معالجة المياه بالكلور لا تمنع الأمراض.. «التينيا والربو والسرطان» أخطرها إجراءات وقائية للحماية من الأمراض المعدية.. وزحام شديد داخل الأندية وحمامات المناطق الشعبية "العيشة نار والجو نار".. هكذا يشكو الغالبية العظمى للمصريين حالهم مع اشتداد حرارة الصيف، حيث بات الذهاب إلى المصيف حلمًا بعيد المنال، ما يجعل البعض يعوض ذلك بالذهاب إلى حمامات السباحة التي أصبحت منتشرة على نطاق واسع في مراكز الشباب وفي المناطق الشعبية والريفية، لقضاء بضع ساعات، هروبًا من الحر، خاصة أن ما يدفعه يتراوح ما بين 20 جنيهًا إلى 50 جنيهًا. إلا أن تلك الحمامات التي يقصدها أعداد كبيرة، قد تكون مصدرًا للإصابة بالأمراض، لأن البعض من مرتاديه قد يكونون مصابين بأمراض جلدية، قد تكون معدية، وقد يؤدي ذلك إلى الإصابة بمرض جلدي أو صدري، وربما يصل الأمر في بعض الأحيان إلى الإصابة بمرض خطير لا شفاء منه. معالجة المياه يقول "أحمد"، فنى السباحة، بأحد نوادي القاهرة ل"المصريون": "تتم معالجة حمام السباحة بالعديد من الخطوات التي تضمن في النهاية أن يكون حمام سباحة مثاليًا خاليًا من الأمراض". وأشار إلى أنه "تتم معالجة حمام السباحة بعدة طرق، تبدأ بترشيح مياه الحمامات عن طريق مصافٍ كبيرة، فتنظف هذه المصافي المياه من الطحالب والأجسام الصلبة والقاذورات، ثم استخدام المعقمات من خلال مادتي البروم والكلور لتعقيم المياه، وهي من أشهر المواد الكيميائية المستخدمة لهذا، ثم يتم عمل توازن حمضية المياه أولًا بقياس مستوى ال(pH )، وهو مستوى القاعدية والحمضية للمياه، الذي يجب أن يتراوح ما بين 7.2 و7.8، ثم تتم معالجة عسر المياه الذي يتكون بسبب الكالسيوم، لذلك إذا كانت نسبة الكالسيوم عالية يجب استبدال المياه القديمة بأخرى جديدة للمحافظة على صفاء المياه، المعالجة الكيميائية تتم فيها معالجة المياه والقضاء على الروائح الكريهة، إضافةً إلى القضاء على العضويات الدقيقة. حماية ونظافة يؤكد الدكتور أحمد الخطيب، مدرب السباحة في كلية التربية الرياضية، أن "حمام الكلية تُستخدم فيه أقصى درجات الحماية والنظافة خاصة أنه حمام تعليمي، ويتم التعامل معه بكل طرق التطهير الحديثة". وأضاف: "على الرغم من أن معظم الفئات من بنات وأولاد يكونون معًا في مواعيد مشتركة إلا أنه يطبق أحدث طرق النظافة". وأضاف ل"المصريون"، أنه يقوم بالتنبيه على المشاركين للمحافظة على سلامتهم الصحية، من خلال عدم استخدام أدوات الغير، وأن يقوم كل مشترك بإحضار "الباشكير" الخاص به، و"بونيه" للفتيات، وأطلب منهم أخذ "شاور" قبل النزول إلى الحمام، ثم أخذ "شاور" آخر بمجرد الانتهاء من التدريب، كما أطالبهم بإحضار "كروس" حتى لا يسيروا على أرض الحمام دون حذاء، إلى جانب أنه يتم تنظيف الحمام باستمرار ووضع المطهرات الخاصة به للمحافظة على نظافته وتعقيمه. تكدس شديد "الميه بتتغير وتقلب أخضر، من كتر الأطفال، ومش نافع فيها نضافة".. كلمات قالتها صفية محمد، العضو بنادي الترسانة الرياضي، قائلة إنها اشتركت لنجلها الصغير في تدريب لتعلم أصول السباحة، والتدريب يوم الجمعة فقط مساءً، لكن التكدس الشديد في النادي هو أكبر مشكلة تعاني منها؛ لما يخلفه ذلك من أضرار على نجلها. وأضافت ل"المصريون"، "للأسف الشديد على الرغم من أن مياه حمام السباحة يتم تطهيرها بالكلور صباحًا، إلا أنه نتيجة الازدحام الشديد من قبل رواد النادي يعجز العمال عن تطهير المياه أكثر من مرة، ويكتفون بتطهيرها مرة واحدة، فيتحول لون المياه الشفاف إلى اللون الأخضر الغامق ثم يصاحب ذلك تغيير في رائحة المياه غير مستحب، وبالرغم من اشتراك نجلي في الفترة المسائية إلا أنني سأسارع بتبديله إلى الفترة الصباحية؛ لأنها الأفضل والأكثر نظافة"، مؤكدة أنها أصبحت تقلق على صحة ابنها خاصة أنه أصيب بالتهابات وحرقان في عينيه خلال الفترة الأخيرة. حمامات المناطق الشعبية في "صفط اللبن" وتحديدًا بجوار سنترال صفط توجد منطقة "البدرشين"، وعلى الرغم من أنها منطقة ريفية إلا أن شبابًا من المنطقة لجأوا لحل للهرب من حر الصيف، بتصميم حمام سباحة شعبي يلجأ له شباب المنطقة بأعمارهم المختلفة، خاصة أن أسعاره بسيطة فهي للصغار بمبلغ 10 جنيهات، وللشباب بمبلغ 15 جنيهًا، ومن الممكن أن تستعمل حمام السباحة لمدة نصف ساعة فقط بمبلغ 5 جنيهات للطفل، و7 ونصف للشاب. والحمام تم تدريجه ل3 أجزاء حسب الأطوال لمنع أي حوادث غرق، ويتم تغيير مياهه يوميًا، كما يتم تطهيره في الصباح بالكلور، مع وجود المسئولين عنه باستمرار على جوانب الحمام. ويسمح للفتيات بنزول الحمام، وإذا وصل عدد الفتيات لعدد معين يتم غلق الحمام للفتيات فقط ويمنع دخول الشباب، أما إذا كان العدد بسيطًا فيتم تخصيص جزء من الحمام للفتيات، ويفصل بين الشباب وبينهن القائمون على الحمام. يقول "عبده"، طالب بالصف الثاني الثانوي، إنه يتردد على الحمام بصفة مستمرة هو وأصدقاؤه، خاصة أنهم يعملون في الإجازة الصيفية، فبعد الانتهاء من عملهم يتوجهون إلى حمام السباحة، القريب من مسكنهم. وأضاف ل"المصريون"، "سعر الدخول مناسب لينا يعني 15 جنيه في الساعة وساعات ممكن نيجي نص ساعة بس وندفع 7 ونص، يعني ممكن أكتر من مرتين في الأسبوع". وعن الإصابة بالأمراض من الحمام، قال: "أنا مش خايف، لأن الحمام نظيف وهما بيغيروا الميه بتاعته، وعمري ما لقيت فيه حاجة مش نضيفة، والحمد لله مفيش حاجة وحشة حصلت لي منه". قائمة الأمراض وتقول الدكتورة ألطاف محمد، أخصائية الجلدية والتجميل ل"المصريون"، إن "حمامات السباحة تحمل العديد من الأمراض، ومنها الربو، بعدما أثبتت الأبحاث الطبية أن الكلور المستخدم فيها يزيد من خطر الإصابة به، ورائحة الكلور تؤدي إلى تهييج الرئة، كما أن هذا المركب ينتج ثلاثي كلوريد النيتروجين الذي ينجم عن استنشاقه الإصابة بالربو". وأضافت: "هناك أيضًا داء "الفيالقة"، وهو مرض تنفسي خطير، شبيه بالالتهاب الرئوي الحاد، ينتقل بسهولة من خلال الماء والبخار في حمامات السباحة المغلقة؛ بسبب استنشاق البكتيريا في بخار الماء". وحذرت كذلك من أنه "يزيد تلامس القدم لمرفقات المسابح، فرص الإصابة بمرض "قدم الرياضي" الفطري الذي يصيب الجلد، وهو يسبب شعورًا بالألم والحكة الشديدة والإحساس بالحرقة، ومن الممكن أن يتعرض الجلد في المنطقة المصابة للنزيف، وللوقاية منه يفضل ارتداء أحذية عند زيارة حمامات السباحة وتجنب ارتداء أحذية الغير". أشارت أيضًا إلى أن من بين الأمراض المعدية "عدوى "أذن السباح" البكتيرية التي تظهر في قناة الأذن الخارجية، بعد عدة أيام من التعرض للإصابة في حمام سباحة، عندما يظل الماء في قناة الأذن لفترة طويلة من الزمن، تخلق البيئة الرطبة التي تساعد في نمو البكتيريا". إضافة إلى ذلك، قالت إن "من الأمراض الجلدية التي تنتشر في حمامات السباحة "التينيا"، وهو مرض يستوطن داخل الجسم, وقد يظهر أنه تم علاجه على الرغم من بقائه داخل الجسم, يختفي لفترة ثم يظهر مرة أخرى"، معتبرة أن "الحل الأمثل لعلاجه هو بعض الكريمات المضادة للفطريات وبعض الأدوية والحبوب". وأشارت إلى أن "الكلور في حمام السباحة قد يسبب ظهور بقع فاتحة على الجسم", لافتة إلى أنه "من الأفضل نزول مياه البحر بدلًا من مياه حمامات السباحة, لأن الملح المتواجد بمياه البحر يساعد في قتل الميكروبات يقي من انتقال العدوى". وحذرت من أن "أخطر الأمراض التي من الممكن أن يسببها الكلور هو سرطان الجلد الذي تتزايد نسبة الإصابة به كل عام، خاصة مع التعرض المستمر لمدة طويلة للكلور الموجود في المياه، والذي من الممكن أن يسبب إنتاج مادة سامة، التي يمكن أن تسبب الطفح أو إصابة الجسم بأي عدوى أخرى". واعتبرت أن "الكلور هو المسئول الحقيقي عن تلك الأمراض التي يمكن أن يكون السرطان القولوني أحدها أيضًا عند التعرض لفترة طويلة للمياه المعالجة بالكلور؛ بسبب مادة "التريهالو ميثان" الثانوية المسئولة عن نمو الخلايا السرطانية في القولون". إجراءات وقائية وتقول الدكتورة حنان الكحكي، أستاذة أمراض الجلدية والتجميل بجامعة عين شمس، إن "هناك بعض الاحتياطات الضرورية التي من الواجب اتباعها لتفادي الإصابة بالأمراض في حمامات السباحة". وأضافت ل"المصريون": "أهم الاحتياطات التي يجب اتباعها هو عدم السير حافيًا إطلاقًا حول حمام السباحة؛ لأنه مكان ملائم لنشر الفيروسات، ويجب أيضًا أن يتم أخذ "دش" قبل النزول إلى حمام السباحة وبعد الخروج، ولابد من التنشيف جيدًا حتى لا تتم الإصابة بالتينيا، على أن يستعمل كل شخص الفوطة الخاصة بها، وممنوع منعًا باتًا استعمال الفوطة لأكثر من شخصين، على أن يتم استعمال كريمات مرطبة". وأشارت إلى أنه "يصعب أحيانًا الحكم على جودة الحمام، حتى وإن كان حمامًا بنادٍ كبير، لأن أحيانًا ما تكون الحمامات غير نظيفة في النوادي الكبيرة، لذا يجب التأكد من مديري الحمام أنه معقم، وأن درجة الp h به دقيقة". وأضافت: "يجب عدم جلوس الطفل وقتًا طويلًا في حمام السباحة، كما يجب أن يتعلم الطفل الخروج من حمام السباحة في حال الرغبة في قضاء حاجته، ويجب ارتداء نظارة الماء لضمان عدم دخول الميكروبات للعين، وكذلك ارتداء "بونيه" للشعر لحمايته من أضرار الكلور والمواد الكيميائية له، كما يفضل "بل الشعر" قبل نزول الحمام، ووضع فازلين أو زيت زيتون أو زيت لوز حلو عليه؛ لضمان تكوين طبقة عازلة ضد الماء".