أنت بين رجلين لا رابع لهما, إذ الثالث يحاول الآن مسح كل صورة ونسف كل دلائل علاقته بنخنوخ والحزب الشيعى المزعوم. أما الأول: فهو أنت الذى انتخبت مرسى أو أنت الذى لم تنتخب مرسى, ولكن بعد النتيجة, تيقنت أن خير مصر فى دعم رئيس مصر, وأن كل الشر هو التربص و تمنى فشل مرسى. أما الرجل الثانى، وما أدراك ما الثانى, فهو كاره لمرسى لمجرد أنه إخوانى, ويرى كل الواقفين خلف الرئيس من قبيلة الإخوان, وبطون السلفيين, أو هم يتلقون تمويلا سعوديا قطريا هنديا برشلونيا, وهو يتمنى الفشل ويتصيد كل تحرك ويفسره من باب الفشل والتفشيل والإفشال, ولا يهمه مطلقا أن تبقى مصر, فالمهم ألا يبقى مرسى بالحكم. لو ذهب مرسى للصين, قال إنه يعاند واشنطن, ولو عاد من الصين واستراح فى طهران، فما أراح إيران, بقولة حق لم يقلها رجل قبله عبر التاريخ أمام عمامات الملالى. لقال على الفور: ها هو مرسى يغازل واشنطن, وينفذ السياسة الأمريكية بالقلم والمسطرة, ويزيدون فى المسخرة, فيكتب أحدهم ويده على الحمالة خوفا من الفضيحة, وباليد الأخرى يمسك بقلم مسموم موبوء ممدود بالجوز والفستق والسجاد والدولار واللوز, وهو شبه الفرقع لوز, يكتب متحدثا عما يجوز وما لا يجوز, وأن السلف كالخلف وأن مرسى كمبارك, وأنه ما نطق بالترضى على الصحابة, إلا بإيعاز من واشنطن. وكأن الولاياتالمتحدة سنية المذهب حنبلية السند شافعية الأصول حنفية القياس مالكية الهوى. احذر, مصر لن ترجع للخلف, واحذر أنت وحدك مع المتخلفين وسكان صحف المهابيل من يرجعون دائما للخلف, أو هم مرضى بالرجوع للخلف, والخلف يعنى أحيانا الحقد والحسد والبغض والكراهية, وكل ما له علاقة باللون الأسود. احذر, ففشل الرئيس هو فشل لجيل من المصريين, ولا أريد القول إنه فشل لمصر,لأن مصر قامت بعدما نامت طويلا, وقررت أن تسكن القمر وتواجه الشمس, بعد ستين عاما عجافا ارتضت فيها الصمتاوالذبول. ونفسى أحذرها وإياكم, أنه بالمحبة تنبت فى القلب تسعون مليون حبة, وأن مصر بحر ملىء بالخير, مصر تعرف جيدا ما ينفع الناس. أما ما يسكن الفضائيات فيذهب وسيذهب وإن شاء الله سيذهب جفاء هباء. وقال يقول فهو مغفل: واشنطن أمرت مرسى بالترضى عن الصحابة ومساندة حفيدات ابن تيمية الشامى. فعلا صدق المعرى فى كلامه عن المتعرى: "كل ذاك أباطيل وأسمارُ". [email protected]