أرسل لسعادتكم برسالتى هذه من مواطن مصرى مغترب طالت به سنين الغربة، مثل باقى المصريين الذين تغربوا من أجل لقمة العيش، وبسبب الأحوال السيئة التى كانت عليها بلدنا الحبيبة مصر، ولم نطالب أى حكومة سواء سابقة أو حالية فى النظام الجديد أو القديم بأى شىء بل تركنا أهلنا وأحبتنا وبلدنا وتغربنا، ولم نجد من يناصرنا فى الخارج حتى حكومة بلدنا، فكنا وما زلنا نعانى مما نعانيه بالغربة. لا أعرف هل أصبحنا منسيين لهذه الدرجة لا أحد يسأل عن هؤلاء الناس؟، وفى الوقت الذى قلنا إنه بدأ يسأل عنا أحد كان مشروع "بيت الوطن"، فلم يكن مشروعًا لمد أواصر المصريين المغتربين بالخارج بوطنهم بل كان مشروع استغلال لهم على اعتبار أنهم يكنزون الذهب والفضة، ويتقاضون مئات آلاف من الدولارات بالخارج، وهذا يدل على عدم معرفة أو شعور الحكومة بأحوال الناس بالخارج . السادة المحترمون، يوجد مصريون هنا يتقاضون رواتب 800 ريال، وفى أحيان كثيرة قد لا تكفيهم للادخار ولكنهم قبلوا بها حتى يكفى نفسه فقط. السادة المحترمون، اكتب برسالتى هذه لكم لأنى قد طرقت كل الأبواب ولا أجد من يجيبنى، فقد اتفقت مع بعض الأصدقاء هنا بالخارج على تجميع مبلغ لاستصلاح أرض بمصر، أى نعم المبلغ لا يتجاوز مائتين ألف جنيه مصرى؛ لأن هذا تقريبًا كل ما ادخرناه من غربة سنوات طويلة، وأرسلت رسائل عديدة لرؤساء الوزراء ووزارة الزراعة وذلك لنحصل على تخصيص بمساحة 200 أو 300 فدان نقوم باستصلاحها وعمل بعض المشروعات الزراعية والحيوانية عليها، فلم يجبنا أحد رغم طلبى أن نتسلم الأرض وندفع ثمنها وليس بالمجان، ولكن كان طلبى تأجيل عملية الدفع حتى نستطيع أن نستصلح الأرض بالمبلغ الذى معنا، ونتعهد بكل التعهدات أننا نستصلح الأرض وأن نتحمل أى عقوبات فى حالة عدم جديتنا، ولكن الحال هو الحال لا يوجد مجيب لا قبل الثورة ولا بعدها كأننا أبناء وطن آخر وفائدتنا الوحيدة لوطننا أو حكومة وطننا هو تحويل الأموال والعملة الصعبة التى كانت سببًا فى إنقاذ الاقتصاد دائمًا. السادة المحترمون، هل طلبى هذا لن يفيد الوطن؟، نعم نحن سنستفاد ولكن الفائدة سوف تعم الجميع، هل الطلب الذى نطلبه طلب محرم علينا ومحلل على من استولوا على الأراضى؟. كنا نشعر فى السابق بعدم اهتمام أحد بنا، ونعانى الأمرين من حكومتنا ومن غربتنا، وبعد الثورة قلنا خلاص حان الوقت الذى ستشعر فيه الحكومة بأبنائها وخصوصًا أنه جاء رئيس يعرف حال المغتربين لأنه ذاق مرارة الغربة حتى إن كان بأمريكا, نعرف أن الحكومة لديها هم ثقيل، لكن هل مشروعنا هذا لن يدعم الاقتصاد ويشغل الشباب؟. أسئلة كثيرة تدور بذهننا، ولكن بعد كل هذا قررت أن أرسل لكم لأنى أعرف وطنيتكم، ولأنى من المعجبين بكم، وأيضًا لمعرفتى بأن جريدتكم دائمًا صوت للحق، ولذا آمل نشر رسالتى لعل أحدًا يقرأها أو أن تتحدثوا مع أى مسئول يولى لنا أى اهتمام. وكان الله فى عون العبد ما دام العبد فى عون أخيه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أحمد جابر حسين مؤمن محاسب بالمملكة العربية السعودية