كان لزيارة مايك بومبيو وزير الخارجية الامريكى الى القاهرة تأثير مربك على الاوضاع بالجامعة الامريكية ، خاصة عقب القاء الوزير كلمته داخلها موجها رسالة تحمل تهديدا مباشرا لرئيسها . فرانسيس ريتشاردوني رئيس الجامعة الأمريكية في القاهرة ، تسببت زيارة بومبيو في تصويت كل من الجمعية العمومية لأساتذة الجامعة ومجلس شورى الجامعة فى سحب الثقة منه بنسبة أصوات تعدت 80 في المئة. وزار بومبيو القاهرة الشهر الماضي و وضع ريتشاردوني إحدى قاعات الجامعة الأمريكية والحرم الجامعي بشكل عام تحت تصرف السفارة الأمريكية، لاستضافة المؤتمر الصحفي الذي عقده بومبيو أثناء زيارته لمصر. واتُخذ القرار بشكل فردي، دون اتباع الإجراءات الإدارية المعتادة عند استقبال الشخصيات العامة، وعلى رأسها التشاور مع ممثلي الفئات المختلفة بالجامعة وفُرضت تدابير أمنية على الحرم الجامعي في يوم الزيارة، فيما يتعلق بالدخول والخروج وحرية الحركة داخل الجامعة، واقتصرت الدعوة على من اختارتهم السفارة الأمريكية من الشخصيات العامة ووسائل الإعلام، وإقصاء مجتمع الجامعة. ووصف ريتشاردوني الزيارة بأنها "فرصة ليعرف الجمهور حول العالم أن الجامعة الأمريكية في خدمة مواطني مصر والعالم العربي، ومنارة لنظام التعليم الحر الأمريكي"، وذلك في بريد إلكتروني أُرسل إلى عموم الجامعة بعد يومين من الزيارة. كما أثنى على تعاون طلبة وأساتذة الجامعة، وحسن استقبالهم لوزير الخارجية الأمريكي وزوجته، قبل أن يذكر لاحقا في الرسالة نفسها أن ترتيب الزيارة تم في سرية. ويقول طاهر المعتز بالله، رئيس اتحاد الطلبة السابق ومؤلف كتاب "الحركة الطلابية في الجامعة الأمريكية"، في حوار مع بي بي سي إن التصويت بسحب الثقة أمر غير مسبوق في تاريخ الجامعة، "كما أنه تحرك يقوده أساتذة الجامعة لأول مرة، على خلاف التحركات السابقة التي كان يقودها الطلاب وينضم إليها بعض الأساتذة." ، وأشار إلى سياسات التضييق على الأساتذة التي تنتهجها الإدارة مؤخرا، "إذ تحاول الجامعة تقليص عدد الأساتذة الدائمين بالجامعة، وزيادة أعداد الأساتذة المؤقتين، بغية الحد من أي أصوات معارضة لسياسة الجامعة." وأضاف أن خلفية ريتشاردوني الدبلوماسية غالبا ما دفعته إلى التصرف بهذه الطريقة، "فالسفير عادة ما يمثل وينفذ السياسات التي تُملى عليه، ولا يشارك في وضعها بالضرورة." وهنا تجدر الإشارة إلى تصريح رئيس الجامعة في اجتماع مع الأساتذة، في الثالث من فبراير، برر فيه الواقعة بأن "جهة ما" هي التي طلبت منه استضافة كلمة بومبيو في حرم الجامعة ، وبحسب ميثاق الجامعة الأمريكية في القاهرة، فهي مؤسسة تعليمية غير مسيسة وغير هادفة للربح ودائما ما تعاملت إدارتها بحذر مع الوقوع في شبهة اتخاذ موقف سياسي أو استضافة شخصيات تُسقط توجهاتها على صورة الجامعة. ولم تكن المرة الأولى التي تثير فيها إدارة ريتشاردوني سخط مجتمع الجامعة، وذلك منذ توليه إدارة الجامعة عام 2015، إذ أقام لنفسه آنذاك حفل تدشين مهيب وباذخ داخل حرم الجامعة، قالت الإدارة إن تكلفته كانت هدية من رعاة الجامعة واتخذت الإدارة العديد من الإجراءات الصارمة، من بينها منع الطالبات المنتقبات من الدخول إلى الجامعة، وفرض قيود على الأنشطة الطلابية بمنع التدريبات وجلسات النقاش السياسية، وزيادة المصروفات الدراسية بشكل غير مسبوق. كذلك أضافت الإدارة عددا من التدابير الأمنية غير المسبوقة، من بينها وضع كاميرات مراقبة في كل أنحاء الحرم الجامعي، وتعزيز إجراءات التفتيش على البوابات، ومحاولة مراقبة الصفحات الطلابية على مواقع التواصل الاجتماعي. ويعمل طلبة الجامعة حاليا على الانضمام للحراك المطالب بإقالة رئيس الجامعة. وبحسب أحد الطلاب الفاعلين في الحراك، رفض ذكر اسمه، ثمة دعوات حاليا إلى تصويت طلابي بسحب الثقة من رئيس الجامعة والضغط على الإدارة، رغم كونه تصويتا رمزيا لدعم موقف الجمعية العمومية للأساتذة . وكان مجلس أوصياء الجامعة قد ناشد الأساتذة تأجيل التصويت لحين استكمال الاجتماعات المقررة بين المجلس وأعضاء هيئة التدريس الأسبوع المقبل، وفقا لما رصده موقع البى بى سى باللغة العربية .