بعد أيام من ترحيل السلطات التركية، الشاب الإخواني محمد عبدالحفيظ، الصادر ضده حكم بالإعدام في قضية اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام السابق، قامت ماليزيا بترحيل أربعة مصريين، يقال إنهم أعضاء بجماعة "الإخوان المسلمين"، الأمر الذي أثار غضبًا واسعًا في أوساط قيادات الجماعة والموالين لها، خوفًا من أن تسير دول أخرى على ذات النهج. وشهدت الفترة الماضية، قيام عدة دول بتوقيف وترحيل عدد من المصريين المقيمين على أراضيها، من المعارضين للنظام الحالي، بينهم مطلوبين في قضايا وحاصلين على أحكام نهائية، وآخرين مدرجين على فوائم الإنتربول الدولي. والأسبوع الماضي، قررت ماليزيا ترحيل أربعة شباب مصريين من المقيمين على أراضيها، وهم: «محمد عبد العزيز فتحي عيد وعبد الله محمد هشام مصطفى وعبد الرحمن عبد العزيز أحمد مصطفى وعزمي السيد محمد إبراهيم». وذكرت السلطات الماليزية، أن سبب الترحيل هو إدراج أسمائهم على قوائم الإنتربول الدولي، بعدما حصلوا على أحكام بالمؤبد غيابيًا، في الفترة الأخيرة. وتأتي عملية الترحيل، بعد خطوة مماثلة قامت بها السلطات التركية للشاب محمد عبد الحفيظ، عضو جماعة الإخوان المتهم في قضية اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات‘، والذي يواجه حكمًا غيابيًا بالإعدام. وكان «عبد الحفيظ»، وصل إلى مطار أتاتورك بإسطنبول يوم 16 يناير الماضي، بجواز سفر مصري، قادمًا من العاصمة مقديشو، وحاملًا تأشيرة إلكترونية تبيَّن أنها غير صالحة، ما دفع السلطات التركية لترحيله إلى مصر بعد رفضها دخوله الأراضي التركية. بالإضافة لهذا، تستعد السلطات التايلاندية خلال هذه الفترة، لتسليم 4 من قيادات جماعة الأخوان إلى مصر. وبحسب مصادر «المصريون»، يقوم قيادات بالجماعة بالتواصل مع السلطات التايلاندية، لمنع تسليم وترحيل القيادات الأربعة إلى مصر. وقالت المصادر التي فضلت عدم نشر اسمها، إن القيادات الإخوانية تتواصل حاليًا مع رئيس الوزراء التايلاندي، والمتحدث باسم الحكومة التايلاندية ووزير الخارجية، من أجل إقناعهم بعدم ترحيل القيادات الأربعة إلى مصر والذين وصلوا من ماليزيا إلى تايلاند استعدادًا للترحيل، فيما أكدت زوجة أحد المرحلين ، أن القيادات ال4 لازالوا محتجزين في مطار بانكوك. وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها ترحيل مصريين، ففي أغسطس 2018، أوقفت السلطات الإيطالية محمد محسوب، الوزير السابق بحكومة الرئيس المعزول محمد مرسي، إثر مذكرة من "الإنتربول"، غير أنه بعد ساعات تم الإفراج عنه، بعد مشاورات واتصالات. كما احتجزت السلطات الكورية الجنوبية، الشاب أحمد المقدم، بمطار سيول، بعد رفض منحه اللجوء السياسي، قبل أن يتم تركه. ربيع علي شلبي، الباحث في الحركات الإسلامية، قال إن الفترة الماضية شهدت خروج عدد من المطلوبين في قضايا متنوعة، متسائلًا: "كيف خرج هؤلاء من مصر؟، وكيف وصلوا للدول التي سافروا إليها؟". وفي تصريح إلى "المصريون، أضاف شلبي، أن "من بين الذين خرجوا من مصر مؤخرًا القيادي بالجماعة نبيل سعد، المتهم في قضية اغتيال الرئيس الأسبق حسني مبارك، وتم القبض عليه في تركيا إلا أنه بعد اتصالات مكثفة من بعض القيادات تم الإفراج عنه". وتابع: "من بين الذين هربوا منذ وقت ليس بالعيد، القيادي الإخواني على بطيخ حيث ظهر مؤخرًا في تركيا، وكذلك أيمن علي المطلوب في عدة قضايا وهو موجود الآن بتركيا". وأشار إلى أن "من تم ترحليهم ليس قرارًا عمدًا من الدول التي قامت بترحيلهم، فمثلًا محمد عبد الحفيظ تم ترحليه؛ لأن أوراقه لم تكن سليمة وغير مكتملة الإجراءات". وتابع: "من تم ترحيلهم من ماليزيا جاء بعد الخلافات التي وقعت بينهم وبعض البنغاليين، أي بعض مشكلة، الأمر الذي تسبب في إحراج للأمن الماليزي، ما دفعه إلى ترحيلهم". وأشار إلى أن "ذلك تسبب في هلع وخوف لبعض المقيمين بالخارج من المطلوبين في قضايا مختلفة"، لافتًا إلى أنهم "يقومون حاليًا بالتواصل مع الشباب الذين يريدون الهروب للخارج؛ حتى لا تتكرر نفس الأخطاء ويتم القبض عليهم، وبعد ذلك يرحلون". وطالب شلبي، وزارة الخارجية المصرية بتكثيف جهودها في التواصل مع الدول التي تحتضن المطلوبين قضائيًا وكذلك من صدر بحقهم أحكام غيابية، مؤكدًا أنه من الوارد أن تتعاون هذه الدول في الفترة المقبلة مع مصر في هذا الملف.