دكتورة السلام عليكم.. أنا في كرب شديد وأرجو النصيحة من حضرتك لعلى أجد مع كلماتك العذبة ضالتي..انا محاسب بإحدى الدول، تزوجت من ابنة خالتى من حوالى 5 سنين، وهى إنسانة غاية في الأخلاق والالتزام والتحفظ، حافظة لكتاب الله، ولا تفوت صلاة ولا صيام فرض أو نافلة، وأنا تقريبا مربيها على إيدي، واحببتها من صغرها وكنت أشعر بمبادلتها لى نفس المشاعر لكن على استحياء ودون إظهار مشاعرنا، وبعد أن أنتهيت من دراستى خطبتها وتزوجنا في خلال 6 شهور تقريبا وكانت فرحتنا ببعض لا توصف، استقدمتها لتعيش معي هناك، وبعد محاولات وعلاج للإنجاب وانتظار طال ل 3 سنوات تقريبا حملت زوجتي واستمرت الفرحة لا تفارقنا بعدما ازدادت بهذا الخبر، وبعد أن احتارنا في اختيار اسم المولود، قررنا ألا نحاول معرفة جنس الجنين حتى تكون مفاجأة بعطية الله لنا.. ولكن للأسف بدأت مشكلتى بل ومصابي عندما وضعت طفلة وفرحنا بها وجميع عائلتنا فرحت لنا، ولكن عندما بدأت ملامحها تتضح نجد أنها ملامح مختلفة تماما عن جينات عائلتنا، فنحن سيدتى من صعيد مصر من ذوى البشرة والعيون السمراء أنا و زوجتى وكل أهلنا كذلك وهى ابنه خالتي، أما البنت فهى شقراء وشعرها ذهبي وعيونها خضراء فهى شكل الأجانب بالضبط، وكل من يراها لا يصدق انها ابنتنا، ومنذ الشهر الأول وانا شكى يزداد انها ابنتى، وحتى مشاعري لا تدلنى بأبوتى ناحيتها، وكلما فكرت في تحليل ال DNA أتراجع خوفا من الصدمة..إلى أن نزلنا أجازة، وازداد شكي وكربي كلما رأيت الدهشة في عيون وكلمات جميع أفراد عائلتنا تقريباً..إلى أن صرّحت لأختي الكبيرة بما يضيق به صدري، فشجعتنى وأصرت علي عمل التحليل..وبالفعل عملته، وللأسف كانت صدمتى موجعة عندما ظهرت النتيجة لتؤكد أنها ليست ابنتى، جن جنونى، إسودت الدنيا بعينى وسقطت مغشيا على وظللت أخضع للعلاج أسبوع بالمستشفي، لم أطيق النظر وقتها في وجهها، وبعدما تعافيت واجهت زوجتى بنتيجة التحليل، هى أيضا رأيتها وكأنها صُدمت، طلبت منها معرفة أبو الطفلة، هاجت وماجت منفجرة بالبكاء والصراخ وهى تقسم بأغلظ الأيمان بأنها بريئة وأن نتيجة التحليل بالتأكيد خاطئة وطلبت منى إعادته في معمل أخر، وبالفعل قمت بإعادته ولكن نفس النتيجة، ضربتها ضرب مبرح حتى تعترف، وهددتها بالفضيحة إن لم تعرفنى من هوأبو الطفلة، ولكنها أصرت على الإنكار تماما.. قررت أن أُعلم والدها وجميع الأهل، ولكن كل من يعرف لا يصدق، ولنا ابن خالة أخري، ظل يمتدحها ويذكرنى بأخلاقها وأن ثقة الجميع بزوجتى تفوق جميع الإثباتات العلمية..كنت مقتنع بكلامه عنها ولكن لم أتحمل وطلقتها، ومن وقتها وهى مصابة بانهيار عصبي وترقد بالمستشفي وتخضع لعلاج مكثف.. تدخل كثير من أفراد العائلة كي أردها وأسامحها، المشكلة أن حتى أمي مصرة أن أسامحها وأردها وتقول أنها لا تثق بأى تحاليل بالشكل ده، سيدتى أمى طيبة جدا وعاطفية وتحب اختها وبنت اختها (خالتى وزوجتى) جداااا ولا تؤمن بأى تحاليل، وهى الأن أقسمت إن لم أرد ابنة أختها وأعترف بأبوتى للطفلة فسوف تتبرأ منى وتغضب علي، كما أنها تعلقت جدا بالطفلة..أنا الأن في حيرة شديدة وأخشي غضب أمي على وأخاف على صحتها الحساسة جدا، ورغم أننى لازلت أحب طليقتى إلا أننى أرفض على كرامتى ما تضغط به أمى علي..فكيف أتصرف وهل أخضع لأوامر أمى رغماً عنى فقط حتى لا تضيع منى ، أم أضحي بأمي وبرضاها على؟!! (الرد) وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.. بالفعل هى صدمة كبيرة وليست بالهينة على أى شخص، وكان الله بعونك.. ولكن أتمنى أن تفهمنى جيدا ثم تتحرك سريعاً..فالمشكلة لم تصبح فقط في انفصالك عن زوجتك ولا في وجود طفلة هي ليست ابنتك، بل بين أيدينا مصير إنسانة متهمة في شرفها وعرضها، إنسانة ربما تكون بالفعل مظلومة وقد تم التشهير بها بين الجميع، إنسانة من وصفك لها وحديثك عنها قلبي أنا شخصيا يحدثنى بأنها بريئة رغم نتائج التحاليل ورأى العلم..ومن المفترض أننا لابد ألا ننساق وراء مشاعرنا ولا نغلبها على الأدلة اليقينية، ولكن من أدراك! فلكل قاعدة شواذ.. وليس هذا فقط، بل أننى أرتاب ولدرجة كبيرة في بنوتكما للطفلة، أنت وزوجتك أيضاً، نعم أعتقد وشعوري كذلك في أن تكون هذه الطفلة قد بُدلت بالمستشفي أثناء ولادتها بشكل متعمد أو عن طريق الخطأ، فكل شيء وارد ! وأتعجب كيف لم تفكر أنت شخصياً أو أحد من أفراد عائلتكم في هذا الاحتمال القوى؟!! في حين أنك بنفسك وجميع المحيطين بكما تثقون في زوجتك لهذه الدرجة، وأعتقد أنها تستحق هذه الثقة، فمن تكون مثلها ملازمة لله تعالي بهذه الطاعات، فمن الصعب جداااا أن تخون عهدها مع الله تعالى وتفعل ما ظننته بها، فضلا عن أنكما على حد قولك كنتما تخضعان للعلاج من أجل الإنجاب لمدة 3 سنوات، فمن تسعي مثلها للإنجاب من زوجها حبيب عمرها فبالله عليك كيف تخونه؟!!! وخاصة أنها تحبك وسعيدة بزواجها منك، فمن تحب زوجها صعب جدا أن تسمح لشخص أخر باقتحام حياتها حتى ولو بكلمة، ثم لا تستهين بمشاعر وحدس والدتك الطيبة فلها بالطبع مدلول وثقل هى وحدس كثيرات من مثيلاتها من الأمهات الفضليات، وهذه وحدها نعمة وبركة كبيرة.. ورغم أنك لم تحدد البلد الذي كنت تعمل به وقامت زوجتك بوضع الطفلة به هناك، وما إذا كان بلد عربي أو أجنبي!! إلا أننى أناشدك بعمل تحليل DNA فوراً لطليقتك والطفلة معاً، فإن أثبت أنها ليست أمها أيضاً، فعليك بسرعة التواصل مع المستشفي لمراجعة بيانات مواليد نفس التاريخ ونفس الساعة حتى وإن اضررت لتدخل السفارة في الأمر.. وأعلم أن الأمر قد يكون به صعوبة وخاصة أنكما لم تكونوا على علم بجنس الجنين فهنا هذا أصعب ولكنه ليس مستحيلاً، فالطبيب أو الطبيبة الذي كان متابع لحالة زوجتك غالباً كان على علم بجنسه وشهادته مهمة جدا.. فأرجو أن تسرع بالتواصل مع جميع الأطراف هناك، ومع كل أسرة كانت متواجدة وقتها لاستقبال مولود لها، وإن استدعي الأمر سفرك مبكراً أنت والطفلة وطليقتك كذلك بعدما تردها إلى عصمتك، فتوكلوا على الله وسافروا إليهم ولا تملوا من البحث وإعادة التحاليل هناك.. راجع نفسك واطلب من الله تعالى، الهداية للحقيقة واتقي الله في هذه الإنسانة وحاول أنت أن تكون الدرع والسند لها لإثبات براءتها وليس العكس ..وأتمنى أن تبلغنى بالنتيجة كي يطمئن قلبي وأتابع معكما.. أسأل الله تعالى أن يهديكم جميعاً إلى الحق والحقيقة..لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا. ..................................................... للتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الدكتورة / أميمة السيد:- [email protected] مع رجاء خاص للسادة أصحاب المشاكل بالاختصار وعدم التطويل في رسائلهم.. وفضلا..أى رسالة يشترط فيها الراسل الرد فقط عبر البريد الإلكتروني فلن ينظر إليها..فالباب هنا لا ينشر اسم صاحب المشكلة، ونشرها يسمح بمشاركات القراء بأرائهم القيمة، بالإضافة إلي أن الجميع يستفيد منها كتجربة فيشارك صاحبها في ثواب التناصح. ............................................................ تذكرة للقراء:- السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية فسوف تنشر مشكلاتكم بها تباعاً يوم الأحد من كل أسبوع..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.