شكا مواطنون من حذف أسمائهم من معاش «تكافل وكرامة»، على الرغم من ظروفهم المعيشية الصعبة، ما يجعلهم عاجزين عن الإيفاء بمتطلبات الحياة الأساسية، وسط تساؤلات حول أسباب ومبررات ذلك الوقف المفاجئ. وقال محمد مصطفى، مزارع يبلغ من العمر 48 عامًا، إنه فوجئ بوقف «الفيزا» الخاصة به، على الرغم من أنها كانت تعمل منذ نحو ثلاثة أشهر، مشيرًا إلى أنه يستحق الدعم فعلًا؛ لأنه مريض وليس له دخل آخر. وأضاف ل«المصريون»: «لا أمتلك أية مصادر دخل أخرى وليس لدي عقار ملك، لكنني أسكن بالإيجار، ويمكن لأي شخص أن يأتي ليري حالتي ويحكم بنفسه، وما إذا كمن أستحق الدعم ومعاش تكافل وكرامة من عدمه». وتقدمت آمال رزق الله، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى رئيس الوزراء ووزيرة التضامن، بشأن توقف فيزا معاش تكافل وكرامة مما تسبب في عدم تمكن مستحقي هذا المعاش من الصرف. وقالت النائبة في بيان لها، إن «هناك شكاوى عديدة من المواطنين، من توقف فيزا معاش تكافل وكرامة منذ نحو 4 أشهر، الأمر الذي لم يمكن مستحقي هذا المعاش من صرف مستحقاتهم». وأكدت أن «هذا الأمر ترتب عليه وجود أسر كاملة لا تحصل على معاش أو دعم نقدي لفترات طويلة، حيث إن عددًا كبيرًا من الأسر فوجئوا بوقف صرف الفيزا للمرتب الشهري الذي يمثل لهم الحياة وبدون أي مقدمات ولا إنذارات». وتابعت: «معاش التكافل والكرامة قصد به الرئيس عبدالفتاح السيسي، الحفاظ على كرامة بسطاء المصريين وما يحدث حاليًا من وقف الفيزا دون أسباب معلنة أو توضيح للمواطن آلية تشغيلها مرة أخرى خلق حالة من الخوف لدى هذه الأسر وأصبحوا غير آمنين على رزقهم ودخلهم الشهري». وتساءلت: «كيف ستتمكن هذه الأسر من تدبير أحوالها المعيشية خلال هذه الفترة؟، ولماذا لم تعلن الوزارة عن عزمها لاتخاذ هذا القرار قبل إصداره بفترة كي لا يسبب أضرارا مادية ومعنوية لأصحابه من مستحقي المعاش؟». وطالبت «رزق الله»، وزارة التضامن بالتأكد من عدم صلاحية المواطن للحصول على المعاش بإجراءات دقيقة قبل الوقف وإخطاره بذلك. وقالت ثريا الشيخ، عضو مجلس النواب، إن «هناك عدة أسر اشتكت من توقف المعاش الخاص بها دون أن يطلعهم أحد على الأسباب، على الرغم من الكثير منهم يعتمد على هذا المعاش في مواجهة أعباء الحياة اليومية». وأضافت الشيخ ل«المصريون»: «الجهات المسؤولة عليها توضيح الأمر، وإطلاع الأسر التي تم إيقاف الفيزا الخاصة بها على أسباب ذلك»، متابعة: «لابد من توضيح أسباب التوقف حتى لا يحدث جدل وبلبلة، خاصة أن كثيرًا منهم يستحقون الدعم فعلًا». عضو مجلس النواب شددت على أن «من يستحق الدعم لابد من إعادته للمنظومة على الفور، ولا يوجد مانع من المطالبة بتقديم المستندات اللازمة التي تثبت أنهم من المستحقين». من جانبها، طالبت الدكتورة شيرين القشاش، عضو مجلس النواب، الدكتورة غادة والى، في طلب إحاطة بعودة معاش تكافل وكرامة للأسر التي تم وقف الصرف لها، مشيرة إلى أنه تم وقف صرف هذا المعاش للعديد من الأسر. وأكدت القشاش، أن توقف صرف المعاش تسبب في أزمة حقيقية لهذه الشريحة من المجتمع المصري التي أصبحت تعتمد اعتمادًا أساسيًا على هذا المعاش، مشيرة إلى أن عددًا كبيرًا من الأسر فوجئوا بوقف صرف الفيزا للمرتب الشهري الذي يمثل لهم الحياة وبدون أى مقدمات ولا إنذارات. عضو مجلس النواب، اعتبرت أن هذا الوقف هو بمثابة «موت مفاجئ للأسرة البسيطة»، مستطردة: «على الرغم من التواصل المستمر مع مكتب الوزيرة التي لا ينكر أحد جهودها وما حققته من نجاحات في هذا الصدد، في إطار توجيهات القيادة السياسية وترجمتها على أرض الواقع، يستمر وقف بعض الفيزا لمدة ستة أشهر وما يفوق هذه المدة مما يعني استمرار معاناة هذه الأسر».