقة الخليعة، وما هو غير ذلك حالات نادرة وشاذة. الفن المصرى يهدف إلى قتل الفضيلة، وتشجيع كل الرذائل، فخذ عندك فيلم "نهر الحب" الذى جسد شخصياته فاتن حمامة وزكى رستم وعمر الشريف، فالفيلم يحكى قصة امرأة زوجها باشا ويشغل منصب وزير، ولها منه ابن، وتعرفت على ضابط شاب فى حفل، وتعلقت به وأحبته وأحبها، وتسير أحداث الفيلم بعد ذلك على أن الزوج رجل غليظ لم يقدر تلك العلاقة، ولم يحرر زوجته لتتزوج بمن أحبت، وشقيقها كان متعاطفًا معها لأقصى درجة، وتتصاعد الأحداث لحظة بعد لحظة لتجبر المشاهدين على أن يتعاطفوا مع تلك الزوجة الخائنة الخاطئة (!!). وخذ عندك فيلم "خلى بالك من زوزو" الذى تتلخص قصته فى تشجيع طالبات الجامعة على ممارسة الرقص كمهنة تتكسب منها، وانتهى الفيلم على أن "زوزو" هذه تستحق التكريم، وتستحق أن تكون قدوة لكل فتيات مصر (!!!). فى أحد الأفلام المصرية (زوج تحت الطلب) الذى قام ببطولته عادل إمام، يكرس الفيلم لحالة لعنها الرسول صلى الله عليه وسلم، وهى المحلل الذى يتزوج بمن طلقت ثلاث مرات ليتزوجها زوجها الأول، وأباحها الشرع فى ظروف معينة أهمها ألا يكون الزوج الجديد تزوجها لهذا الغرض، بل تتزوج زواجًا عاديًا بقصد العشرة وبناء أسرة، فإذا انفصلت عن زوجها الجديد تحل لزوجها الذى طلقها ثلاث مرات من قبل، وبالتالى لا يجوز ولا يحل لرجل أن يتزوجها بنية تحليلها، ومع ذلك أصر الفيلم على أن ذلك أمر عادى لا يخالف الشرع، ويأتى المأذون ليتم طلاق إحدى الحالات، ويقول بالفم المليان: ربنا بيقول فى كتابه: بسم الله الرحمن الرحيم.. إن أبغض الحلال عند الله الطلاق.. صدق الله العظيم" (!!)، والسؤال: من قال له إن هذه آية فى القرآن؟، ولماذا حتى الآن لم يتم قص هذه الجملة من الفيلم لأنها تدعى كذبًا على الله؟، لقد ظهر عام 2002 فيلم مسخرة اسمه "اللمبى" وشدا فيه بطل الفيلم أغنية أم كلثوم (حب إيه إللى إنت جاى تقول عليه) بلحن مختلف، أى أنه غير فقط لحن الأغنية، فقامت الدنيا ساعتها، أما الذى يحرف القرآن لا يجد من يتصدى له، فعن أى "فن" يتحدث هؤلاء ونحن نرى مشاهد مضاجعة شبه كاملة تدخل بيوتنا وتلوث منازلنا؟. [email protected]