يتعرض الكثير من الأشخاص لصدمة، وذلك عندما يسمون بأسماء على غير العادة، ما يسبب لهم شيئا غير محبذ في المستقبل. قد يعيش المولود حتى يكبر ويشتد عضده فى مأساة من كنيته أو اسمه الذي أطلقه الآباء عليه بعد إنجابه، لذلك يحتاج الأمر إلى برهة زمنية للوالدين للتفكير قبل اختيار التسمية. وفى كل بلاد العالم تسمية الأبناء بأسماء غريبة أو نادرة، أو ذات معانٍ غامضة، أو تيمنا وتفاؤلا بشيء ما، يجعل الطفل يبدأ حياته محاطاً بالأعين الساخرة من حوله. وفى إندونيسيا مؤخرا قام أبوان بتسمية طفلهما باسم أكثر متصفح إلكتروني يتم استخدامه في العالم حيث أطلقا عليه جوجل، كما قاموا بتسجيله لدى السلطات المعنية بهذا الاسم. وقال والد الطفل إنه عندما كانت زوجته حاملًا في الشهر السابع، كان يفكر في أسماء شائعة في بلاده، لكنه في الأخير قرر إعطاء طفله اسمًا متعلقًا بالتكنولوجيا واستقر في النهاية على اسم جوجل. وأضاف والد الطفل أيضًا أنه إذا رزق بطفل آخر، فسوف يطلق عليه اسم واتس آب. أما عن والدة الطفل، فكانت تشعر بالحرج ولم تكشف عن اسم طفلها للآخرين في الأشهر الثلاثة الأولى من عمره، لكن ومع مرور الوقت أحبت الاسم وصارت مسرورة به. وفى فلسطين ضمن الأسماء التى يطلقونها على أنفسهم "سقف الحيط وشيبوب وديبة والتى يعتبرونها مؤنث ديب"، ومنذ أشهر قليلة أطلق أحد الآباء هناك على مولوده اسم تركى آل الشيخ، تفاؤلا بشخصية الأمير تركي رئيس هيئة الترفيه بالسعودية. وفى مصر ما أكثر الأسماء العجيبة، فيتداول الكثيرون اسم حيطة، ومنذ ثلاث سنوات قام أحد الآباء بإطلاق اسم بوتين على مولوده تيمنا وشكرا للدور الروسى فى وقوفه بجانب الدولة المصرية، فضلا عن الرجل الذى سمى مولوده "أرطغرل" منذ عامين حبا منه فى المسلسل التركى الشهير المعروف بهذا الاسم. قال الدكتور عبدالله عسكر، أستاذ علم النفس والاجتماع ونائب رئيس جامعة الزقازيق لخدمة المجتمع، إن الناس مفتونة بوسائل التواصل الاجتماعي الحديثة فضلًا عن تغيير اللغة الذى يواكب التاريخ الزمنى للمجتمعات. وأضاف عسكر، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن أسماء الأشخاص تتغير بتغير الأحداث والحقب التاريخية فقرأنا تاريخيا عن أسماء كأحمس ورمسيس وأمنمحوتب وفى الحقبة الرومانية وجدنا القيصر وبطليموس ثم حقبة إسلامية وجدنا فيها محمد وأحمد وحسين فهى قضايا متغيرة تلقائيا وثقافيا من صنع البشر. وتابع خبير علم الاجتماع مرددا: "هذه ظاهرة كونية، الأسماء تتجدد بتغير العصور حتى سنتمكن فى يوم ما من تغيير أسمائنا وفقا ل"الشات" على منصات التواصل الاجتماعى. وأكد أستاذ علم الاجتماع أن هذا الأمر ليس بغريب، فهناك دول كثيرة تبنت أسماء غريبة ونادرة، قائلا: "هى بمثابة عدوى ثقافية، وتغير طبيعي للبشرية". ورأت الدكتورة سوسن فايد، أستاذة علم النفس والاجتماع بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن تسمية الأبناء بأسماء غريبة فيها ظلم لهم ويجعلهم عرضة للسخرية طيلة حياتهم. وأضافت فايد، فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن للابن على والده حقا شرعيا ومجتمعيا وهو تسميته باسم يليق به ولا يقلل من قدره ولا يعرضه للحرج أمام المجتمع، فهناك أحيانا أسماء تحمل معاني سيئة أو أسماء ترمز إلى حيوانات أو أسماء تخالف القيم الإسلامية والأخلاق العامة، وهذا له أثر سلبي كبير على الطفل. وأوضحت أن تسمية الأبناء بأسماء غريبة كجوجل أو حتى ترمز إلى شيء ما، تجعلهم عرضة للسخرية من الآخرين، كما يجعل منهم شخصيات انطوائية ومنعزلة عن المجتمع، مشيرة إلى أن هذا النوع من التسميات يعكس التأثر الثقافي بثقافات الغير. وطالبت الخبيرة الاجتماعية الآباء للبحث عن معاني الأسماء قبل تسميتها ومعرفة أصولها قبل إطلاقها على الأبناء، والتسمية بأسماء محببة وإنسانية وذات معانٍ جميلة.