بحالة من الغضب رد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أمس على تصريحات "جيروم باول" رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) عن الحرب التجارية مع الصين والمخاطر الاقتصادية. وتساءل ترامب عما إذا كان الشخص الذي عينه لرئاسة البنك المركزي هو "عدو" أكبر من الرئيس الصيني شي جين بينج، بحسب ما نقلته الفرنسية. وكان ترمب قد غرد على تويتر: "كالمعتاد، مجلس الاحتياطي الاتحادي لم يفعل شيئًا.. سؤالي هو، من هو عدونا الأكبر، جاي باول أم الرئيس شي؟". كما أمر ترامب الشركات الأمريكية بأن تبدأ على الفور البحث عن بديل للصين، ودراسة إغلاق عملياتها في بكين، وأن تصنع بدلا من ذلك مزيدا من منتجاتها في أمريكا. يأتي هذا في الوقت الذي لا يمكن لترمب أن يجبر الشركات الأمريكية على أن تتخلى عن الصين ولم يقدم أي تفاصيل بشأن كيف سيمضي قدما في تنفيذ مثل هذا الأمر، رغم أنه قال إنه سيرد في وقت لاحق على رسوم جمركية على منتجات أمريكية أعلنتها الصين. وفي تغريدة له على تويتر قال ترامب: "بموجب هذا فإن شركاتنا الأمريكية العظيمة مأمورة بأن تبدأ على الفور البحث عن بديل للصين بما في ذلك أن تجلبوا شركاتكم إلى الوطن وأن تصنعوا منتجاتكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية. نحن لا نحتاج الصين، وبصراحة فإننا دونهم سنكون أفضل حالا بكثير". يذكر أن جيروم باول رئيس الاحتياطي الفيدرالي كان قد أكد أمس أن البنك سيتخذ الخطوات الملائمة لضمان استمرار توسع الاقتصاد الأمريكي رغم المخاطر الكبيرة التي يمثلها تباطؤ النمو العالمي. وأضاف باول أن الاقتصاد الأمريكي في "موضع موات" وإن البنك المركزي سيتصرف بالطريقة المناسبة" للحفاظ على النمو الاقتصادي الحالي، وهي تعليقات قدمت قرائن قليلة بشأن ما إذا كان البنك المركزي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل أم لا. وعدد باول، الذي يتعرض لضغوط من الرئيس ترمب لإجراء خفض كبير وسريع في أسعار الفائدة، سلسلة من المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية التي يراقبها مجلس الاحتياطي، مشيرا إلى أن كثيرا منها مرتبط بالحروب التجارية لإدارة ترامب مع الصين ودول أخرى. وأوضح أن الاقتصاد الأمريكي يواصل أداء جيدا بشكل عام.. استثمار الشركات وقطاع التصنيع تراجعا لكن نموا قويا للوظائف وزيادات في الأجور يقودان استهلاكا قويا ويدعمان نموا معتدلا بشكل عام. و في كلمة ألقاها في منتدى اقتصادي سنوي لمجلس الاحتياطي في منتجع جاكسون هول الجبلي في ولاية وايومنج، قال : " إنه إذا عطلت الحروب التجارية استثمار الشركات والثقة وأسهمت في "تدهور" النمو العالمي فإن المركزي الأمريكي قد لا يتمكن من إصلاح كل ذلك من خلال السياسة النقدية". كما حذر من أنه لا توجد إجراءات محددة ثابتة للتجارة.. ولا توجد سابقات ترشدنا إلى الاستجابة الصحيحة للوضع الراهن.