كشف وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، عن موقف الإمارات من الأزمة الليبية، حيث قال إن "حل الأزمة الحالية في ليبيا يتأتى ب"التخلص الفوري من التصعيد، والعودة إلى العملية التي تقودها الأممالمتحدة". كتب قرقاش في مقالة نشرت بمجلة "لو جورنال دي ديمانش" الفرنسية مشددًا على أن "حل الأزمة الحالية واضح بشكل كبير، ويتضمن التخلص الفوري من التصعيد، والعودة إلى العملية التي تقودها الأممالمتحدة، ما سيقودنا إلى انتخابات سلمية تتمتع بالشفافية". وتابع في هذا الشأن قائلاً: "من يستحق الفوز في هذه الانتخابات يجب أن يكون قادرًا على توحيد البلاد، ومكافحة الجماعات الإرهابية بشكل رادع، وإعادة تنمية الاقتصاد المتداعي". ولفت المسئول الإماراتي الرفيع، إلى أن الشرق الأوسط لا توجد به قرارات سهلة، مشيرًا إلى أنه "غالبًا ما نواجه (الخيار الأقل سوءا) من الخيارات الصعبة، وهي خيارات ليست دائمًا كما يتمناها المعلقون الغربيون". وشدد أيضًا في هذا السياق على أن "لوضع الجديد، هو أن الدول العربية تتحمل مسئولية أكبر للحفاظ على أمنها وأمن المنطقة". ووصف قرقاش ليبيا بأنها "واحدة من أهم أولوياتنا اليوم، حيث لدى أوروبا والإمارات العربية المتحدة ومجموعة دول أخرى مصالح مشتركة هناك، لا أوروبا ولا شمال أفريقيا، ناهيك عن مصر، الدولة العربية الأكثر اكتظاظًا بالسكان، تستطيع تحمل عواقب الفشل". وحذر الوزير الإماراتي من أنه "بسبب الفوضى في ليبيا ظهر تنظيما القاعدة وداعش مرة أخرى في العاصمة طرابلس، وإذا استمر هذا الوضع فقد يصبح معديا، ويتفشى في بقية الدول بشكل يصعب علينا التنبؤ به". وقال قرقاش إن بلاده "من المؤيدين بشدة لنشاط غسان سلامة، مبعوث الأممالمتحدة في ليبيا، للبحث عن حل سياسي لأزمة البلاد الموجودة منذ ثماني سنوات"، مذكرًا في ذات الوقت بالوساطة التي قامت بها في فبراير الماضي واستضافتها "الزعيم السياسي في طرابلس فايز السراج والمشير خليفة حفتر في أبو ظبي". وذكر وزير الدولة للشئون الخارجية الإماراتي كذلك أنه "لسوء الحظ خرجت المليشيات المتطرفة في طرابلس من هذا الاتفاق في وقت لاحق في محاولة منها للسيطرة على مستقبل ليبيا، واتحدت جماعات إسلامية وجهادية لدعم السراج. لقد أثار هذا الشك، بحسب تصريح جان إيف لو دريان (وزير الخارجية الفرنسي) مؤخرًا، عن (الموقف الغامض لدى بعض الجماعات المرتبطة بالإسلام السياسي مع الجهاديين)".