ارتفع عدد موقوفي الحراك السادس لمحتجي "السترات الصفراء"، السبت، في جميع أنحاء فرنسا إلى 220 شخصا. ونقلت شبكة "بي إف إم" التليفزيونية الفرنسية، عن مصادر (لم تسمها) إنّ "220 شخصا تم توقيفهم في جميع أنحاء فرنسا، بينهم 81 تم وضعهم قيد الاحتجاز". وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السلطات الفرنسية "توقيف 142 متظاهرا في العاصمة باريس، على خلفية احتجاجات اليوم، تم وضع 16 منهم قيد الحجز الاحتياطي"، وفق المصدر ذاته. وأشارت الشبكة ذاتها إلى أن الموقوفين قد يواجهون تهما تشمل "المشاركة في أعمال غوغائية، وارتكاب أعمال عنف". في السياق، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية، مشاركة 36 ألفا و600 متظاهر في الحراك السادس لمحتجي "السترات الصفراء" في فرنسا حتى الساعة (18: 30 ت.غ). ويمثل ذلك تراجعا بمقدار النصف في أعداد المشاركين في مظاهرات "السترات الصفراء"، إذ شهدت احتجاجات، السبت الماضي، عند التوقيت ذاته (18: 30 ت.غ) مشاركة 66 ألف متظاهر. ووفق أرقام رسمية، بلغ عدد المتظاهرين في جميع أنحاء فرنسا في أول تظاهرة لمحتجي "السترات الصفراء" 282 ألفا في 17 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وتراجع إلى 166 ألفاُ في 24 نوفمبر (ثاني تظاهرة)، و136 ألفا في 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري (ثالث تظاهرة)، و125 في 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري (رابع تظاهرة)، و66 ألفا السبت الماضي (خامس تظاهرة والأولى بعد خطاب ماكرون). ويرى محللون أن عدة أسباب تقف وراء هذا التراجع الكبير في الحشد الشعبي الذي بدأ احتجاجا على زيادة الضرائب على المحروقات قبل أن يتسع ليشمل عدة مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية أيضا. أحد أهم الأسباب -وفق ما نقلت قناة "فرانس برس" عن هؤلاء المحللين- خطاب ماكرون الذي ركز في بدايته على تفهم الغضب الشعبي، ثم أعلن عن إجراءات عاجلة لرفع القدرة الشرائية للفرنسيين، إضافة إلى الاستراتيجية الأمنية الحاسمة، والبرد القارس الذي يضرب أنحاء واسعة من البلاد، ودخول اليمين المتطرف واليسار المتطرف على الخط ما أدى إلى خشية من انتهاز المظاهرات لتحقيق مكاسب سياسية لبعض الأحزاب.