ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية نقلاً عن مسئولين أمريكيين أن الاحتجاجات المناهضة للولايات المتحدة التى بدأت فى القاهرة وانتشرت إلى جميع أنحاء العالم الإسلامى أوقفت مفاوضات تزويد مصر بمساعدات اقتصادية أمريكية هامة. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أمريكيين قولهم: "أوقفت المظاهرات العنيفة التى تسبب فى إشعالها الفيديو المناهض للإسلام والرد المصرى المبدئى المضطرب، بشكل مؤقت، المحادثات بشأن تخفيف مقترح للديون تبلغ قيمته مليار دولار وكيفية تسريع مساعدات أخرى بالملايين لمصر". وبحسب المسئولين، فإنه على الأرجح لن تتم الموافقة على مساعدات جديدة لمصر إلى أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأمريكية، بالإضافة إلى تعليق المحادثات التى تهدف إلى كسر الجمود بشأن إنفاق الأموال التى تمت الموافقة عليها بالفعل. وأضافت الصحيفة، أنه وفقا لأحد المساعدين المرتبطين بالكونجرس فإن المسئولين سينتظرون ليروا كيفية تبلور الأمور فيما يخص الاحتجاجات وسير الأمور داخل الكونجرس. وقال ستيف ساتون المتحدث باسم لجنة الشئون الخارجية بمجلس النواب "دعت اللجنة لجلسة استماع هذا الأسبوع لفحص العلاقات الأمريكية مع مصر، لكن تم إلغاؤها أمس الأول الاثنين بعد رفض الخارجية الأمريكية تقديم شهود". ولفتت الصحيفة إلى أن مسئولاً رفيع المستوى له علاقة بالكونجرس، أشار إلى أن مسار الأحداث فى الأسبوعين المقبلين سيحدد مصير المساعدات الأمريكية لمصر على المدى البعيد، لافتة إلى أن مسئولين أمريكيين آخرين ينظرون إلى التأجيل على أنه رد فعل طبيعى للعنف واختبار لعزم الرئيس محمد مرسى، لكنهم أكدوا أن الولاياتالمتحدة لن تضع على الأرجح شروطا صارمة على المساعدات وتخفيف الديون. وأوضحت أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون ستتحدث إلى الكونجرس قريبا بشأن المساعدات الأمريكية وغيرها من القضايا التى تأثرت بفعل الاحتجاجات. فى سياق متصل، قالت مصادر حكومة أمريكية: "إن برقية استخبارات أمريكية حذرت السفارة الأمريكيةبالقاهرة من احتمال وقوع عنف ردًا على بث باللغة العربية لمقتطفات من فيلم مسيء للنبي صلى الله عليه وسلم". ونقلت وكالة "رويترز" عن المصادر التي قالت إنها طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن البرقية التي أرسلت من واشنطن في العاشر من سبتمبر أي اليوم السابق على تفجر الاحتجاجات حذرت السفارة من أن بث الفيلم قد يفجر حوادث عنف. ولم تحدد البرقية إجراءات معينة لتعزيز تدابير الأمن. وقالت المصادر انه عملا بالإجراءات الدبلوماسية المعتادة تم إخطار المسئولين الحكوميين وأجهزة الأمن في مصر بمخاوف الولاياتالمتحدة حيث إن الحكومات المضيفة مسئولة عن ضمان أمن البعثات الدبلوماسية الأجنبية على أراضيها. ولم يتم إرسال نسخ من البرقية إلى بعثات أمريكية أخرى في المنطقة بما في ذلك القنصلية الأمريكية في بنغازي بليبيا التي وقعت فيها حوادث عنف قتل فيها السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنز وثلاثة أمريكيين آخرين. وقالت المصادر: "إن البرقية التي لا تزال مصنفة في فئة الوثائق السرية دفع إليها بث قناة "الناس" الفضائية المصرية يوم السبت الثامن من سبتمبر لمقاطع من الفيلم المسئ للنبي". وقالت فيكتوريا نولاند المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن موظفي السفارة "كانوا يدركون" ان لقطات الفيلم يجري استخدامها لإثارة مشاعر قوية وقد تؤدي إلى وقوع مظاهرات وان معظم موظفي سفارة القاهرة صدرت إليهم أوامر أن يبقوا في منازلهم في ذلك اليوم حتى قبل بدء الاحتجاجات. وأضافت قولها: "إنه لذلك حينما بدأت المتاعب لم يكن هناك إلا عدد ضئيل من الموظفين في المبنى لأننا كنا قد تلقينا بالفعل تحذيرات وأخطرنا المصريين بالمثل".