سلطت صحيفة "أرب ويكلي" الصادرة بالإنجليزية، الضوء على المقاهي الفنية في القاهرة، موضحة أن هذه المقاهي تحاول مواكبة المقاهي الشعبية، من حيث الترفيهات الأخرى، كشاشات عرض عملاقة لبث المباريات المهمة، لاسيما محمد صلاح، معتبرة فرشاة الرسم بديلا صحيا ل"الشيشة" في المقاهي والكافيهات الأخرى. وتابعت الصحيفة، في تقريرها، أنه بعد قرار الحكومة المصرية بحظر التدخين في الأماكن العامة، وتطبيق غرامة إذا حدث الأمر، بدأت المقاهي الفنية والأدبية في الظهور على السطح، مع تشديد الإجراءات الهادفة إلى الحد من تدخين الشيشة. وأضاف التقرير أن المقاهي الثقافية تكتسب شعبية في مصر بعد حملة الحكومة لمكافحة التدخين، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السجائر حوالي 68 % في السنوات القليلة الماضية. وقامت السلطات المحلية باتخاذ إجراءات صارمة ضد المقاهي المرخصة وغير المرخصة التي تقدم الشيشة لأنها تعتبر مصدر إزعاج في المناطق السكنية المجاورة وتنتهك اللوائح البيئية والصحية. كما وافق البرلمان المصري على مشروع قانون يحظر شرب الشيشة في المناطق التي تقدم الطعام أو المشروبات للعامة دون الحصول على ترخيص ودفع رسوم قدرها 10000 جنيه مصري، وهناك مشروع قانون أيضًا يتطلب إغلاق المقاهي قبل منتصف الليل، ولكن قيد المناقشة. وتدعم المقاهي الفنية إجراءات الحكومة كحافز لتشجيع القراءة والثقافة الفنية، في مصر، بينما يشتكي أصحاب المقاهي التقليدية من عدم قدرة زبائنهم على تحمل ارتفاع الأسعار الناتج عن المتطلبات الجديدة، ما يهدد أعمالهم، خصوصًا أنهم يعتبرون المقهى مكانًا لإيجاد فترة راحة بعيدًا عن الشقق المكتظة وضغوط الحياة. وترى الصحيفة أن السلطات قامت بقمع المقاهي التقليدية لعدة أسباب: أولاً عمل الكثير منهم دون ترخيص أو انتهاكهم اللوائح الصحية، وتشير البيانات الرسمية إلى أن أصحاب المقاهي التقليدية ينفقون حوالي 186 مليون دولار شهريًا. في حين، يتسبب التدخين 170 ألف حالة وفاة سنويًا في مصر وتنفق الحكومة حوالي 167 مليون دولار على علاج الأمراض الناتجة عن التدخين. أصحاب المقاهي غير التقليدية "الفنية"، يدعمون الحرب على تدخين الشيشة، ويقولون إن المنافذ الراغبة في تقديم خدمة الشيشة يجب أن توفر الظروف المناسبة التي تحمي العملاء غير المدخنين من التعرض للتدخين غير المباشر، مثل أجهزة تنقية الهواء والستائر البلاستيكية أو الزجاجية التي تعزل مناطق التدخين. ويتضمن مطعم "إل بينيلو" في حي هليوبوليس الراقي شمال القاهرة، مقهى ومطعم وأستوديو للرسم في مكان واحد، حيث يختار عملاءه بعناية، ممن يعشقون فن الرسم وغيره من الفنون، حيث يقدم لهم أكواب الشاي والقهوة وأطباق الأكل الخفيفة على رفوف خشبية ، ثم يطلب منهم المساهمة في رسم هذه الأطباق وتلوينها أثناء تناول المشروبات. وقال رامي محمود، مدير المطعم: إن شعار المقهى هو "الفرشاة تحارب الشيشة"، لا يوجد مجال للتدخين في الداخل، نفس اليد التي تحمل "أنبوب الشيشة" يمكن أن تحمل الفرشاة وتختار قطعة خزفية لترسم، مشيرًا إلى أن الأسعار تتراوح بين 65-220 جنيهًا . وتابع: "أن المقهى الفني يجتذب جميع الفئات العمرية، من الأطفال في سن 5 سنوات إلى الستين، ويتم استيراد المواد الخام المستخدمة، التي تتماشى مع لوائح وزارة الصحة"، مضيفًا: "يقدم المقهى بيئة يمكن للطلاب في المدارس الثانوية والجامعات القراءة والدراسة من خلالها، حيث لا تحتوي على شاشات تليفزيون ويتم التحكم في الإضاءة لخلق جو هادئ".