إلى متى سنتخانق ونتقاتل ونشد شعر بعض على النواصى ونكفر بعضًا فى الطرقات؟ ماذا ننتظر كى نعمل؟ ألم يكفينا كم الخراب الذى أصاب مصر طوال الفترة الماضية، من تراجع فى الأمن وتدهور اقتصادى وسلوكى وغيره؟ ما أعرفه أن الثورات تقوم دائمًا لتحسين أوضاع الشعوب وأقرب ثورة سمعنا عنها كانت ثورة يوليو 1952، والتى يمكن أن تتفق أو تختلف معها لكن لا نستطيع أن ننكر الكثير من إنجازاتها، الآن لماذا يريد البعض منا ألا نشعر بإنجاز حقيقى لثورة 25 يناير؟ هل المطلوب أن تظل الثورة فى مفهومنا ووجداننا هى قطع الطرقات والسرقة والبلطجة وقلة الأدب التى بلا حدود؟ هل هذا هو المفهوم الذى يصر البعض على أن نخرج به من هذه الثورة العظيمة؟ لماذا لا نلتفت إلى أعمالنا؟ نعم قطاع كبير يشعر أنه لم ير على الأرض أى حلول واقعية لمشاكله الشخصية ولم يجد أى حلول خلاقة لمشاكل مصر، بل إن الأمر يبدو وكأن مبارك وجماعته تم استبدالهم بمرسى وجماعته والحياة هى هى بلا أى تغيير الفقر والجهل والمرض والديون يحاصرون الشعب المصرى، والعلاج إما قروض أو مسكنات، مثل أيام مبارك، وليكن!! دعونا نفترض هذا لكن ألم نكن نعمل أيام مبارك وعصابته؟ هل تحولنا إلى شعب من المتظاهرين والهتيفة طب من أين نأكل؟ متى يعود السائح الذى تعود على زيارة مصر، نريد نفس العدد التقليدى 12 مليون سائح فى العام لا نريد برامج سياحية جديدة بس على الأقل حافظوا على الملايين التى تدرها السياحة القديمة، لن أقول إن لدينا ثلث آثار العالم ولن أقول إن دخل السياحة فى زيارة أثر واحد تافه فى لندن يعادل دخل السياحة فى مصر ولن أقول يجب أن نعمل ليصل زوار مصر إلى 50 مليون سائح، انسوا كل هذا، لكن على الأقل احتفظوا بالكام سائح الذين يحبون زيارة مصر ولا تفقدوهم أين المصانع (الكسر) التى كانت تعمل فى مصر وتنتج إنتاجًا غير جيد لكنه يمشى حاله فى السوق المحلى ويشغل عمالة أصبحت الآن عاطلة بعد أن أغلقت هذه المصانع، وحاشا لله أن أطالبكم بالاهتمام بالصناعة أو الجودة أو المنافسة أو فتح أسواق جديدة، فقط أريد من نفس الصناعة أن تعيد فتح أبوابها مرة أخرى واتركوا أسواق الدول العربية والإفريقية للصين لتغزوها، أنا أعلم أن تكنولوجيا صناعة السبح والجلاليب وسجاجيد الصلاة التى تغرق بها الصين مكة والمدينة وتكسب من ورائها مئات الملايين هى تكنولوجيا معقدة جدًا على دماغ الصانع المصرى لذلك لا أريده أن يكلف نفسه عناء البحث والتطوير فقط أريده يعيد فتح مصانعه الركيكة ويعمل. يا سادة العمل عبادة وإذا لم تعجبك كلمة العمل عبادة فمشيها رياضة أو تضييع وقت، لكن أن نتحول إلى مجموعة من الهتيفة ومناضلى الشوارع والكى بورد ونجلس طوال الليل نناضل على الفيس وتويتر ونسب ونشتم بأفظع الألفاظ فأكيد إن هذا الشعب يحتاج إلى وقفة، ويحتاج إلى مَن يوقظه من غفوته وغفلته، نحن دولة مديونة ومواردها محدودة وليس لنا أمل ألا فى حلول خلاقة لمشاكلنا (والحمد لله الذى لا يحمد على مكروه سواه حتى الآن لا توجد أى حلول لا خلاقة ولا غيره هى نفس الحلول العقيمة والتفكير الأكثر عقمًا) فعلى الأقل ندع الدولة تسير حتى يقيض الله لنا من يوقظ ضمائرنا ويعلمنا كيف نحب بلد بقيمة وعظمة مصر للأسف الشديد هذا البلد أكبر منا جميعًا ونحن لا نستحقها بل نحن عار عليها بضعفنا وتفرقنا وتخاذلنا وأفكارنا البالية ونظرتنا التى لا تراوح أقدامنا، سامحينا يا مصر فنحن جيل غثاء السيل.