من «الحوت الأزرق» ل«مومو».. الموت الإلكترونى يحاصر المصريين شباب: روح المغامرة وخوض تجربة جديدة على رأس الأسباب الأزهر والإفتاء يحذران.. وبرلمانى: الاستعانة بمشاهير السوشيال ميديا فى مواجهتها لم يعد الإنترنت مصدرًا للرفاهية كما كان البعض يظن، فقد أصبح مصدرًا للعديد من الألعاب المميتة، والتي تشجع ممارستها على الانتحار، خاصة بين فئة الشباب حيث تلقى رواجًا على وجه الخصوص، نظرًا لأنه في سن المراهقة يقبل الشباب على تجربة كل ما هو جديد، لذا وجدت تلك الألعاب الخطرة الطريق سهلاً ميسرًا في التحكم بهم، وحولتهم إلى قتلة في بعض الأحيان، ودفعتهم إلى الانتحار في أحيان أخرى. «مومو» "مومو" بطلة ألعاب الرعب هذه الأيام انتشرت بصورة سريعة بين الشباب والمراهقين، وهي الفئة التى تستهدفها، وهي عبارة عن شخصية مرعبة الشكل، تظهر على هيئة فتاة ذات شعر كثيف وعينين بارزتين وابتسامة شيطانية مرعبة، وتطلب منهم تنفيذ تحديات خطرة من شأنها إيذاء أنفسهم، أو دفعهم في نهاية المطاف إلى الانتحار إذا لم يتم تنفيذ أوامرها. وتقوم فكرتها على دعوة الأطفال إلى القيام بأمور مؤذية بعد تلقيهم رسائل في تطبيق التراسل الفوري "واتساب". وخطة "مومو" في اللعب هي طلب معلومات شخصية عن الشخص الذي تهاتفه، إلى أن يتم استدراجه للدخول في التحدي من خلال عبارة "أنا أعرف عنك كل شيء"، ومن ثم تطرح اللعبة سؤالًا على من يهاتفها نصه.. "هل تريد استكمال اللعبة معي؟". وبعد ذلك يبدأ الشخص في الدخول في تحدٍ من الأوامر الغريبة التي تفرضها اللعبة عليه، وإذا لم يستجب الشخص لهذه المطالب ستخبره بالقدرة على جعله يختفي من الكوكب دون أن يعرف أحد عنه شيئًا، حيث يمكن للعبة التحدث بأي لغة في العالم، كما قال ممارسو اللعبة حول العالم في المكسيك والأرجنتين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا. مغامرة قد تفضى إلى الموت بداية انتشار الرعب من اللعبة كانت مع إعلان الشرطة الأرجنتينية، انتحار فتاة بعد الكشف عن محادثات "واتس آب" على هاتفها، مما جعلها تعتقد أن "نيتها كانت تحميل الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي كجزء من تحدٍ يهدف إلى إقرار لعبة "مومو". حادثة أخرى في إسكتلندا لأم ادّعت أن ابنها البالغ من العمر 8 سنوات قد أمرته بالذهاب إلى درج المطبخ ليخرج سكينًا ويضعه في عنقه. يقول محمد أيمن، طالب بالصف الثالث الثانوي ل"المصريون"، إن "الذى يدفع الشباب إلى هذه اللعبة هو حب المغامرة، ورغبتهم في تجربة كل ما هو جديد دون النظر إلى خطورتها"، موضحًا أنه لم يمارسها فهو لا يقبل على مثل هذه الألعاب، إلا أنه يعشق لعبة "pubg ". وأشار إلى تجربة شخصية حدثت معه، حيث فُوجئ بصورة ل"مومو" تحاول محادثته، وتحاول معرفة أسراره الشخصية، إلا أنه لم يتجاوب معها، ليكتشف بعد ذلك أنها إحدى صديقاته تحاول عمل "مقلب" معه. ويقول عبد العال محمد، طالب بالصف الأول الثانوي ل"المصريون": "تلك الألعاب تحاول الحصول على معلومات خاصة باللاعب، لكن من الممكن الاحتيال عليها، من خلال إلغاء جميع البيانات المهمة والمعلومات الشخصية من على الهاتف، وبالتالي ستشعر "مومو" بالملل ولن تكمل معه اللعبة". وقالت عزة محمد، الطالبة بالصف السادس الابتدائي ل"المصريون": "بابا مش بيرضي يسيب معايا الموبايل، بس أصحابي بيقولي لي في المدرسة إنهم بيلعبوها بس أنا أخاف ألعبها علشان بسمع عليها أنها بتموت". الإفتاء والأزهر يحذران وحذرت دار الإفتاء المصرية حذرت من المشاركة في اللعبة "مومو MOMO "، وحثت من اُستدرج للمشاركة فيها على أن يسارع بالخروج منها. كما وجهت نداء إلى الجهات المعنية لتجريم اللعبة، ومنعها بكل الوسائل الممكنة، مطالبة الآباء بمتابعة أولادهم والحرص على معرفة الألعاب التي يلعبونها حتى نقيهم شر هذه الألعاب. بينما أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، بيانًا عن لعبة "مومو"، محددًا مجموعة من التنبيهات التي أوصت الآباء باتّباعها لتفادي أضرارها، من خلال مراقبة تطبيقات الهاتف للأبناء، وشغل أوقات فراغهم، وتوجيه النصح إليهم، وتنمية مهاراتهم، وتشجيعهم على الأعمال الإيجابية، وتدريبهم على تحديد أهدافهم، والتحذير من خطورة استخدام الآلات الحادة واختيار أصدقائهم. كما حذرت الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة الأطفال، أولياء الأمور من لعبة "مومو"، كونها تمثل تحديًا جديدًا يهدد حياة الأطفال. وناشدت، الجهات المعنية، إدراج مثل هذه الألعاب تحت مظلة الجرائم الإلكترونية، مشددة على أن أمن أطفالنا وسلامتهم هي مسئولية مشتركة بين جميع أجهزة الدولة. مقترح برلمانى لمواجهتها وامتدت التحذيرات إلى داخل البرلمان حيث طالبت النائبة مى البطران بمواجهة الألعاب الإلكترونية المميتة التى يتم توجيهها للشباب، من خلال التوعية وتضافر جهود الجميع، أهالي، ومدرسة، وأندية، وقصور الثقافة، وكذلك الإعلام. وأضافت ل"المصريون"، أن "هناك وسيلة أخرى لا تقل أهمية لحماية الشباب، وهي الاستعانة بشباب من نفس الأعمار، خاصة المؤثرين على "السوشيال ميديا" والمشهورين علي الإنترنت، كي يوجهوا رسائل توعية وتحذير لهم". وأشارت إلى أن "خطورة اللعبة في فكرة تصميمها، حيث يعتقد مصممها أنه يتخلص من الأشخاص السيئين وغير الطبيعيين وهو سعيد بذلك، كأنه يقوم بعمل بطولي، فهو مقتنع أن متابعيه من الأشرار"، لافتة إلى أنه "من الصعب إخفاء الهوية الإلكترونية وخصوصًا من "الهاكرز" ومن يمارسها بهدف التجربة، فمن السهل أن تتحول التجربة إلى إدمان". بدورها، اعتبرت الدكتورة فاتن عرفة، خبيرة علم النفس والاجتماع، أن "سبب انتشار تلك الألعاب هو الفراغ الذي يعاني منه الشباب والمراهقون، نتيجة عدم تحملهم المسئولية، إلى جانب انشغال الأم والأب بأعمالهما، وتواجد الهاتف المحمول في يد الشباب في ظل غيابة الأسرة". وأضافت ل"المصريون": "للقضاء على تلك الظاهرة، لابد أن نحمل الطفل المسئولية التي تتنوع ما بين مسئوليته تجاه إخوته أو واجباته في المنزل وتجاه أسرته وتجاه مدرسته، ونقتضي بتوجيهات سيدنا عمر رضي الله عنه، الذي قال: "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، على أن تشارك الأسرة أبنائها الرياضة حتى يشعر بأنه جزء مهم من أسرته". وشددت على أهمية دور الأقارب، ودور المعلم في التصدي لذلك، من خلال التواصل مع الأطفال والشباب في سن المراهقة. «بوكمون» لم تكن لعبة "مومو" هي الأولى من نوعها التي تثير حولها كل هذا الجدل، فقبل سنوات ثار جدل واسع حول "بوكمون"، وهي لعبة مجانية متاح للجميع تحميلها، التي تعتمد على التنقل والاستكشاف فى العالم الواقعى، كما هى فى القصة الكلاسيكية لمسلسل الرسوم المتحركة. وكان ممارسو اللعبة عليهم خوض التجربة الجديدة والبحث عن شخصيات اللعبة في أماكن غريبة داخل أقسام الشرطة أو الكنائس أو الطرق السريعة من خلال أجهزة التتبع التي يحملونها وتدلهم على شخصيات اللعبة. ويقوم الجهاز بالإضاءة والاهتزاز عندما يكون "بوكيمون" فى مكان قريب، وعلى ممارس اللعبة الضغط على الزر لمحاولة القبض عليه، ويستجيب الجهاز من خلال الضوء الأزرق للإشارة إلى نجاح عملية الصيد، أو الضوء الأحمر للفشل. وهناك العديد من المشكلات التى واجهت ممارسي اللعبة، وكان أهمها هو عدم الاكتراث بالطريق والاهتمام بالعثور على "بوكيمون" مما قد يتسبب فى كثير من الحوادث. وكان "جون هانك" الرئيس التنفيذى للشركة المنتجة للعبة يتوقع أن تحقق اللعبة نجاحًا كبيرًا، لكنه لم يتوقع هذا الهوس الجنونى، وحققت اللعبة أرباحًا تتجاوز 950 مليون دولار خلال 2016. «الحوت الأزرق» لعبة "الحوت الأزرق" من الألعاب التى انتشرت بسرعة بين الشباب خاصة مع التحديات ال50 التي تتكون منها، وتنقسم المراحل أو المهمات الخمسون إلى ثلاث مجموعات، كل مجموعة لها تأثير نفسي محدد يؤهلك إلى الوصول لما بعدها. وقد صمّمها طالب علم نفس مريض، مفصول من كليته، يُدعى "فيليب بودكين"، ومع رغبة الشباب في التحدي وإثبات الذات يجد الشاب نفسه متورطًا لينتهي الحال به أخيرًا منتحرًا أو قاتلًا. وكانت سببًا في حوادث كثيرة تنوعت ما بين قتل أو حرق المنزل أو انتحار. وكانت أكثر الحالات شهرةً لنجل البرلماني السابق حمدي الفخراني، الذي عُثر عليه منتحرًا، وقال بعض أفراد عائلته إنهم عثروا على جروح بجسده، وطلاسم وأوراق نفذها من أجل إتمام تحديات اللعبة. لعبة «مريم» فكرة لعبة "مريم" هي عبارة عن فتاة جميلة تعيش في صراع، ويجب عليك مساعدتها في الخروج من الظلام إلى النور، وتقوم بتوجيه بعض الأسئلة للاعب مثل: ما اسمك؟ أين تسكن؟ هل تراني جميلة؟ هل تريد التعرف إلى والدي؟ هل تريد أن نصبح أصدقاء؟ هل اسمك الظاهر هو الحقيقي؟ وغيرها كثير من الأسئلة الخاصة باللاعب وأحيانًا أسئلة خاصة بالسياسة. وخطورة هذه اللعبة في أنها تتمكن من معرفة كثيرٍ من المعلومات الخاصة عن اللاعب، وقد تتمكن من اختراق حساباته بسهولة بعد ذلك، إضافةً إلى محاولتها معرفة الأجواء السياسية للاعب. كما أنها تقوم بتحفيز الأطفال والمراهقين على إيذاء أنفسهم، إضافةً إلى التأثير على طريقة تفكيرهم، بالقيام بطلب بعض الأمور التي تعزل اللاعب عن العالم الخارجي وتفرض عليه القيام بأمور تتعارض مع تقاليد المجتمع من ناحية، وقد تكون دموية أو عنيفة من ناحية أخرى.