تلتف العائلة المصرية في الشهر المبارك حول الشاشة لمتابعة المسلسلات والبرامج بشقيها الديني والدرامي لتحصيل بعض المعرفة أو حتى للتسلية، ولا وقت متاح للتدقيق والبحث عن الوسائل والأساليب التي تؤثر بالإيجاب والسلب في ثقافة الأمة أو تلك الأشياء التي تسبب خلل استراتيجي في هوية المجتمع أخلاقياته التي يراها الجميع ويعرف تفاصيلها. "منصات الشيطان" كما أسميها أو المسلسلات والبرامج الرمضانية "غير المفيدة" وقد تطورت بيولوجياًلتحمل بين طياتها إيماءات وحركات لفظية مكررة وتوكيدات لعبارات ومواقف ولقطات كفيلة بزيادة معدلات الطلاق بين الأزواج والعقوق بين الأبناء، فضلاً عن أمور تخص عمليات القتل البدني والمعنوي داخل الأسرة الواحدة وبث روح الإنتقام في المجتمع والترويج للثأر بين القبائل، وكل ذلك بهدفالترويج للمسلسل الذي بدأبسيناريو لكاتب يريد أن يحصل على المال عبر الإثارة وبعضهم لا يراعي أخلاقيات المهنة خلال كتابة السيناريو، فيصبح صعوده للقمة غير موفق ولا يلازمه بركة وسكينة. إن أبرز منصات الشر هي "برامج الصراحة والإعترافات" والتي يحصل فيها الضيف على المال في مقابل الإعتراف بعلاقات نسائية قديمة وقصص عشق لزميلته أو تعاطي المخدرات في لحظة ضعفخلال فترة شبابه، أو تنفي راقصة عن نفسها تهمة الفعل الفاضح، وترفض الفنانة شائعة علاقتها الغرامية مع فلان، أو يظهر مطرب ويتحدث "ولا أجدعها مسؤول"، ويعطي للمذيعة توصياته ونصائحه بخصوص مشاكل الشرق الأوسط وقضية القدس واللاجئين والحرب السورية ! وتأتي أفكار المسلسلات التي تحكي قصص "الخيانة الزوجية وغدر وطرقعقوق الأبناء للآباء، وكيفية الإنتقام في حال تعدد الزوجات، أو الإنتقام داخل "الحارة والشارع" فيخرج لهم (ممثل نص كم) ليضرب طوب الأرض ويحطم النوافذ واليافطات وينتقم لشرف عائلته بالقتل والدم، رغم أن الأساس في (الفن) هو التوجيه للفعل الرشيد والتريث والحكمة، أما عن السياسة فتجد بعض المخرجين والمنتجين ممن لهم ميول يسارية أو ليبرالية أو ينتمي لحقبة زمنية لا يريد الخروج منها يحول فيها "القمع" وكأنه حماية للوطن، ويحول الهزائم العسكرية فيزيائياً إلى تقصير من البطل أو البطلة، ويعالج القضايا من وجهة نظره فيفسد على الشعب "العقلانية والموضوعية" ويطعن المنطق دون حسيب أو رقيب. وننتقل إلى "منصة الإعلانات" وإعلانات مستشفى (الأمراض الخبيثة) عفانا الله وإياكم والتي كتبت عنها سابقاً وقلت أن مسألة "التسويق للتبرع" بهذا الشكل دون البحث والتدقيق بشأن المستفيد الأول، فالإعلانات المكررة جاذبة للأمراض، وتجرح قلوب الناس، وهي حركات توكيدية يفهمها خبراء الإعلام، رغم التنبيهات والتحذيرات ما من مجيب، وقد أرسل الكثير من الشباب العديد من الفيديوهات الأوروبية "الأفضل" وهي البديل الأمثل ويمكن تقليدها، كونها لا تسبب أزمات نفسية أو تؤكد المرض وتجذبه للجمهور ولكن بعض المسؤولينفي مصرلا يستمعون إلا لأنفسهم ويظنون أن كل الناصحين من الأعداء وأهل الشر. لتجنب "قذائف منصات الشر" لابد من قرار واضح للتدقيق في كل ما يقال على الشاشة، أو أبرز الأعمال وهو أضعف الإيمان، ومهما كان صغر حجم العمل لابد من متابعة الرسالة والمضمون، أما الفوضى الدرامية الحالية فهي بلا رقيب أو حسيب، ولا يتابعها أحد بشكل علمي وموضوعي، وممنوع تداولها بالنقد عبر البرامج الحوارية ولا أعرف السبب، أما برامج الإعترافات فلا تنفع أحد وليس لها دور في بناء الأمة أو خدمة الناس. [email protected] www.Elkhodiry.com