قال مبعوث موسكو لدى كابول، إن مؤتمر السلام حول أفغانستان، الذي استضافته بلاده، الجمعة الماضي، يعد حدثُا "فريدًا"، مشيرًا إلى أنه من حق طالبان المطالبة بمباحثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة لرفع العقوبات عن الحركة. وأوضح زامير كابولوف، في تصريحات صحفية، الإثنين، أنّه للمرة الأولى يعقد لقاء "مفتوح وعام بين الحكومة الأفغانية وطالبان". وأضاف: "نعرف عن اللقاءات المغلقة بين طالبان والحكومة الأفغانية، ونعرف أنها جرت مراراً وتكراراً، إلى جانب عقد طالبان عشرات اللقاءات المغلقة مع ممثلين عن الولاياتالمتحدة". وتابع أنّ أعضاء طالبان حضروا المؤتمر "كمشاركين رسميين على نطاق دولي واسع". وبحسب المبعوث الروسي، لم تطمح موسكو إلى بدء مباحثات مباشرة (بين طالبان والحكومة)، خلال لقاءات الجمعة، غير أنها أرادت فقط تحقيق "خطوة متواضعة نحو مفاوضات كاملة". ومضى قائلا: "إذا كان هدفنا هو إعادة الأطراف المتنازعة إلى طاولة المفاوضات، فإن مهمتنا تتمثل في جعل الطرفين يعتادان على المحادثات". واستطرد: "منحهم (الأطراف المتنازعة) إمكانية عقد مباحثات مباشرة؛ يعني خلق مناخ من الثقة". ** مكافحة داعش ومن بين الأحداث "الفريدة" التي شهدها مؤتمر موسكو حول أفغانستان، الاتفاق المشترك بين الحكومة الأفغانية وطالبان على ضرورة مكافحة تنظيم داعش الإرهابي، وفق كابولوف، الذي أضاف: "الطرفان وصفا داعش بالعدو المشترك". وحول تمثيل طالبان في مؤتمر موسكو عبر مكتبها السياسي في العاصمة القطرية الدوحة وليس مكتبها في شورى كويتا (مدينة باكستانية تحتضن عددًا من قيادات الحركة)، برر "كابولوف" بالقول: "مكتب الدوحة هو الجهة المصرح لها التواصل مع أطراف ثالثة". وأردف بالقول: "أعضاء طالبان ناقشوا خطة السلام الخاصة بهم بالتفصيل خلال مؤتمر موسكو". ورفض الإفصاح عن تفاصيل الخطة، مكتفيا بالقول إنها تضم 3 شروط معروفة: جدول زمني لسحب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، الإفراج عن جميع سجناء طالبان، ورفع كل العقوبات المفروضة على الحركة. وفي هذا الشأن، أشار "كابولوف" أن من حق طالبان "المطالبة بإجراء محادثات مباشرة مع الولاياتالمتحدة"، محذرًا أن الطريق الحالي يهدد ب"المزيد من الدمار في أفغانستان". وتعليقًا على مشاركة الولاياتالمتحدة في مؤتمر موسكو، قال "كابولوف" إنّ مستشارًا سياسيًا لواشنطن لدى روسيا كان حاضرًا بصفة مراقب. وتابع: "نظرًا لأن المستشار الأمريكي من أصل كوري، ربما هذا هو السبب في عدم تحديده كممثل للولايات المتحدة". واستضافت موسكومباحثات الجولة الثانية لمؤتمر السلام حول أفغانستان، على مستوى نواب وزراء الخارجية، حيث تمت دعوة 11 دولة بينها الولاياتالمتحدة، وبحضور وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف. وتكون الوفد الأفغاني من 5 أعضاء برئاسة دين محمد عزيز الله، نائب رئيس مجلس السلام الأعلى في البلاد، انضم إليهم بعد وصولهم إلى العاصمة الروسية، سفير أفغانستان لدى موسكو، قيوم كوكاي. وحضر المباحثات أيضًا ممثل حركة طالبان، شير محمد عباس ستاناكزاي.