ظلت حياة أسرة الرئيس السوداني المعزول عمر البشير يحيط بها الغموض، رغم تواجد البشير على رأس السلطة لنحو 30 عاما. ولا يزال الغموض يحيط بمصير زوجته الثانية وداد بابكر، التي كانت تتمتع بنفوذ كبير في البلاد، بحكم أنها السيدة الأولى أو "الهانم" كما يلقّبها السودانيون، وذلك بعدما أسقطت ثورة 19 ديسمبر نظام حكم البشير، وجرى اعتقاله في "مكان آمن"، بحسب بيان الجيش الخميس الماضي. وتمتعت وداد بابكر، زوجة الرئيس السوداني السابق، عمر البشير، بنفوذ واسع في البلاد، منذ زواجه منها في عام 2001. وتتهم المعارضة السودانية زوجة البشير الثانية بالفساد والاستبداد، لكنها لم تظهر على الساحة منذ اندلاع المظاهرات. وبحسب ما نشرته صحيفة "التيار" السودانية، اليوم الاثنين، فإن زوجة البشير، وداد بابكر، وشقيقه عبد الله البشير، تقدما بطلب إلى حكومة جنوب السودان، من أجل المغادرة منها إلى دبي. وأضافت الصحيفة أن الحكومة في جوبا رفضت منحهما إذنًا بالمغادرة، وطالبتهما بالعودة إلى الخرطوم، والسفر عبرها، لافتة إلى أن وداد بابكر قد وصلت إلى جوبا قبل سقوط نظام البشير بيوم، بصحبة أبنائها، فيما وصل عبد الله البشير قبل السادس من أبريل. ونقلت الصحيفة عن سفير جنوب السودان في الخرطوم "ميان دوت"، أن شقيق الرئيس المخلوع كان متواجدا في جوبا منذ أيام، لكنه وصل إلى الخرطوم، ونفى تواجد زوجة الرئيس المخلوع وداد في جوبا. وكان البشير قد تزوج من وداد بعد وفاة زوجها اللواء إبراهيم شمس الدين أحمد، في حادث سقوط طائرة هليكوبتر عام 2001، ولديها 5 أبناء من زوجها الأول. وعقب زواج البشير من " وداد بابكر" ، دعا الشباب وقادة الجيش إلى الزواج من أرامل الشهداء في القوات المسلحة، اقتداء بزواجه. وتتهم المعارضة السودانية زوجة الرئيس الثانية بالفساد، وأنها تضع يديها على أراض وأملاك شاسعة، إضافة إلى أرصدة تقدر بمئات الملايين من الدولارات في بنوك أجنبية. كما كشف تقرير نشره مركز "جنوب كردفان" الإعلامي، في 2014 أن وداد بابكر تمتلك ثروة طائلة تم وضعها في مصرف بريطاني. وقد نسب المركز إلى وداد قولها: "إن تلك الأموال تعود إلى زوجها السابق"، حيث فنّد هذا الادعاء بالقول : " إنها كانت تسكن في أحد البيوت الحكومية القريبة من جهاز الأمن، وهو سكن متواضع للغاية". وبحسب المركز: "أن زوجها في الغالب لم يمكث معها طويلا، فقد كان معظم وقته في مناطق العمليات العسكرية، فمن أين لوداد هذه الثروات المنقولة والمشاريع العقارية والمنتجعات". وتعتبر قصة زواج البشير من وداد واحدة من أكثر قصص الزواج في عالم السلطة غرابة، إذا إنه كان متزوجًا من فاطمة خالد، إحدى قريباته، التي كشفت أن البشير تزوج عليها وداد، بينما هي تتلقى العزاء في وفاة والدتها.