أنيس منصور واحد من أشهر كتاب مصر فى القرن العشرين، وكان أحد المقربين من الرئيس أنور السادات، وكتب عشرات الكتب فى شتى مجالات الكتابة، فضلاً عن بعض المسرحيات والروايات، وكان أقرب إلى الفيلسوف منه إلى السياسى. ولد أنيس منصور فى مثل هذا اليوم عام 1924 بمدينة المنصورة، حفظ القرآن كله وهو فى سن التاسعة، كما كان يحفظ آلاف الأبيات من الشعر العربى. استكمل أنيس منصور دراسته الثانوية فى مدينة المنصورة، حيث كان الأول على كل طلبة مصر حينها، وكان ذلك استكمالاً لتفوقه فى صغره، حيث اشتهر بالنباهة والتفكير المنطقى السليم، ثم التحق بكلية الآداب جامعة القاهرة، ودخل قسم الفلسفة الذى تفوق فيه، وتخرج فيها سنة 1947، وعمل أستاذًا فى القسم ذاته لكن فى جامعة عين شمس، ثم التحق بالعمل الصحفى فى مؤسسة أخبار اليوم مع على ومصطفى أمين، ومنها إلى الأهرام. ظل أنيس منصور لفترة لا هم له إلا شراء الكتب ودراسة الفلسفة، حتى وقعت له نقطة تحول مهمة، هى حضوره لصالون عباس العقاد، والذى كان بالنسبة له بمثابة بوابة على عالم آخر لم يعهده من قبل، وسجل كل ذلك فى كتاب "فى صالون العقاد كانت لنا أيام"، وقدم فيه مشاكل جيله وعذاباته وقلقه وخوفه وآراءه فى مواجهة جيل العمالقة من أعلام الفكر والثقافة فى مصر فى ذلك الوقت. فى عام 1976، أصبح أنيس منصور رئيسًا لمجلس إدارة دار المعارف، ثم كلفه الرئيس السادات بتأسيس مجلة أكتوبر فى 31 أكتوبر 1976م، وكان هو رئيس تحريرها حتى عام 1984. كان أنيس منصور من أقرب الصحفيين المقربين من الرئيس السادات وخشى عليه البعض من الاقتراب الزائد من السلطة الحاكمة، وكان فى ذهنهم تجربة العلاقة المتميزة الكبيرة بين الرئيس عبد الناصر والكاتب محمد حسنين هيكل، بكل ما لها وما عليها، كانت قناعتهم وقت إذ ولا تزال أن الاقتراب الزائد من السلطة أمر محفوف بالمخاطر، فالسلطة كالشمعة المتوهجة نعم تضئ لكن إذا اقتربت منها جداً قد تحرقك، لذا يجب الاحتفاظ بمسافة معينة بعيدًا عنها. عاش أنيس منصور طوال حياته وهو ملء السمع والبصر معروفًا مشهورًا، مزهوًا بثقافته ومكانته، عاصر الملكية وشهد حكم عبد الناصر وعاصر السادات وكان مقربًا منه، ولم يمت إلا بعد أن رأى سقوط نظام مبارك وانهيار حكمه بعد 30 عامًا قضاها متربعًا على عرش مصر، ورافق الرئيس مبارك فى بعض أسفاره. توفى أنيس منصور صباح يوم الجمعة الموافق 21 أكتوبر 2011 عن عمر ناهز 87 عامًا بمستشفى الصفا بعد تدهور حالته الصحية على إثر إصابته بالتهاب رئوى.