"الإعلام فى مصر لم يصبه التطوير.. وأداؤه لا يرضى الكثيرين".. هكذا تطرق الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى الحديث عن دور الإعلام، خلال حضوره فعاليات مؤتمر الشباب السابع الذى انعقد الأسبوع الماضى بالعاصمة الإدارية الجديدة. وقال "السيسى"، إن قطاع الإعلام لم يصبه التطوير منذ فترة طويلة، ولم يعد يحقق الأهداف المرجوة منه مثله مثل باقى قطاعات الدولة التى لم تشهد أى تطوير، وهذا يُسبب مشكلة كبيرة للغاية سواء فى قطاع التعليم أو الصحة أو الثقافة أو الاقتصاد. وتابع السيسي خلال جلسه "اسأل الرئيس" قائلاً: "نحن لا نسئ لأحد لكننا ندعم الإعلام ب6 مليارات جنيه والعوائد من أنشطته على الدولة 2.3 مليار جنيه فقط، رغم أننا نقدم وجوهًا إعلامية شابة". وعاتب السيسى، القائمين على الإعلام قائلاً: "يا ترى هو ده اللى إحنا بنتمنى نقدمه.. لا طبعًا، كان الإعلام فى الستينيات له تأثير كبير جدًا وكان ليه عوايده، حصل تطور فى الدول العربية، بس إحنا فى نفس الوقت فضلنا زى ما إحنا، بس لا يرضى الكثيرون من الناس عن أداء الإعلام فى الوقت الحالة". وأشار إلى أن "الإعلام لا يقتصر على كونه تليفزيون وراديو فقط، حيث إن هذه الوسائل ليست المعنية فقط بتوصل المعلومات للمواطنين، "إحنا مهتمين إننا نتحرك بيها عشان نواكب العصر اللى إحنا عايشين فيه، هنكون فى مكان أفضل بكتير من المكان، بشكل آخر". وتابع "السيسي" مخاطبًا الحضور: "مش هوعدكم بحاجة دلوقتى، بس إحنا بدأنا فى تطوير المحتوى وخلال سنتين أو ثلاث هيبقى المحتوى أفضل كتير من الواقع ده". وطرحت "المصريون" تصورات السيسى بشأن تطوير المحتوى الإعلامى على خبراء إعلاميين، اتفقوا معه في الرأي حول حاجة الإعلام المصري إلى عملية تطوير عاجلة، للنهوض به واستعادة ريادته. وأكد الدكتور محمد المرسى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن "المحتوى الإعلامى المقدم لا يرضى الرئيس فقط، بل لا يرضى الجمهور أيضًا". وأضاف ل"المصريون": "حديث الرئيس عن دور الإعلام يكشف أهميته لدى الدولة، فعلى الرغم من كونها تدعمه، وإن لم يكن دعمًا كاملاً، إلا أن المحتوى المقدم لا يرضى أحدًا". وحول رؤيته لتطوير الإعلام خلال الفترة القادمة، أوضح "المرسى"، أن التطوير يتطلب حسن اختيار قيادات الهيئات الإعلامية للعمل على إعادة ترتيب الأوضاع، وحسن التنظيم، واتخاذ القرار، وهذه العملية هي الفيصل فى تنظيم الهيئات الإعلامية". وطالب أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، بسرعة الانتهاء من تأسيس نقابة الإعلاميين، وإصدار قانون لحرية تداول المعلومات. فى السياق، اقترح الدكتور على المنسى، أستاذ الإعلام بجامعة المنوفية، آليات لتطوير الإعلام قائلاً: "تطوير المنظومة الإعلامية يتطلب آليات تعمل بشكل فعال نحو تحريك فكر الجمهور المخاطب". وطالب بضرورة تحديد الرسائل الإعلامية الموجهة للجمهور، وتوجيه الرسائل من خلال الإعلام التنموى. وتابع: "رغم أن الإعلام المصرى يعيش أسوأ حالاته ويعانى من تدهور فى مستوى الأداء وهذا التدهور عرض الاعتبار الإعلامى للتراجع والخلل فى الإعلام، لكن التطوير متاح خاصة أن الرئيس السيسى يعطى اهتماما كبيرًا بالمجال الإعلامى. وأشار، إلى أنه "بوسع الدولة أن تنشئ نقابة للإعلاميين عن طريق إقرار البرلمان لمشروع القانون المقدم، وإصدار قانون تداول المعلومات، لأن جزءًا كبيرًا من الانفلات الإعلامى يرجع إلى غياب المعلومات". وقالت الدكتورة ليلى عبد المجيد، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن "تكنولوجيا الاتصال تفرض وجودها بشكل كبير جدًا، وأدت للتغيير فى شكل ومحتوى الإعلام التقليدى". وأضافت ل"المصريون"، أن "ما يقصده الرئيس من التطوير، هو التحول إلى الإعلام التكنولوجى المتطور، لأنه قادر على جذب جمهور كبير من المترددين على موقع التواصل الاجتماعى، وهو يمثل شريحة كبيرة جدًا فى مصر، ما دفع الإعلام التقليدى للاتجاه للمنصات الرقمية". وأشارت، إلى أن "الإعلام الرقمى به بعض المميزات التى لا توجد فى الإعلام التقليدى، مثل حرية الاختيار وتحقيق الرغبات فى المشاهدة المباشرة بدون فواصل إعلانية، مع اختيار الوقت المناسب للمشاهدة واستعادة الحلقات وقت ما يشاء". بدوره، قال الدكتور سامى الشريف أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، إن "تطوير الإعلام يعنى مراجعة شاملة لإمكانات وطاقات القنوات فى القطاع الإعلامي، وتطويرها وتأهيلها بما يتوافق مع أهدافها، وتوزيع المهام على العاملين بها بما يتوافق مع إمكاناتهم وإبداعهم، مع تطويرها من الناحية التكنولوجية والفنية لتحقيق أهدافها". وأضاف ل "المصريون"، أنه "لابد من وضع خريطة برامجية بأفكار متميزة شكلًا ومضمونًا، لتطوير القنوات والصحف بكل إشكالها وأنواعها، ليجد المجتمع فيها ما يعبر عن واقعه وأهدافه". وشدد على أنه "من الضرورى وجود رؤية شاملة واضحة المعالم من القيادات والخبراء، يشترك فى وضعها وتنفيذها العاملون في الإعلام والصحافة، وليست رؤية محدودة ببرنامج معين".