كان يسعى لاستخراج أوراق ووثائق من أجل إثبات طلاقه من زوجته السعودي؛ حتى يتمكن من عقد قرانه على خديجة جنكيز، هذا هو السبب المعلن وراء توجه الكاتب الصحفي السعودي، جمال خاشقجي إلى قنصلية بلاده في 2 أكتوبر الجاري، قبل أن يتم الإعلان لاحقًا عن اختفائه في ظروف غامضة. خاشقجي كان قد لجأ أثناء إقامته في الولاياتالمتحدة إلى السفارة السعودية بواشنطن لاستخراج تلك الأوراق، إلا أنه تم توجيهه إلى القنصلية السعودية باسطنبول. ومع إعلان خطيبة خاشقجي عن اختفائه بعد ساعات من دخول مقر القنصلية، بدت جهود البحث للكشف عن أسباب ذلك، في الوقت الذي ثارت فيه علامات استفهام عدة حولها، خاصة وأنها كانت المصدر الوحيد لتلك المعلومات. إذ كانت خديجة أول من أبلغ السلطات التركية باختفائه، بعد أن طلب منها الاتصال بعدد من الأشخاص، حال عدم خروجه من القنصلية بعد مدة محددة، وكذلك بعد سؤال موظفي القنصلية عنه، الذين أكدوا خروجه. وفي الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن الهدف من هذه الزيجة، لم يكن فقط الزواج، وإنما لأغراض أخرى، ردت خديجة، قائلة: "كنا نخطط لحياة بين واشنطن واسطنبول، مثل أي أشخاص آخرين كانوا يأملون في العيش حياة سعيدة، أعتقد أنني سأتعلم الكثير منه". ووجه الإعلام السعودي، اتهامات لها، فيما شكك البعض في كونها مدفوعة من جهات خارجية؛ لتوريط المملكة في أزمة كبيرة. غير أنها نفت كل ما لاحقها من اتهامات، وأضافت في مقال نشره "عربي بوست": "كنا سنذهب لشراء أجهزة منزلية لبيتنا الجديد، وكنا سنحدد موعدًا للزواج، كل ما أردناه هو ورقة، كنا سنمضي لاصطحاب إخوتي وبعض من أصدقائنا المقربين إلى العشاء لمشاركة الأخبار السارة معهم" وتابعت: "فالزواج خطوة مهمة، وخاصة لكل شخصين تربطهما علاقة وبالنسبة إلينا، بل بالنسبة لجمال على وجه الخصوص، كان ذا أهمية خاصة، لقد كان قضاء أكثر من عام في المنفى الاختياري في الولاياتالمتحدة -بعيدًا عن بلاده، وعائلته، وأحبابه- ذا أثر بالغ عليه" أخبرني قائلاً: "أشتاق إلى بلادي للغاية، أشتاق إلى أصدقائي وعائلتي اشتياقًا شديدًا، أشعر بهذا الألم العميق في كل لحظة". وأصدر النائب العام سعود بن عبدالله المعجب، بيانًا في الساعات الأولى من صباح اليوم، قال فيه إن "التحقيقات الأولية، التي أجرتها النيابة العامة في موضوع اختفاء خاشقجي، أظهرت أن المناقشات التي تمت بينه وبين الأشخاص الذين قابلوه أثناء تواجده في قنصلية المملكة في إسطنبول أدت إلى حدوث شجار واشتباك بالأيدي مما أدى إلى وفاته"، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء السعودية الرسمية.