هل تستطيع الحروف والكلمات المسيئة محو تاريخ كتبته دماء امتزجت للدفاع عن أرض وعرض؟ .. هل يمكن لشيطان آثم يخبئ أنيابه المسمومة خلف «لوحة حروف» مشبوهة أن يكسر عرى التحمت بمزيج دماء شعبين شقيقين؟ .. هل تنسف سموم «السوشيال ميديا» علاقات دم وأواصر قربى وتراحم استمر عقودا وعقودا؟ .. هل يترك العقلاء الساحة لبعض المراهقين فكريا والموتورين اجتماعيا والمغرضين سياسيا ليبثوا سمومهم وينشروا أكاذيبهم للنيل من العلاقات المتجذرة، والضاربة في عمق التاريخ بين الشعبين الكويتي والمصري؟ ففي الوقت الذي تستعد فيه وزارة الخارجية الكويتية لاستضافة اجتماعات اللجنة الوزارية المصرية- الكويتية على أرض الكويت ديسمبر المقبل، تتسارع وبشكل محموم عناصر مجهولة ومغرضة على وسائل التواصل الاجتماعي لبث سمومها عبر رسائل نصية في محاولات يائسة لضرب العلاقات المتينة التي تربط بين البلدين الشقيقين على المستويين الرسمي والشعبي. ولاحظنا- كما لاحظ الكثيرون- كثرة تلك الرسائل السلبية التي تخرج علينا، تارة تُنسب الى مواطن كويتي وأخرى تُنسب الى شقيقه المصري وكاتبها غالبا واحد، لا هدف له سوى إشاعة البغضاء وشحن الأنفس وخلق نوع من الكراهية المتبادلة، ولا شك ان كل صاحب عقل يدرك جيدا تلك المحاولات الفاشلة واليائسة، ويعرف مآربهم وخططهم الشيطانية الساعية لتعكير صفو تلك العلاقات الأخوية بين البلدين. ويكفينا مواقف وتصريحات القيادات المصرية والكويتية التي أكدت خلال الأيام الماضية أكثر من مرة عمق العلاقات التاريخية والأبدية بين البلدين وضرورة الانتباه للحاقدين الذين يبثون سمومهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومن ينتحل صفة مصري او كويتي ليشحن النفوس غضبا، مع العلم ان تلك المحاولات ليست بالأمر الجديد، وإنما شهدتها من قبل دول خليجية مع بعضها البعض لكثرة تواجد من يخلط السم بالعسل لضرب العلاقات حتى ان العديد من اجهزة المخابرات انشأت ادارات خاصة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق مآربها ويكفي ان ننبذ الخبيث من الكلم ونتخيّر الطيب. وها هو رئيس مجلس الامة الكويتي السيد مرزوق الغانم الذي صرح ثلاث مرات في فترات متقاربة عن أهمية العلاقات والروابط بين البلدين وعدم السماح بزعزعة تلك العلاقات، بل انه يؤكد مرة واثنتين وثلاثاً فيقول: «لا أريد أن أعيد وأكرر ما قلته سابقا بخصوص العلاقة بين الكويت ومصر على مستوى القيادة والبرلمان والحكومة وعلى مستوى الشعبين الشقيقين، لقد تحدثت كثيرا في هذا الموضوع والمؤكد لا يحتاج إلى تأكيد بما يتعلق بعمق الروابط التاريخية بين الكويت ومصر». وهناك أيضا ما صرح به وكيل وزارة الخارجية الكويتية السيد خالد الجار الله الذي أكد أن الشعبين المصري والكويتي كبيران ولا تهزهما صغائر الأمور، وأن العلاقات بين البلدين والشعبين ضاربة في أعماق التاريخ يرويها النيل العظيم في مصر وفي الكويت نهر عارم من المحبة، مؤكدا ان الشعبين لا يلتفتان الى تلك الاساءات التي تصدر عن اناس لا يمثلون إلا انفسهم. وعلى الجانب الآخر نجد تصريحات المسئولين المصريين والسفير المصري في الكويت السيد طارق القوني الذي شدد على عمق واستراتيجية الروابط التي تجمع بين مصر والكويت وتجذّر العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين، مؤكدا أهمية عدم الانسياق وراء التجاوزات الصادرة عن البعض عبر عدد من المنابر الإعلامية أو مواقع التواصل الاجتماعي، وأن تلك الأصوات الفردية لن تستطيع النيل من العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين الشقيقين. لذا من المهم جدا ان ننتبه لتلك المحاولات والأخذ بعين الاعتبار عمق تلك العلاقات التاريخية المهمة والحيوية بين البلدين لا سيما في الوقت الذي نحتاج فيه إلى التعاضد والتعاون وتوحيد الصفوف، بعيدا عن إثارة الفتنة وزرع فتيل الضغينة في النفوس. ونحذّر كل انسان وهبه الله العقل والحكمة ان ينأى بنفسه عن تلك المحاولات القذرة والدور البشع الذي تلعبه اجهزة وافراد على وسائل التواصل الاجتماعي في تأجيج المشاكل بين الشعوب، فضلا عن أجهزة الاستخبارات الأجنبية التي تلعب دوراً في انتحال الأسماء والجنسيات، في محاولة مفضوحة لتأجيج الخلافات وتسميم العلاقات بين الاشقاء. وحفظ الله الكويت ومصر وأهلهما من كل سوء. Twitter: @hossamfathy66 Facebook: hossamfathy66