بيل جيتس يخطط للتبرع بكل ثروته البالغة نحو 200 مليار دولار    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جنديين في حادثين منفصلين جنوبي غزة    موعد مباراة مصر وتنزانيا في أمم إفريقيا للشباب    مروان موسى عن ألبومه: مستوحى من حزني بعد فقدان والدتي والحرب في غزة    زيلينسكى يعلن أنه ناقش خطوات إنهاء الصراع مع ترامب    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    ارتفاع صادرات الصين بنسبة 8% في أبريل    «أوقاف شمال سيناء»: عقد مجالس الفقه والإفتاء في عدد من المساجد الكبرى غدًا    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    تكريم حنان مطاوع في «دورة الأساتذة» بمهرجان المسرح العالمي    حبس المتهمين بسرقة كابلات كهربائية بالطريق العام بمنشأة ناصر    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    في ظهور رومانسي على الهواء.. أحمد داش يُقبّل دبلة خطيبته    جدول مواعيد مباريات اليوم الجمعة والقنوات الناقلة    بعد بيان الزمالك.. شوبير يثير الجدل برسالة غامضة    تبدأ 18 مايو.. جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصف الرابع الابتدائي بالدقهلية    حملات تفتيش مكثفة لضبط جودة اللحوم والأغذية بكفر البطيخ    تويوتا كورولا كروس هايبرد 2026.. مُجددة بشبك أمامي جديد كليًا    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    مصر تنضم رسميًا إلى الاتحاد الدولي لجمعيات إلكترونيات السلامة الجوية IFATSEA    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    طريقة عمل الآيس كوفي، الاحترافي وبأقل التكاليف    موعد نهائى الدورى الأوروبى بين مانشستر يونايتد وتوتنهام    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    سعر الفراخ البيضاء والساسو وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الجمعة 9 مايو 2025    مستأجرو "الإيجار القديم": دفعنا "خلو" عند شراء الوحدات وبعضنا تحمل تكلفة البناء    إلى سان ماميس مجددا.. مانشستر يونايتد يكرر سحق بلباو ويواجه توتنام في النهائي    مؤتمر النحاس: نلعب مباراة كل 4 أيام عكس بعض الفرق.. ورسالة لجماهير الأهلي    الأهلي يتفق مع جوميز مقابل 150 ألف دولار.. صحيفة سعودية تكشف    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    خبر في الجول - أحمد سمير ينهي ارتباطه مع الأولمبي.. وموقفه من مباراة الزمالك وسيراميكا    أيمن عطاالله: الرسوم القضائية عبء على العدالة وتهدد الاستثمار    دراسة: 58% يثقون في المعلومات عبر مواقع التواصل الاجتماعي    موجة شديدة الحرارة .. الأرصاد تكشف عن حالة الطقس اليوم الجمعة 9 مايو 2025    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    بنك القاهرة بعد حريق عقار وسط البلد: ممتلكات الفرع وبيانات العملاء آمنة    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    جامعة المنصورة تمنح النائب العام الدكتوراه الفخرية لإسهاماته في دعم العدالة.. صور    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    مفاجأة بعيار 21 الآن بعد آخر تراجع في سعر الذهب اليوم الجمعة 9 مايو 2025    بوتين وزيلينسكى يتطلعان لاستمرار التعاون البناء مع بابا الفاتيكان الجديد    المخرج رؤوف السيد: مضيت فيلم نجوم الساحل قبل نزول فيلم الحريفة لدور العرض    غزو القاهرة بالشعر.. الوثائقية تعرض رحلة أحمد عبد المعطي حجازي من الريف إلى العاصمة    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    زيلينسكي: هدنة ال30 يومًا ستكون مؤشرًا حقيقيًا على التحرك نحو السلام    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    مصطفى خليل: الشراكة المصرية الروسية تتجاوز الاقتصاد وتعزز المواقف السياسية المشتركة    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    «الصحة» تنظم مؤتمرًا علميًا لتشخيص وعلاج الربو الشعبي ومكافحة التدخين    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    ب3 مواقف من القرآن.. خالد الجندي يكشف كيف يتحول البلاء إلى نعمة عظيمة تدخل الجنة    انطلاق المؤتمر الثالث لوحدة مناظير عائشة المرزوق في مستشفى قنا العام    محافظ سوهاج يوجه بسرعة استلام وتشغيل مركز الكوثر الطبي خلال أسبوعين    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    نائب وزير الصحة يتفقد وحدتي الأعقاب الديسة ومنشأة الخزان الصحية بأسوان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم الأزهري.. إقبال «أجنبي».. وهروب «مصري»

أكثر من 70 ألف طالب قاموا بالتحويل إلى التعليم العام منذ عام 2010 حتى 2016
صعوبة المقررات الدراسية.. ضعف قدرات المعلمين.. تزايد أعداد الراسبين.. الاغتراب.. تراجع فرص العمل على رأس الأسباب
الشحات: أربعة أسباب وراء عزوف الطلاب عن الأزهر من بينها ارتفاع مجموع كليات القمة
شيخ الأزهر مهموم بالقضية ويسعى لإعادة ضخ الدماء فى أوصال التعليم الأزهرى
وكيل شيخ الأزهر السابق: تحويلات الطلاب لا تبعث كل هذا القلق.. وتشكيل لجنة من 20 خبيرًا لإنقاذ المنظومة
تزايد تحويل الطلاب الدارسين بالأزهر إلى التعليم العام بشكل ملفت خلال السنوات الأخيرة، إلى الحد الذي أصبح ظاهرة تثير القلق حول مستقبل التعليم الأزهري, مع هروب الآلاف منه، لأسباب متباينة، في الوقت الذي يفد فيه الطلاب من جميع أنحاء العالم للدراسة بالأزهر، ليعودوا إلى بلادهم سفراء له، وبعضهم يتقلد مناصب هامة بعد التخرج، في ظل نظرة من التقدير والاحترام الواسع التي يحظى بها الطالب الأزهري بالخارج.
وعلى النقيض من ذلك، تراجع عدد الطلاب المتقدمين للالتحاق بالدراسة في الأزهر، في مراحله الأولى لهذا العام, مع عزوف واضح من أولياء الأمور عن إلحاق الطلاب بالتعليم الأزهري؛ حتى في محافظات الصعيد التي يقبل أبناؤها خصوصًا على الالتحاق بالأزهر، رغبة منهم في حفظ القرآن، والتزود بالعلوم الشرعية واللغة العربية، وهو الأمر الذي يثير التساؤلات حول أسباب "الهروب الجماعي" من الأزهر.
وقرر أكثر من 70 ألف طالب، التحويل من التعليم الأزهري لنظيره العام، منذ عام 2010 وحتى العام الدراسي 2015/2016، بحسب قطاع المعاهد الأزهرية.
في عام 2010، الذي كان بداية تنفيذ قرار التحويل من المعاهد الأزهرية إلى التربية والتعليم، هجر أكثر من 36 ألف طالب وطالبة التعليم الأزهري، من بينهم 19 ألفًا و325 في المرحلة الابتدائية فقط، بينما وصل الرقم في المرحلة الإعدادية إلى 17 ألفًا و230.
وشهد العام الدراسي 2017/2018 وحده، تحويل 36985 طالبًا وطالبة بالمرحلتين الابتدائية والإعدادية من التعليم الأزهري إلى التعليم العام. وحسب الإحصائيات، من المتوقع وصول الرقم إلى 150 ألف حالة تحويل، مع بداية العام الدراسي المقبل، من إجمالي مليوني طالب يدرسون بالمعاهد الأزهرية.
وأتاح شيخ الأزهر لرؤساء المناطق الأزهرية، الموافقة على تحويل الطلاب إلى وزارة التربية والتعليم، بداية من الصف الأول الابتدائي، وحتى الأول الإعدادي، شريطة أن يكون الطالب ناجحًا، مع مراعاة كثافة الفصول.
«لم ينجح أحد»
تلك الجملة التي أصابت أسرًا مصرية عديدة بالصدمة تلو الأخرى على مر عقود مضت، عندما كانت تذيع إذاعة القرآن الكريم نتائج الشهادتين "الإعدادية - الثانوية الأزهرية"، يسرد المذيع نتائج معهد تلو الآخر، والنتيجة "لم ينجح أحد".
القليل من تلك المعاهد، تشهد بنسبة نجاح ضئيلة، بينما تتزايد نسبة رسوب الطلاب في كثير من المواد، حتى أصبح الأمر معتادًا، والمبررات جاهزة، المواد كثيرة، المناهج شاقة، حتى عام 2016 لم تتعدَ فيه نسبة النجاح بالشهادة الإعدادية 28 في المائة فقط، و41 في المائة للثانوية.
صعوبة المواد
وقال أحمد عبد المحسن، مدرس رياضيات بالأزهر، إن طلبة التعليم الأزهري يواجهون كثيرًا من المشاكل التي تدفعهم دافعًا للتحويل من الأزهر، وتجعل الكثير من أولياء الأمور يعزفون على التقديم لأبنائهم بالأزهر.
وأضاف ل"المصريون" مفسرًا أسباب الظاهرة، أن "مناهج التعليم الأزهري بالمرحلة الإعدادية والثانوية تفوق قدرات الطالب الجامعي الذي لا يدرس هذا الكم من المواد، حيث يتخصص في دراسة مجال محدد، أما الطالب الأزهري فيدرس مناهج وزارة التربية والتعليم، إضافة إلى دراسة اللغة العربية بتعمق، ومواد العلوم الشرعية".
وأكد المعلم الأزهري، أن "صعوبة النتائج أدى بطبيعة الحال إلى نتائج سيئة للغاية وانخفاض عدد الطلاب الناجحين، حيث أصبحت عبارة: "لم ينجح أحد" أمرًا مألوفًا في كثير من المعاهد الأزهري ولدى أولياء الأمور.
وأوضحت أن الدراسة بالأزهر، بحاجة إلى طلاب يحبون التعليم الأزهري، وأن يكون لديهم الرغبة في القدرة على دراسة العلوم الشرعية إلى جانب المواد الأخرى "التربية والتعليم"، وكذلك حفظ القرآن الكريم.
ضعف قدرات المعلمين
يقول الطالب سيد حسين، طالب بالثانوية الأزهرية، إن كثيرًا من معلمي الأزهر لا يتمتعون بالقدرات التي تمكنهم من شرح المواد أو إيصال المعلومة إلى الطالب.
وأضاف ل"المصريون": "ضعف قدرات المعلمين يجبر معظم الطلاب على الاتجاه إلى "سناتر" التعليم الخصوصي، وخاصة في مراحل الشهادة الإعدادية والثانوية، حيث لا يذهب الطلاب إلى المدارس ويكتفون بالدروس والمذاكرة في المنزل؛ ليتمكنوا من الحصول على مجموع جيد يؤهلهم لحجز مقعد بالجامعة التي يتنافس عليها مئات الآلاف من أنحاء الجمهورية ومن دول العالم أيضًا".
الاغتراب
وأكدت آية صبري، طالبة بجامعة الأزهر، أن "الاغتراب للبنات سبب رئيسي في ضعف الإقبال على التعليم بالأزهر، فكل من أتم التعليم الثانوي في الغالب يكون في مدينته، بعكس الأزهر، فيضطرون من أجل الدراسة إلى الانتقال إلى مدينة أخرى، خاصة القاهرة، وهذا أمر يشق على كثير من الطلاب وخاصة من يأتي من الإسكندرية أو أقصى الصعيد، كطلاب محافظتي الأقصر وأسوان".
وطالبت آية في تصريح إلى "المصريون"، المسئولين بالأزهر وعلى رأسهم شيخ الأزهر، بالانتباه إلى تلك المشكلة التي تؤرقهم، من خلال بناء أفرع لجامعة الأزهر تضم جميع التخصصات بمختلف المحافظات مثل الجامعات الأخرى المنتشرة بجميع محافظات مصر.
فضلاً عن ذلك، أشارت الطالبة الجامعية إلى أن "التعليم الجامعي بالأزهر يظلم الطلاب، حيث إن الكليات تعلن قبول عدد أكبر من قدرتها الاستيعابية؛ نتيجة العدد الضخم من الطلبة المتقدمين لها، إلا أنه يتم تصفية هذا الكم من الطلاب في الفرقة الأولى، فعلى سبيل المثال كلية اللغة العربية "بنين" تقبل في الفرقة الأولى ما يقرب من 2500 طالب، إلا أنه لا ينتقل إلى الفرقة الثانية سوى 240 طالبًا فقط لا غير؛ الأمر الذي ينطبق على كليتي التجارة والشريعة والقانون".
الوظائف فى المستقبل
وقال طه حسين، خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر بالقاهرة، ويعمل سائق "تاكسي"، إن "الأماكن المتاحة للكليات العملية الأزهرية محدودة، في حين أن أولياء الأمور ينظرون إلى التعليم كعامل أساسي للحصول على وظيفة جيدة، إلا أن خريجي العلوم الشرعية لا يحصلون على مواقع متميزة؛ رغم أنهم يقومون بعبء أكثر".
وأضاف ل"المصريون": "على الرغم من كل العقبات التي واجهتها في التعليم الأزهري إلا أني استفدت كثيرًا من محتوى مناهج التعليم الأزهر، والذي مكنني من التعرف على أمور ديني، وحفظ القرآن الكريم كاملًا".
وأشار إلى أن "الأزهر يتطلب مسئولين أكفاء يعدون خطة إصلاحية لإنقاذه من الانهيار، ويحافظ على دوره الرائد منارةً للعلوم الشرعية يقبل عليها طالبو العلم من شتى أنحاء العالم".
الظاهرة فى انحسار
فيما أكد عصام محمد، موجه لغة عربية بالأزهر، أن "هناك قصورًا في التعليم الأزهري، لكن تجرى الآن عمليات تطوير وإصلاحات شاملة للتغلب عليها"، موضحًا أن "نظام التعليم الأزهري لا يختلف عن نظيره العام، والذي يعد جزءًا لا يتجزأ منه".
وأضاف ل"المصريون"، أن "ظاهرة الهروب من الأزهر وارتفاع معدلات التحويل إلى التعليم العام بدأت في الانحسار؛ مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية، حيث وصل الأمر إلى أن بعض المعاهد لم يتقدم للصف الأول الابتدائي بها سوى اثنين أو ثلاثة تلاميذ فقط"، متوقعًا أن تشهد السنوات القادمة تحويل الطلاب من التعليم العام إلى الأزهري نتيجة التطوير القائم.
رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق: الإمام الأكبر مشغول بالقضية
في السياق، قال الشيخ جعفر عبدالله، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق, إنه "لا أحد ينكر التحويلات من التعليم الأزهري التي لا يمكن وصفها إلا بالمفزعة، والإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، يعمل على إيجاد حلول لجذب الطلاب للتعليم الأزهري".
وأشار جعفر إلى أنه "لا يمر يوم دون عقد اجتماع لبحث تطورات لجنة التعليم الأزهري، والتشديد على ضرورة الاهتمام بالعلوم الإسلامية والعصرية في آن واحد، مع العناية بالمدخلات التعليمية من مناهج ومقررات لتحقيق الأهداف وحل المشكلات".
وتابع: "تعديل المسار من خلال إنشاء مراكز بحوث لتطوير التعليم الأزهري يقوم على إعداد وتطوير وتقويم المناهج الدراسية، في ضوء بحوث علمية رصينة تتفق وأحدث التوجهات العلمية والتربوية في إعداد المناهج، وبما يتفق ورسالة الأزهر، وأهمية تحديد الهدف الرئيسي المطلوب من كل مرحلة تعليمية؛ حتى لا ينتقل الطالب إلى مرحلة تعليمية جديدة دون إتقان للمرحلة التي تسبقها".
وأوضح رئيس قطاع المعاهد الأزهرية الأسبق ل"المصريون"، أن "الأزهر يسعى للتطوير، وفق أسس وقواعد معينة، فالأزهر له طابع مميز حتى يلتحق به الطلاب الراغبون في تلقي العلوم الإسلامية أو العلمية التجريبية المدعومة بالثقافة الإسلامية، وبالتالي لا يمكن الانقضاض على تراث الأزهر تحت مسمى التطوير، فإذا أخذنا بالأهواء فإننا سوف نقدم على التدمير".
وأشار إلى أن "التطوير الذي يسعى له الأزهر يجب أن يكون محسوبًا؛ حتى لا يؤدي إلى فساد الأصل الذي قام عليه الأزهر الشريف، من خلال الحرص على جمع الطالب الأزهري بين حفظ القرآن الكريم واستيعاب العلوم العربية والإسلامية، وتحصيل المعارف الحديثة عن طريق دراسة المواد الثقافية، بحيث لا ينفصل الطالب الأزهري عن ما يدور حوله من ثقافات، ومعارف، ويواكب سوق العمل".
الشحات: أربعة أسباب وراء عزوف الطلاب عن الأزهر
من جانبه، قال الدكتور محمد الشحات الجندي، عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، إن حالة العزوف الواضح عن الالتحاق بالأزهر يرجع لأربعة أسباب، أهمها: "ازدواجية المناهج الأزهرية، إذ إن الطالب الأزهري يدرس مواد عدة؛ مثل الفقه والشريعة والأدب والحديث والتفسير والعروض والنحو والصرف، وبعض من تلك المواد تشكل مادة واحدة فقط في التعليم العام، والسبب الثاني يرجع إلى ارتفاع نسبة الرسوب في المعاهد الأزهرية، إذ إن هدف الطالب هو اجتياز السنة الدراسية وعبور المرحلة بأقل مجهود ممكن".
وأضاف ل"المصريون"، أن "السبب الثالث يتمثل في اختفاء الميزة التي كان يحصل عليها الطالب الأزهري في الالتحاق بكليات القمة خصوصًا، إذ كان في السابق الطالب يكفيه الحصول على مجموع 80% للالتحاق بتلك الكليات، لكن الآن أصبح مطالبًا بالحصول على مجموع نظيره بالتعليم العام لذلك يتجه الطالب الأزهري للتعليم العام".
وأشار إلى أن "السبب الرابع يتمحور حول مطالبة المجتمع للطالب الأزهري بعدة التزامات كونه قدوة وأسوة لباقي الطلاب؛ لذا يجب أن يلتزم بسلوكيات وزي معين لا يجب أن يحيد عنها".
وطالب عضو مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر, بتطوير المناهج الأزهرية، إذ إن أي مؤسسة يجب أن تعمل على التجديد والتطوير لتواكب مقتضيات العصر ونفسية أهله, لأن هذا أمر هام في تقبل أي علم.
محاولات للحد من هجرة الطلاب
وفي محاولة للحد من هجرة الطلاب التعليم الأزهري، قام قطاع المعاهد، بحصر أسباب عزوف الطلاب عن التعليم الأزهري، من خلال نموذج يتم ملؤه بمعرفة المعهد، يدوّن فيه الأسباب الدافعة للتحويل.
ولجأ قطاع المعاهد الأزهرية، لتقنين التحويل، مع منح مزيد من الامتيازات للطلاب، من بينها تخفيف المناهج، والتي تعد السبب الرئيسي للتحويل إلى التعليم العام.
ووفقًا لمسئولي قطاع المعاهد، قام الأزهر، بتطوير شامل للمناهج الأزهرية، لتنساب الطلاب.
في الوقت الذي تضمنت فيه خطة عمل لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، برئاسة الدكتور أسامة العبد، خلال دور الانعقاد الرابع، بندًا يتعلق بالتعليم الأزهرى، فى المعاهد الدينية والتعليم الجامعى، يشمل متابعة تطوير وإصلاح التعليم الأزهرى.
وأشارت اللجنة، إلى أنها ستبحث الاستراتيجيات التى تتعلق بكافة اختصاصات اللجنة فى مجال التعليم الأزهرى، ومتابعة تطوير وإصلاح التعليم الأزهرى الجامعى وما قبل الجامعى، والعمل على إصلاح العملية التعليمية بجميع أركانها والاهتمام باللغات الأجنبية بما يضمن وجود خريج أزهرى قادر على القيام بالدور المنوط به فى المجتمع من نشر الفكر الصحيح والتحصن من الفكر المتطرف.
وأكدت اللجنة، فى خطة عملها، ضرورة تبنى دراسة جادة تدعو إليها اللجنة، كافة الجهات المعنية؛ لبحث أسباب العزوف عن التعليم الأزهرى والتسرب منه.
وشدت على ضرورة متابعة إنشاء هيئة الأبنية التعليمية الأزهرية، حتى تقوم بعمليات الإحلال والتجديد للمعاهد الأزهرية والإشراف على المبانى التعليمية التابعة للأزهر، ومتابعة الأراضى والمبانى المتبرع بها واستغلالها الاستغلال الأمثل سواء كان للجامعة أو المعاهد، ومتابعة توفير منظومة حديثة للدفاع المدنى بالمعاهد الأزهرية؛ لتطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة بها، ومتابعة مدى جدية الجامعة فى الحصول على الجودة بكافة كلياتها.
وكيل شيخ الأزهر السابق: تحويلات الطلاب لا تبعث كل هذا القلق
الدكتور عباس شومان، مسئول ملف تطوير التعليم الأزهري، ووكيل الأزهر الأسبق, قال إن "مستوى التحويلات بين طلاب الأزهر لا يبعث كل هذا القلق أو الرغبة في إثارة الرأي العام حول وجود مخاوف من انفضاض الطلاب من المعاهد الأزهرية خاصة عند مقارنة عدد الطلاب المحولين بالكثافة الطلابية في المعاهد الأزهرية مقارنة لها بمتوسط الكثافة ذاتها في مدارس التعليم العام؛ رغم عدم وجود مقارنة بين مباني المعاهد الأزهرية ومباني التعليم العام لكن في جميع الأحوال لا ننكر أن الأمر يبعث القلق، فإن الجميع يسعى لأن يكون الأزهر الشريف أداة جذب وليس أداة لطرد الطلاب، ولأجل معالجة هذه القضية وأمثالها".
وأشار إلى أن تم تكليفه في هذا الوقت من الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ومعه مجموعة منتقاة من خبراء التعليم الأزهري، بتشكيل لجنة مكونة من 20 خبيرًا في تطوير التعليم من الأزهر الشريف وخبراء من وزارة التربية والتعليم سُميت هذه اللجنة "لجنة إصلاح التعليم"، وبدأت عملها لوضع الخطوات والوسائل في طرق التدريس، وتعمل هذه اللجنة على محاور عدة في إصلاح المناهج بما يتواكب مع روح العصر الحاضر، ويتسم بالأصالة والمعاصرة، ويرتبط بالواقع بما يسهم في حذف الحشو من المقررات، والمناهج التي لا تصلح لعصرنا يتم استبدالها بمناهج عصرية حتى يمكننا التخفيف عن كاهل الطلاب، حيث لم تعد المناهج الموجودة حاليًا تتناسب مع العصر الحاضر، وهذا لا يعني التخلي عن الجودة التعليمية، حيث إننا نحرص في النهاية على خريج عصري يمتاز بالجودة يتناسب مع سوق العمل.
وأضاف "شومان", أن تطوير العملية التعليمية بالأزهر لا يقع على حشو المناهج فقط بل يوجد العنصر الأساسي في العملية التعليمية، وهو المعلم الذي يجب تدريبه على أفضل وسائل المنهجية العلمية حتى يمكنه توصيل المعلومة إلي الطلاب.
فالمناهج لن تدخل عقول الطلاب دون واسطة، ولن يقتصر التطوير بالأزهر على المنهج والمعلم، بل هناك الإداري الذي يتعامل معه الطلاب وأولياء الأمور، هؤلاء أيضًا يجب أن تمتد إليهم يد التطوير، وكل من له صلة بالتعليم والأهم من ذلك تعميم التكنولوجيا.
وفسّر وكيل الأزهر، عزوف الطلاب عن التعليم الأزهري، بكثرة المناهج وأسلوب التعليم، ومن أجل ذلك قاموا بالإصلاح التعليمي, قائلاً "لقد أخذنا خطوات فعلية سيشهدها الطالب ليتم القضاء على ظاهرة تحويل الطلاب للتعليم العام بعد الانتهاء من تصحيح العملية التعليمية، ولا يجب أن يخفى علينا أن عدد المعاهد الأزهرية في مصر وصل إلى 9 آلاف معهد؛ بما يعني حالة من التوسع في الكم على حساب الكيف؛ الأمر الذي انعكس على مستوى الطالب؛ فلا يمكننا أن نخفي رءوسنا في الرمال، ونقول إنه لا توجد لدينا مشكلات فنحن نواجه مشكلات نعلن أننا سوف نواجهها بكل مسئولية وبأمانة دون اتّباع أساليب الماضي بالتهوين من العظائم، ولدينا تفاؤل كبير بالنجاح".
خبيرة تربوية: الطالب أصبح لا يستوعب ولا يقدر على الحفظ
الدكتورة بثينة عبد الرءوف الخبيرة التربوية قالت إن الأزهر مرتبط بمستوى اجتماعي معين في التعليم, موضحة أن معظم المقبلين عليه من القرى والطبقة الفقيرة.
وأضاف، أن "التعليم الأزهري يحتوي العديد من المواد الشرعية المثقلة, بجانب المواد العلمية المقررة على الطالب بعكس الطالب في التعليم العام الذي يدرس جزءًا من تلك المواد في صورة مبسطة, بجانب أنه لا يوجد به مستوى أكاديمي كافٍ".
وأشارت إلى أن "الطالب أصبح الآن لا توجد لديه القدرة على حفظ المواد الشرعية, بجانب أنه أصبح يأخذ دروسًا في جميع المواد، وهذا في غير مقدور الأهالي, لذلك يفضل أولياء الأمور ألحاق أبنائهم بالتعليم العام أو التحويل من الأزهر إلى التربية والتعليم, وهناك أولياء أمور يكتشفون أن أبناءهم لا يستوعبون ما يتلقونه من دروس، أو لا يجيدون القراءة, لذلك يقومون بتحويلهم".
وأوضحت الخبيرة التربوية, أن "من يقول إن الأزهر هو سبب التطرف أو الإرهاب إنسان جاهل, لأن الأزهر معروف باعتداله, وأن هذا ليس سببًا في عزوف الطلاب عنه كما يُقال".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.