ولكي يكتمل العنوان نضع في بدايته السؤال المحير ((من يحكم؟))، ولتوضيح المشكلة المؤسفة نطرح إجابة اجتهادية - وللقارئ العزيز مشاركتنا في الترشيحات - هل يمكن أن تفصل الدولة ما بين الكنيسة والأقباط بتشكيل لجنة محايدة من وزراء سابقين ومفكرين؟؟؟؟ ولقد حدث التدخل من الدولة بالفعل بعد وقوع كارثة في عهد بابا الكنيسة الأسبق الذي تجاوز حدود القوانين الكنسية وتجبر؛ مما أوصل معارضيه خاصة من شباب الكنيسة ومفكريها إلى اتخاذ خطوة لم يسبق لها مثيل، حيث قاموا باختطاف البابا عنوة وأجبروه على توقيع وثيقة التنازل عن كرسي الباباوية، وتفاقمت المشكلة حتى اضطرت الدولة إلى التدخل بالقوة الجبرية؛ تنفيذًا لأوامر الرئيس جمال عبد الناصر. نسرد هذه الحادثة المشينة للتذكرة والتنبيه؛ لوجود فجوة عميقة ما بين بعض الأقباط والكنيسة، وذلك بالكثير من الإيبارشيات داخل وخارج مصر، حيث تتزايد نغمة المعارضة لسلوكيات بعض قيادات الكنيسة، والمساس بثوابت العقيدة والتقليد الكنسي والطقوس التي لها قوة قوانين الكنيسة، والأخطر من هذا أن المعارضة تشمل بعض الرتب الكنسية (كهنة.. رهبان.. أساقفة.. إلخ))، والبيانات الصادرة علنًا منهم تشهد بهذا، كما أن نظرة فاحصة (أو حتى نصف فاحصة) لمواقع التواصل الاجتماعي يمكن بسهولة معرفة ليس مئات بل ربوات ربوات من أصوات المعارضين والمنتقدين، ومنهم أصحاب الفكر والرأي والمناصب - مع استبعاد قلة - من الحاقدين المندسين والشتامين هواة اللهث وراء الماء العكر لممارسة حرفية الاصطياد، ولكن نظرتنا لكم العكارة الموجود بالماء الذي كان نقيًا توضح لنا حقيقة الأمور. وللأسف الشديد فقد نبهنا قيادات كنيستنا العريقة لهذا المد الساقط المتزايد ولكن.. سياسة (خليهم يتسلوا) هي الغالبة عليهم والتجاهل التام الذي أسقط الملوك والرؤساء يتفشى بين قيادات الكنيسة؛ مما يدفع الكثير من شبابنا للتفاعل مع الأصوات المعارضة خاصة بعد تطور وسائل الاتصال، وأصبحت مصداقية الأخبار موثقة بالفيديوهات والتصريحات بالصوت والصورة الصادرة من قيادات الكنيسة دون تدقيق أو مراجعة؛ مما أسقطهم في هوة الأخطاء العقيدية والكنسية، وما زاد الطين بلة وبلبولة وبلالأ، أسلوب (الطناش)، و(كبر مخك)، ثم (إنهم يقولون ماذا يقولون دعهم يقولون) الذي تتبعه الكنيسة والمتحدث الرسمي الصامت ولجنة الإعلام والعلاقات العامة.. وغيرها. والكل لا يجرؤ حتى مناقشة الآراء المعارضة أو محاورتهم، وحتى صحفنا الأرثوذكسية (الكرازة ووطني) تضامنت مع قنواتنا الدينية، وخرج علينا سكرتير المجمع المقدس بحوارات منفردة - من طرف واحد - يهاجم المعارضة متهمًا إياهم (بالمرضى النفسيين) والمأجورين، والنتيجة كانت لصالح المرضى 1/صفر، ثم3 /صفر.. ثم 200/صفر.. وهكذا.. ونحن نطرح المشكلة بأمانة شديدة لندق جرس الإنذار للتنبيه، ومطالبة وجوب التدخل لطرف ثالث ليحكم بهدوء ما بين الكنيسة وشعبها قبل حدوث الكارثة - بل الكوارث الكنسية - وما حدث من جرائم دموية بها من قتل أساقفة ورهبان وكهنة داخل الكنيسة والدير؛ ما هو إلا نتاج لكبت وضغوط نفسية لعدم وجود جسور التحاور والتفاهم و.. و.. و.. لقد نبهت البابا والأساقفة المعتبرين أعمدة!! برسائل خاصة قبل وأثناء وبعد حدوث هذه الجرائم، وكنت أنهي رسائلي كل مرة، والآن أيضًا مذكرًا بآية مخيفة وردت بالكتاب المقدس عن غضب الرب (لم تزل يده ممدودة بعد........).