وجدن فى مصر مجالاً للدفاع عن قضيتهن بعد أن جئن إليها هربًا من نظام يقتل ويذبح الآلاف منهم.. إنهن الفنانات والمثقفات اللواتى اللاتى قررن الدخول فى اعتصام مفتوح وإضراب عن الطعام أمام الجامعة العربية اعتراضًا منهم على الصمت العربى والدولى تجاه القضية السورية، واستمرار المجازر التى يرتكبها نظام "الجزار" وجيشه النظامى ضد آلاف الأبرياء من المدنيين الذين نادوا بالحرية والكرامة الإنسانية فكان جزاؤهم القتل والذبح والتنكيل بهم، ليحكوا فيها مأساة الشعب السورى وطلباتهم من الرئيس مرسى وشعبه . لويز عبد الكريم، فنانة سورية، وإحدى المعتصمات أمام الجامعة العربية، قالت إنها تستنكر الصمت العربى والعالمى حول القضية السورية، التى اكتفت الدول العربية وحكومتها بالتنديد والشجب تجاه نظام بشار الأسد، رغم أن ما يمارس ضد الشعب السورى هى مجازر لا تحلها تلك الأساليب الهابطة ولا تقبلها الإنسانية. وتابعت:"قررنا الإضراب بجوار جامعة الدول العربية ليشعر هؤلاء بمدى المعاناة التى يعيشها الشعب السورى"، وأضافت أنه رغم أن الرئيس المصرى الدكتور محمد مرسى كانت كلمته كالسهم الذى جلجل قلوب نظام الأسد ونزلت على شعبنا كالمطر الذى روى الأرض بعد جفاء طويل إلا أن التعجب من الصمت على مرور السفن التى تحمل الأسلحة عبر قناة السويس من مصر وهى نفسها التى يستخدمها الشبيحة فى اغتصاب الأحرار وقتل الكبار والصغار. وأضافت: "إننى ضد القتل أو ارتكاب الجريمة، ولكن بشار الأسد وصل مع شعبه إلى حارة سد"، مطالبة بمحاكمته وكل من اشترك معه فى قتل شعبه وتشريده، وقالت: "جئنا منذ اجتماع وزراء الخارجية العرب كما حملنا لافتات تطالب بغلق قناة السويس وأيضًا تسوية أوضاع السوريين فى الخارج".. وتقدمت بالشكر للرئيس مرسى الذى أصدر قرارًا بمساواة الطلبة السوريين بالمصريين، وقالت هو قرار موفق جدًا، وننتظر من رؤساء الدول العربية الاقتضاء به فى مثل هذه القرارات، مؤكدة استمرار الاعتصام لحين تحرك الدول العربية تحركًا فعليًا لوقف نزيف دم الشعب السورى . بينما تقول رولا الخشى - كاتبة - إن لديها عدة رسائل أولها إلى أمهاتنا فى سوريا: "إننا متضامنات معكم، ومهما طال الليل لابد من طلوع الفجر"، كما نطالب الأمهات التى تصمت تجاه تجنيد أولادهم مع جيش الأسد أن تقف بقوة لمنعهم من ذلك لأنها بذلك ترسلهم إلى الموت لأن بشار يذبح ويقتل دون رحمة أو خوف، مؤكدة أن الثورة فى سوريا ليست طائفية وإنما ثورة شعب يحارب من أجل الحرية واستقرار أوضاعه والارتقاء بوطنه، وأن المعتصمات تختلف طوائفهن ولكن يجمعهن شعب واحد ووطن واحد لابد من الوقوف معه ضد الطاغية. وقالت:"أنا عن نفسى مقيمة فى الإمارات ولكنى أعشق وطنى فهو لكل الطوائف"، منتقدة النظام السورى الذى يقوم بتجنيد الشباب السورى بالإجبار لقتل أبناء وأخوات الوطن، مضيفة أنها لن توجه رسالة إلى حكومات الدول ولكن تنادى الشعوب لأنها الأصل أن تقف مع شعب جريح مكلوم يحارب من أجل أن ينال حريته وكرامته، وسيكون هذا تاريخًا يتشرف به كل سورى شريف وحر . وتمنت لبنى طيبى ألا يزيد وقت الاعتصام "لأن لدينا أسرًا وأطفالاً ولكن مسئولية الوطن أكبر، وهذا ما نمتلكه لنساند شعبنا المظلوم، فنحن نحاول أن نلفت نظر العالم الذى وصفته "بالأعمى" إلى ما يحدث فى سوريا، مشيرة إلى أن الشعب المصرى يشعر بجراحنا ليوقف مرور السفن من قناة السويس لأنها سبب فى موت الشعب السورى، ولا نريد أن تكون قناة السويس شريكًا فى قتل الشعب السورى، مستنكرة دور الجامعة العربية قائلة: إن دورها مخزى تجاه نصرة الشعب السورى، وأرسلت رسالة إليها تقول فيها: "إن هناك شعبًا يقتل (اسمه الشعب السورى) فأين أنتم يا أبناء العروبة؟".