عرض الرئيس الأفغاني، أشرف غني، اليوم الأحد، على حركة "طالبان"، فتح مكتب لها بالعاصمة كابل أو بولايتين أخريتين، في خطوة نحو إحلال السلام وإنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من 18 عاما. ونقلت قناة "طلوع نيوز" المحلية عن الرئيس الأفغاني قوله إن حكومة البلاد مستعدة للسماح لطالبان بفتح مكتب لها إما في كابل أو في أحد الولايتين قندهار وننغرهار. وحسب المصدر ذاته، فإن غني سبق أن أدلى بتصريحات مثل هذه في الماضي، إلا ان طالبان رفضت إجراء محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية. وتصر طالبان، على خروج القوات الأمريكية من أفغانستان كشرط أساسي للتوصل إلى سلام مع الحكومة الأفغانية. فيما تصرّ حكومة كابل على أن تكون طرفًا في المحادثات المباشرة مع حركة طالبان، وتقول إن تحقيق السلام لا يتم إلى بحوار أفغاني أفغاني. وفي تصريحاته اليوم، أضاف غني: "نحن نريد السلام في مكة ( في إشارة إلى رغبته في ان تجري محادثات السلام في السعودية)، هل هذا أمر مُرض أم (تريدون) موسكو؟". وتابع: "الشعب يقول إنهم (السياسيين الأفغان المعارضين، وممثلي طالبان) لم يذهبوا إلى مكة بل ذهبوا إلى موسكو (لعقد محادثات السلام)؛ لذا ينبغي عليهم أن يردوا على أسئلة الشعب". وأوضح غني، أن البعض يتوقع أن يتخلى عن منصبه من أجل السلام، مضيفًا أن هذا المنصب منحه إياه الشعب من خلال تصويتهم له، وأنه لن يتم المساس به. وعقد سياسيون أفغاني وممثلون عن طالبان في 5 و6 فبراير الجاري محادثات في العاصمة الروسية موسكو، وسط غياب أي تمثيل للحكومة، إثر رفض متواصل من جانب طالبان لمشاركتها في أي جولة مفاوضات مباشرة. وقال بعض الوفود ممن حضروا الاجتماع إن الرسالة الرئيسة التي خرج بها الاجتماع أن الحرب يجب أن تنتهي في البلاد، كما ينبغي العثور على سبل لتحقيق السلام، حسب القناة الأفغانية. وقال محلل الشئون السياسية نزار محمد مطمئن، الذي حضر المحادثات، إن النقاط الأساسية الأخرى التي خرج بها الاجتماع هي أن السياسيين الأفغان رأوا "مرونة" في وجهات نظر طالبان تجاه المرأة والدور الاجتماعي والسياسي الذي يلعبنه. وتشهد أفغانستان منذ سنوات صراعا بين حركة طالبان من جهة، والقوات الحكومية والدولية بقيادة الولاياتالمتحدة من جهة أخرى؛ ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا من المدنيين. وفي 2001، قادت واشنطن قوات دولية أسقطت نظام حكم طالبان، بتهمة إيوائه تنظيم "القاعدة" الإرهابي. وعقدت واشنطن وممثلون عن حركة طالبان في يناير الماضي، جولة مباحثات للسلام في العاصمة القطرية الدوحة، استمرت 6 أيام، وينتظر عقد جولة أخرى بين الجانبين في 25 فبراير الجاري.